الكاتب: معمر العويوي
"رأسنا سيبقى في السماء، و أقدامنا مغروسة في تراب وطننا، جماجمنا نُعَبِدُ بها طريق النصر والعودة الأكيدة، البوصلة لن تخطئ الطريق، ستظل تشير الى فلسطين" خليل الوزير
الشعب الفلسطيني لا يمل ولا ييأس, شعب سجل تاريخ طويل من النضال والتضحيات.. شعب مر بالعديد من المحطات التي كانت اصعب من هذه المرحلة بكثير وتم تجاوزها بسلبيتها وايجابيتها. تجاوز سبعين عاما من التشرد واللجوء وتهويد الأرض والمقدسات والاعتقالات, واقتتال داخلي وانقسام, واستشهاد الالاف من ابناءه... واخفاقات كبيرة ونجاحات متواضعة, لم يفقد فيها الأمل رغم تراكم الخيبات... لذا ان أشد ما نحتاجه في هذه الفترة النضالية هو الأمل.
كما يقول الشهيد عبد الفتاح حمود: "إن الأمل سيظل لا معنى له بدون أن يسعى الإنسان بنفسه لتحقيق أماله" وفي بناء الدول وتحرير الأوطان تقع المسؤولية في تحقيق امال الشعوب على قادتها.
القيادة والبطولات الفردية
وخلال السبعين عاما كان الامل مصاحبا للشعب الفلسطيني تزرعه القيادة في نفوسهم من خلال رموزها من كافه الوانها فمجرد تصريح او لقاء مع ابو عمار او الشيخ احمد ياسين او جورج حبش او الشقاقي _والقائمة طويلة _ وكانوا يزرعون الامل والعزيمة في نفوسنا بكلماتهم وحرصهم على الوحدة ولو بمجرد شعارات, وكان الشعب الفلسطيني يشعر بنشوة الانتصار رغم الهزيمة فنحن شعب يهوى النصر ويسعد حتى بالحديث عنه.
لكن في ايامنا هذه تراجع دور الاحزاب والسياسيين الى حد كبير، فلم يعد القضية تحرر من الاحتلال بقدر ما هي تعايش تحت الاحتلال, وطغت المصالح عند الكثيرين حتى وصل بنا الامر كما قال غاندي:" كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن".
لقد اصبح من الصعب ان تجد شخصية يجمع عليها الكل الفلسطيني، وحتى اصبح صعب تصديق الشعارات الرنانه والخطب الحماسية.
ولان قانون الحياة لا يقبل الفراغ وكما يقول الشهيد هايل عبد الحميد: "إن الحيز الذي نتركه فارغا من غير أن نملأه بجدارة يأتي غيرك ويملأه".
ولان المقاومة فكرة والفكرة لا تموت بات أصحاب البطولات الفردية هم من يزرعون الامل في نفوس الجماهير، لا أحد ينسى ثائر حماد وعمليته البطولية في واد الحرميه فهو فرد لا ينتمي الي اي حزب او فصيل قنص ٢٤ مستوطن ومن يحميهم من جنود الاحتلال, وذهب ونام في بيته وبهذا زرع الخوف في نفوس المحتلين، وزرع الامل في نفس كل فلسطينيي.
وابطال المعارك الخاوية في سجون الاحتلال, ورعد حازم. وعدي التميمي و _قائمة تطول وتطول _وتبقى اثرهم في نفس كل طفل وشاب وختيار و ختياره تنشد بصوتها اغنية شدو بعضكم لتؤثر بكل فلسطيني حر ولنجتمع سوية على الفكرة الخالدة وهي ان فلسطين لنا.
المقاومة الفردية الفلسطينية هي التوجه الفلسطيني الاستراتيجي الجديد، والاستجابة العنيدة لضغوط مستمرة ومتفاقمة لمنع المقاومة، كما أنها الكابوس الأمني الجديد للاحتلال الاسرائيلي كونها تتطلب استنفار قوى الأمن الاسرائيلي معظم الوقت وفي كل المناطق.
ما هو المطلوب الان
على الاحزاب وقادتها ان تعيد حساباتها فالمعركة اليوم على الارض وغدا في صندوق الانتخابات فقائمة واحدة تحمل نهج رعد او النابلسي او ثائر حماد او اي بطل من ابطال البطولات الفردية ستحصد اضعاف احزابكم المتناحرة على السلطة صوبوا بوصلتكم الي فلسطين ستلتف حولكم الجماهير بكل صدق.
فكما قال مظفر النواب "البوصلة التى لا تشير الى فلسطين مشبوهه"
في نهاية المطاف الشعب الفلسطيني هو الضمان الحقيقي للقضية. والأجيال الشابة من الفلسطينيين تحت الاحتلال سوف تكون دائماً الضمان الحقيقي لاستمرار روح المقاومة الفلسطينية. طالما بقي الشعب الفلسطيني فمن المستحيل على أي جهة أو قوة مهما بلغت أن تقضي على روح المقاومة الفلسطينية للاحتلال. هذه هي الحقائق التي يتوجب على الاحتلال استيعابها وبالنتيجة الاستجابة لمؤثراتها.