الكاتب: السفير قوه وي
في 29 تشرين الثاني الجاري، وجه الرئيس الصيني شي جينبينغ برقية التهنئة للسنة العاشرة على التوالي إلى الأمم المتحدة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بحيث يعكس دعم الصين المتواصل لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، واهتماماتها البالغة وحرصها الكبير بتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وإرادتها الراسخة لحماية العدالة والإنصاف الدوليين.
تعد القضية الفلسطينية لبّ قضية الشرق الأوسط. ويرتبط إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية بالسلام والاستقرار الإقليميين والعدالة والإنصاف الدوليين. تدعو الصين إلى تحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل وتحقيق التنمية المشتركة بين الأمتين العربية واليهودية، بما يتفق مع المصالح الطويلة الأجل الفلسطينية الإسرائيلية، ويلبي التطلعات المشتركة لشعوب العالم. ويجب على المجتمع الدولي الالتزام بـ"حل الدولتين" بدون تزعزع، ووضع القضية الفلسطينية على أجندة الأولويات الدولية، ودعم الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه في إقامة دولته المستقلة في يوم مبكر.
ظلت وتبقى الصين تدعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاسترداد حقوقه الوطنية المشروعة بكل ثبات، بواسطة جهودها الهادفة إلى دفع المفاوضات لتعزيز السلام الفلسطيني الإسرائيلي. وتدعم الصين تعزيز نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية، وتساند الفصائل الفلسطينية لتعزيز التضامن، وتدعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام من أجل إعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الطبيعي. وستواصل الصين تقديم مساعدات إنسانية وتنموية لفلسطين الصديقة، في سبيل دعمه في بناء القدرة، ومساعدته على تنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.
طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2017 الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع حول حلحلة القضية الفلسطينية، كونها تجسيرا أكثر مصداقية لموقف الصين. وطرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة الأمن العالمي في نيسان العام الجاري، التي أجابت بوضوح على سؤال العصر بشأن سبل تحقيق الأمن المشترك لكافة الدول من جهة، ووفرت الحكمة والحلول الصينية لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وحلحلة القضية الفلسطينية من جهة أخرى. وعملت الصين يدا بيد مع فلسطين على مكافحة الجائحة والمضي قدما في بناء "الحزام والطريق" وتعزيز التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية. وتم إنجاز مشروع الطرق الرابطة ومشروع المدرسة الصينية في بلدية رام الله بتمويل صيني، وسلمت الصين ومصر لفلسطين نصف مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا كإهداء مشترك مخصص لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسلمت الصين أيضا لوكالة الأونروا 200 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا بهدف تطعيم اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسوريا ولبنان، وتبرعت الصين بالمساعدات النقدية والطبية لمكافحة الجائحة لكل من فلسطين ووكالة الأونروا.
في الشهر الماضي، إختتمت أعمال المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح. وطرح المؤتمر أن الصين تظل ملتزمة بأهداف سياساتها الخارجية المتمثلة في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والسعي إلى دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وتظل الصين ملتزمة بالمحافظة على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وحماية الإنصاف والعدالة الدوليين ومصالح الدول النامية المشتركة، وتقديم الدعم والمساعدة للدول النامية في تسريع تنميتها، ومعارضة نزعة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتطبيق إزدواجية المعايير. علما بأن الصين دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن للأمم المتحدة ودولة كبيرة ذات المسؤولية، ستواصل العمل مع المجتمع الدولي على تقديم مساهمات إيجابية لتحقيق السلام الدائم والأمن السائد والازدهار المشترك في الشرق الأوسط وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.