الكاتب: فراس الطيراوي
باستيلات بني صهيون.
أن يتحمس العربي المسلم او المسيحي للقضية الفلسطينية و يناضل من أجلها فهذا ليس أمراً غريباً ، لكن أن يؤمن أمريكي حتى العظم بقضية الشعب الفلسطيني ويترك رغد الحياة ويهب حياته ونفسه للدفاع عن حق الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم فهذا أمر لافت للغاية ؟ ريتشارد ديك رالي المواطن الامريكي من أصل أيرلندي كان ممن آمنوا بالانتماء للإنسانية، والدفاع عن قضايا المظلومين بشكل عام وقضية فلسطين بشكل خاص ، لقد وهب حياته من اجلها والدفاع عنها في كافة المحافل والميادين حتى الرمق الاخير.
رحل عنا قبل عامين عاشق فلسطين، ونصير المظلومين في العالم، وداعية حقوق الانسان، وصديق المناضلين وحركات التحرر الوطني، اثر مرض عضال لم يمهله كثيراً، وعينه على القضية التي دافع عنها بكل قوة وقلبه على شعبها المضطهد والمشرد في أصقاع العالم. غادرنا العاشق ونحن في امس الحاجة اليه والى حكمته ، رحل عنا دون ضجيج يذكر بهدوء المنصت الى تراتيل الصباح، كزيتونة ما هزتها العواصف ولا أثرت عليها الأنواء.رحل قبل أن يتحقق حلمه برحيل الكيان الصهيوني الغاشم عن أرضنا واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لقد كان السيد رالي الناشط والنقابي مناضلًا من من طراز فريد ، واخاً ورفيقاً، وإنساناً نبيلاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حمل هموم شعبنا الفلسطيني وكل المضطهدين والمظلومين ، ودافع عن حقنا في الحياة، غادرنا جسداً لكن روحه باقية وستظل هكذا ريتشارد بيننا حتى تنتصر فلسطيننا، ومشروعنا الوطني الذي ظللت ممسكا به وبالدفاع عن قضيته العادلة حتى اخر نفس من حياتك ، و ما كان ريتشارد ديك رالي بالشخص العابر، و لنا في سيرته العطرة الدروس و العبر، لروحه الرحمة والسلام.
ومضة ذاتية عن حياة المناضل ألأمريكي من اصل إيرلندي ريتشارد ديك رالي : هو مؤسس حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني، والأيرلندي في الولايات المتحدة الأمريكية، كان له إسهامات كبيرة وهائلة على المستوى الدولي في دعم القضايا الإنسانية والوطنية ، و قدوة للمناضلين والمناصرين والنشطاء في الساحة الأمريكية الذي تعلموا على يديه عن تاريخ النضال الفلسطيني والإيرلندي، والتضامن مع كل المظلومين والمظطهدين حول العالم بشكل عام وجيل الشباب والشبيبة بشكل خاص من خلال عقد ندوات سياسية وتثقيفية هامة، كان دوما في الميدان متضامنا مع اسرانا البواسل ، واسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات رافعاً صور الرفيق القائد احمد سعدات، والقائد مروان البرغوثي " ابا القسام " و غيرهم من ابطالنا الغر الميامين.
وعندما حوصرت بيروت في ثمانينات القرن الماضي إبان الغزو الصهيوني لها ذهب اليها متضامنًا مع الفدائيين والمقاتليين الفلسطينين واللبنانيين، وفي عام 1988 في ذروة الانتفاضة الأولى المجيدة " انتفاضة الحجارة، والعز، والمجد والفخار، قرر ان يذهب الى فلسطين متضامنًا على رأس وفد، وقد تعرض اثناء ذلك هو ومرافقيه الى الاعتقال من قبل الاحتلال الصهيوني، واقتيدوا جميعًا الى معتقل ومسلخ المسكوبية سيء السمعة والصيت وقد تم ترحيلهم جميعًا. وبقي متيماً بفلسطين وملتزما بقضيتها العادلة حتى رحيله.
نعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باسم أمينها العام الرفيق القائد احمد سعدات القابع في الباستيلات الصهيونية ، والقائد روحي فتوح رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية ، ومعظم المنظمات الفلسطينية الأمريكية.
ملاحظة : وصيته كانت ان يلف بعلم فلسطين وكان له ذلك.