الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

‏من أجل "جنين" آمنة ومزدهرة بين ذراعي السلطة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 17/11/2022 ( آخر تحديث: 17/11/2022 الساعة: 11:37 )

الكاتب: ‏نادين روز علي

‏لا شك أن الوضع في جنين معقد ومركب، بسبب التطورات غير الطبيعية التي حصلت في المدينة وضواحيها منذ سنين عديدة، وحتى من قبل اجتياح قوات الاحتلال لمخيم جنين في نيسان 2002. لكن قوة الحياة، وحب البلد، ومصلحة البلد ومواطنيها ، يحب أن تتخطى جميع التعقيدات والتركيبات .

جنين جميلة، وهي أجمل حينما تكون مزدحمة ! وهي فريدة في خصوصيتها التي تربط سكان الجليل والمثلث من أراضي الداخل بإخوتهم سكان الضفة الغربية لنهر الأردن . فإذا دخلتَ مدينة جنين، خاصة يوم سبت هادئ ومشمس وجميل، وهو يوم الحركة التجارية الأكبر ، حيث يلتقي سكان جنين وسكان القرى المجاورة بإخوتهم من عرب الداخل 48 ، فإنك سترى عرساً تجارياً جميلاً، أو " زفة " طويلة تحتل الشوارع وتحتل الأرصفة . جنين جميلة .

‏لكنك سرعان ما تسمع صياحاً هنا ومشاجرات هناك ، ومخالِفاً هنا ومخالِفاً هناك ، وهذا طبيعي . ولكن حينما يتحول الشجار إلى عنف حقيقي ويستل أحدهم سلاحه ويحتل المكان أو الشارع، فإنك تتذكر أن هذا المكان يحتاج إلى ضبط أمني وسيطرة وفرض القانون .

‏ لا يختلف إثنان منا على أن مدينة جنين تتميز عن باقي مدن الضفة الكبيرة وما يسمى بالمنطقة A بكونها رسمياً تحت السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية ، ولكن عملياً هناك ضعف أمني للسلطة في المدينة، دون علاقة بالاحتلال ودون علاقة باقتحاماته ونشاطاته ، فهذه مسألة فلسطينية بحتة .

‏ إن ضعف السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية في جنين يؤدي في الكثير من الأحيان إلى بعض الفوضى وعدم احترام القانون ليس من الناحية الأمنية فقط ، بل من جميع النواحي : من عدم احترام قوانين السير مروراً بعدم احترام قوانين الترخيصات وحتى السرقات والعنف المجتمعي والعائلي واحتلال الأرصفة وعدم الحفاظ على نظافة البلد وغيرها ، وكل ذلك يضاف إلى الانفلات الأمني وفقدان الأمن الشخصي للمواطن .

‏ ولكننا يجب أن نعلم حقيقة واضحة : لا يمكن للسلطة وأجهزتها أن تفرض الأمن دون تعاون ودعم المواطنين . فالنوايا الطيبة لا تكفي في هذه الحالة . كثير من الناس يشكو أحياناً من الفوضى الأمنية وشبه الانفلات لبعض العناصر هنا وهناك، دون علاقة لا بالمقاومة ولا بالاحتلال وقليلاً ما نفهم السبب والأصل والفصل لكل حادث ! كما أن الصمت والحذر من " كثرة الكلام " والخوف من النتائج الوخيمة هم سيد الموقف ..

‏إن التعاون بين السلطة الفلسطينية وبين المواطنين، أو بالأحرى دعم المواطن للسلطة ودعم السلطة للمواطن هو السبيل للحفاظ على الأمن الشخصي للمواطن واطمئنانه ورفاهيته، وهو السبيل لبناء جنين البلد والإنسان والازدهار الاقتصادي فيها، وعلى السلطة أن تبادر لتأخذ بزمام الأمور، فجنين أخت رام الله ولا يميز الوالد بين أبنائه أو بناته . يوجد في جنين إمكانية لعمق إقتصادي تجاري هائل وذلك بحكم موقعها، فهي تجاور الجليل والمثلث في الداخل وتشكل مصدراً لمشترياتهم وتجارتهم وهم بحاجة للأيدي العاملة من إخوتهم في شمال الضفة .