الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

العنف الاستيطاني عنوان مرحلة الصراع القادمة

نشر بتاريخ: 22/11/2022 ( آخر تحديث: 22/11/2022 الساعة: 14:56 )

الكاتب: الأسير قتيبة مسلم






من البديهي ملاحظة حجم الانزياح في الشارع الإسرائيلي انتخابياً باتجاه اليمين الديني والقومي المتطرف الفاشي وهيمنة سياسة المستوطنين الفاشية على رؤية الحكومة الإسرائيلية الاستعمارية القادمة سياسياً وميدانيا.ً
وهذا الانزياح ليس وليد اللحظة وإنما يمثل خلاصة تراكمية منذ هيمنة حزب الليكود على السلطة عام 1977 وتراجع الحزب المؤسس للدولة عن سدة الحكم ممثلاً في حزب العمل ومروراً بلحظة القتل التي تناقض كل إرثهم النظري دينياً وسياسياً لرئيس دولة الاستعمار رابين.
لقد كشفت عملية الاغتيال هذه طبيعة هذه الدولة الاستعمارية وجوهر رسالتها الاستيطاني التفريغي ورفضها لأي منطق قانوني ودولي وإنساني وحرصها على التواصل الفعلي بالمشروع الصهيوني الذي لم يتوقف بإنشاء هذه الدولة عام 1948 عبر سياسة المجازر والقتل الجماعي والتطهير العرقي لأبناء شعبنا الفلسطيني.
إن المرحلة السياسية القادمة ستشهد هجوماً استيطانياً مكثفاً على كافة الأراضي الفلسطينية التاريخية وشرعنا لكافة بؤر الاستيطان الزراعي والرعوي وهيمنة تهويدية استيطانية على كافة الأراضي الفلسطينية ذات الأهمية لضمان شطب خيار الدولتين وأي رؤية سياسية أخرى وفرض الأمر الواقع الاستعماري على شعبنا وأرضنا وقضيتنا.
والمأساة أن هذا المشروع الاستيطاني الاضخم والذي يمثل ذروة الجهد التهويدي العنفي يتم في ظل واقع فلسطيني متشرذم ومنقسم سياسياً وقيادياً وشعبياً وغياب حقيقي فاعل وداعم للبعد العربي الإسلامي الدولي لقيادتنا وسياستنا الفلسطينية حيث أن الأولويات تفرض ذاتها في سياسات الدول وقدر الشعب الفلسطيني أن يبقى يدفع ثمن صموده التاريخي ونضاله دون حصانة جدية مادية وسياسية أو بدعم فعلي يمثل أداة إسناد وترهيب للسياسات الدولية الخارجية التي لا تتحرك لإنهاء هذا الجنون الاستعماري الاستيطاني.
والحقيقة التي يجب ألا نتجاوزها وطنياً بأن دورنا الطليعي النضالي لفلسطيني الذي يلهب الأرض جمراً وناراً واشتباكاً وبوحدةٍ فلسطينية حقيقية تمثل جبهة الشعب الموحدة والتي تتجاوز كل أشكال الانقسام والتشرذم وتغلب المصلحة الوطنية العليا على مصالح الأشخاص والأحزاب العاجزة فعلياً عن تحريك الجماهير هو ضمانتا الفلسطينية من أجل حماية أنفسنا وصد هذا العدوان الاستيطاني.
إن بقاء المنظومات الحزبية والفصائلية والسياسية رهينة سياسات التجربة السابقة فلسطينياً سيسهل مهمة جيش المستوطنين ومشروع الطرد والتهجير والخشية من دفع الثمن ميدانياً ستجعل الحالة الفلسطينية رهينة خيارات محدودة لن تتمكن من إفشال مخطط الفاشية الاستعماري القادم بكل أبعاده.
ومما لا شك فيه أن الاشتباك الشعبي الشمولي الحاشد هو من أفضل السبل لكسب الرأي العام العالمي وصد هذه الهجمة الاستيطانية رغم أن الدم الفلسطيني كضحية هو نافذة لرؤية الحقيقة من قبل مؤسسات العالم.
فعلينا أن نخوض الاشتباك والصدام جماهيرياً رغم حجم المخاطر وعنفية المستوطنين وأن نعود شعباً سوياً يواجه استعماراً استيطانياً كولونيالياً تفريغياً.
لتكون هويتنا وسياستنا وأدواتنا الوطنية التحررية فلسطينية واحدة دون حزبيات أو مناكفات أو أهداف آنية.
لأن هوية عدونا الاستعماري واضحة ومشروعه الاستيطاني يقوده غلات المتطرفين فعودوا يا كل فصائلنا إلى وطنية الثورة وروح الثورة وانتماء الثورة وسياسة حرب الشعب طويلة الأمد بعيداً عن الانشاء والشعارات والنخبوية.
ولنتجاوز ردات الفعل وخطة الأزمة لأن ردود الأفعال لن تنجز أي حرية أو سيادة أو استقرار لابد من منهج وطني حقيقي يعبر عن قراءة الواقع واحتياجاته لا نريد نظريات المكاتب أو شعارات أكبر من إمكانياتنا عندنا حجرٌ وأرضٌ وشعب هذه معادلة القوة الخفية الفلسطينية شعبٌ يحمل حجر الحرية ليحمي الحلم والأرض وهذا لا يعني عدم وجود مبادرات واعية سياسياً تجسد حقنا المشروع قانونياً في استخدام كافة أشكال المقاومة لكن دون الانجرار وراء النخبوية والانحسارية والحزبية التي مثلت مقتلنا سابقاً فثورة المستوطنين التي بدأت في صناديق الاقتراع ولاحقاً في الخليل يجب أن تواجه بثورة جماهيرية حقيقية فلسطينية تفرض بالتضحيات صوتنا على كل الأجهزات الدولية.