الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أخطر سؤال يواجه إسرائيل اليوم .. من هو اليهودي ؟

نشر بتاريخ: 13/11/2022 ( آخر تحديث: 13/11/2022 الساعة: 13:25 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

رغم ان نتانياهو يدّعي انه يهودي غربي، ورغم ان ملامحه وصفاته تشير الى غير ذلك. لكنه وبعد فوزه في الانتخابات الأخيرة أدخل إسرائيل المرحلة الأخيرة من عمرها "كدولة"، ويعيدها من دون قصد الى تكوين العصابات الذي قامت عليه.

الحاخام الأكبر لإسرائيل يتسحاك يوسف وهو ابن عوفاديا يوسف قال في الساعات الماضية (طالما اصبح هناك 32 عضو كنيست من الحريديم فان هذه فرصة تاريخية لإعادة تعريف من هو اليهودي؟). وهو ما اثار قلق اليهود الغربيين الذين يرون ان إسرائيل قد استكملت تحولها الى دولة دينية "ثيوقراطية" يحكم سلوك حياتها، ويحكم نظام العمل فيها، ومأكلها وملبسها ومشربها، ومواصلاتها وطيرانها نحو الهوية الدينية البحتة.

لمحة سريعة. حين قامت إسرائيل لم يكن يوم السبت عطلة لها، وفي مذكرات زوجة بن غوريون انه شتم الحاخامات حين جاءوا يتوسلون له اعلان يوم السبت يوم العطلة الأسبوعي، وانه صرخ في وجوههم من الطابق الثاني لبيته دون ان ينزل لمصافحتهم.

وكان تعريف بن غوريون لمن هو اليهودي (كل مهاجر جاء الى فلسطين ويتحدث اللغة العبرية). وفي السبعينيات توسل الحاخامات ادخال طعام كشير لطائرات العال.

رويدا رويدا بات الحريديم يحكمون إسرائيل. حركة القطارات والحافلات والمتاجر. والحريديم يرشقون بالحجارة كل سيارة تدب في شوارع المدن أيام السبت المحكومة بالكامل لهم مثل بيت شيمش وبني براك وطبريا والقدس وغيرها.

وكما يعلم الجميع ان إسرائيل نظام ابارتهايد عنصري لا حدود لها ولا دستور. ولا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة مطلقا وبالتالي هي لم تعد دولة، ولا حتى كيان. وحري بالمثقف العربي ان يقول نظام إسرائيل العنصري فهذا هو حالها.

يتوقع ان سيطرة حكم المتدينين سوف تقود الى تغيير نمط حياة الناخب الإسرائيلي 190 درجة، وان يؤدي هذا الى هروب عائلات اليهود الغربيين وعودتهم الى الغرب ما هي الا مسألة وقت.

منذ 2500 عام يبحث حاخامات اليهود عن تعريف من هو اليهودي. ثم استطابوا القول ان اليهودي هو من ولد لام يهودية وهي حيلة لتجنب الانقراض والانصهار في القوميات الأخرى.

اما اليوم. فلا الحاخام الياهو يوسف ولا نتانياهو ولا يهود أمريكا ولا بن غوريون ولا هيرتسيل يستطيعون تعريف من هو اليهودي.

وان مجرد طرح هذا السؤال سيؤدي الى تغييرات استراتيجية.

نتانياهو الذي تبنى عن جهل شعار (يهودية الدولة) لعب بمفاهيم سوسيولوجية أكبر منه. وفتح أبواب لن يستطيع اغلاقها.