الكاتب: جميل السلحوت
أجهل الجهلاء
اعتدت مطالعة بعض الصّحف والمواقع الإلكترونيّة العربيّة، وأدهشني بها أمور كثيرة ومنها مسألة التّبويب والتّرتيب، حيث تعجّ الصفحات الأولى بأخبار القيادات السّياسيّة، تتبعها أخبار محليّة، أخبار عربيّة، أخبار عالميّة، لك سيّدتي، هو وهي، جرائم، متفرّقات، الرّياضة، إسلاميّات، مقالات وآراء، وفي ذيل الصّحيفة أو الموقع يأتي الشّأن الثّقافي.
واللافت في بعض هذه الدّوريّات أنّ محرّريها ينشرون المقالات السّياسيّة أو المواضيع الأدبيّة حسب معرفتهم باسم كاتبها دون أن يقرأوها، لذا تجد خلطا في التبويب بين زاويتي الآراء والثّقافة.
تسويق الجهل والخرافة
تشير الإحصائيّات إلى وجود أكثر من 180 فضائيّة عربيّة متخصّصة بتسويق الخرافات والخزعبلات تبثّ من أقطار عربيّة، ويعمل فيها عدد من أصحاب اللحى والعمائم، والمنقّبات والمحجبات المتستّرين والمتستّرات بعباء الدّين، والدّين بريء منهم ومنهنّ، فتجدهم يزعمون بأنّهم يعلمون الغيب ويحكمون الجنّ، ويضعون حلولا لأمراض مستعصية، أو مشاكل اجتماعيّة مثل: علاج السّرطان وغيره، عودة الغائب، تزويج العوانس، حلّ مشاكل العقم، حلّ المربوط، منع الأزواج من الزّواج ثانية، عودة الغائبين، تأليف القلوب، فكّ السّحر...إلخ. وتتوالى الاتّصالات المتّفق عليها بين صاحب الفضائيّة وشركات الإتّصالات؛ لسلب الفقراء فلوسهم القليلة طلبا لحلّ مشاكلهم.
الإعلام
تسيطر الصّهيونيّة العالميّة على طاحونة إعلام هائلة تغطّي العالم جميعه، وبلغاته المختلفة، وتخصّص اسرائيل فضائيّات وإذاعات باللغة العربيّة تغطي العالم العربيّ من المحيط إلى الخليج، وهو إعلام موجّه يوصل روايتهم إلى كلّ بيت عربيّ.
وفي عالمنا العربيّ فضائيّات ووسائل إعلام لتسويق الأنظمة الحاكمة، وتحويل الهزائم إلى انتصارات، ولا توجد وسائل إعلام تخاطب الشّعوب الأخرى بلغاتها، وبعض منها يُسوّق رواية الآخر.