الكاتب: ربحي دولة
لم يكن ياسر عرفات شخصاً عادياً في تاريخ ثورتنا المُعاصرة ولا حتى في تاريخ فلسطين بل كان حكاية وطن وصاحب الفكرة الثورية التي أسست ثورة العصر في وجه الطغيان .
ياسر عرفات الطالب الثائر والقائدُ الفذ الذي صنع المعجزات في زمن الهزيمة والتراجع العربي كان صاحب فكرة التقدم والإنبعاث من جديد.
ياسر عرفات ورفاق دربه عقدوا العزم على إعادة الاعتبار لهذا الشعب ولهذه الأمة مُنذ اللحظة الاولى للتشريد الذي تعرض له شعبنا ..
ياسر عرفات ورفاق دربه أسسوا حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والتي قادت ثورة عارمة في وجه المُحتل .. ياسر عرفات قاد الدبلوماسية الفلسطينية الى جانب البُندقية واوصل القضية الفلسطينية الى كل العالم الذي سارع بالعنوان لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد .
ياسر عرفات خاطب العالم بلغة الحسم والإرادة خطاب هز عروشهم عندما قال في هيئة الامم : جئتكم ببندقية الثائر بيدي وغُصن الزيتون باليد الأخرى فلا تُسقطوا غصن الزيتون"، دليل على عُمق رؤيا ياسر عرفات ولايصال رسالة الى العالم بأننا شعب صاحب رسالة وأهداف سامية.
قاد ياسر عرفات معارك الثورة الفلسطينية في كل مراحلها من الدفاع عن المخيمات وصولاً الى حصار بيروت .
من هنا بدأت عظمة يا سر عرفات ونظرته الثاقبة عند خروج قوات الثورة من بيروت سُئل الى أين قال الى فلسطين ، ظن الجميع أن آثار الخروج اوصلت هذا الزعيم الى التهيُئات ناسين في الوقت حنكته وحكمته وبعد نظره الصادق فكان له ما أراد وبعد سنوات عاد ياسر عرفات الى فلسطين ليؤسس اول سلطة فلسطينية على الارض الفلسطينية وقام بوضع حجر الاساس لدولة فلسطين وبنى مؤسساتها، وبعد صمود اسطوري في وجه امريكا راعية دولة الاحتلال الذين حاولوا اأن يمرروا اتفاق سلام بين فلسطين ودولة الاحتلال لا يُلبي طموحات شعبنا وينتقص حقه في القدس كعاصمة لتلك الدولة، انتفض ياسر عرفات وعاد الى شعبه ليفجر انتفاضة الاقصى الذي قاد كل تفاصيلها وكانت معركة الفصل.
حوصر ياسر عرفات في عرينه في رام الله وحاولوا اغتياله اكثر من مرة واطلق مقولته الشهيرة " يريدونني انا قتيلا او طريداً او اسيراً وانا أقول لهم شهيداً شهيداً شهيداً . وكان ربك قديراً واستشهد ياسر عرفات بعد أن دُس له السم له بعد أن بقي صامدا يقود المُقاتلين في الميدان وكذلك المدافعين عن عرينه .
استشهد ياسر عرفات وبقي فكره ونهجه وبقينا نسير على الطريق الذي عبده لنا وهو والاف الشهداء .. هذا الطريق الذي بدأ من كل زقاق وحارة فلسطينية وينتهي في القدس مُحررة عاصمة دولتنا الفلسطينية
ياسر عرفات حكايتنا المُستمرة وروايتنا الصادقة.