الكاتب: محمد اللحام
منتخب فرنسا لكرة القدم نموذجا لارث الاستعمار الاوروبي للدول الفقيرة التي لا تزال تحتل بعضها مع تاريخ إرهابي دموي بحق شعوب كثيرة نهبت خيراتها وقهرت وعذبت شعوبها حالها حال انكلترا والمانيا واسبانيا والبرتغال وهولندا والعديد من الدول الاوروبية التي تبيعنا الشرف في الأخلاق والقيم والتنوير.
هي لا زالت تستعمر الكفاءات في الدول الفقيرة بما فيها الرياضية بجنسية وقليل من الامتيازات بغرض الحصول على عرقهم ومهاراتهم لرفعة مجد كروي.
فرنسا نموذجا للعقلية الاستعمارية بتجميع منتخب معظم اصوله من افريقيا الفقيرة التي كانت بمعظمها مستعمرات لها وهي التي تنبذهم وتلاحقهم بسبب اصولهم وحتى لون بشرتهم وتدعم الانظمة الديكتاتورية في بلدانهم الأصلية .
تسلبهم الحقوق وتتعامل معهم كمواطنين درجة ثانية وثالثة وحين يخسرون في المحافل الكبيرة يقولون اصلا هؤلاء ليس منا وعندما يفوزون يقولون انتصرت الدماء الفرنسية .
نعم الاستعمار مستمر حتى بكرة القدم من خلال مؤسسته الفاسدة الفيفا التي تمن على آسيا اكبر قارات العالم وفيها اكثر من نصف سكان العالم 4 مقاعد ونصف من 32 مقعد بكأس العالم و5 مقاعد لثاني قارات العالم افريقيا وتحتكر اوروبا الاستعمارية 13 مقعد !!
فوز المغرب على البرتغال وقبله على اسبانيا وعلى بلجيكا له مكاسب ورسائل عديدة أبرزها الأثر على بعض اللاعبين العرب والافارقة المترددين بين اختيار اللعب لبلدانهم الأصلية او لتلك الدول التي استعمرتهم وكذلك مشروعية المطالبة بزيادة حصص افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية على حساب اوروبا .
بعد انجاز المغرب سيسهل على الكفاءات الحسم والانحياز لبلدانهم الأصلية والإيمان والثقة بالفوز على المستعمر والخلاص من عقدة التفوق وسيصبح لاطفالنا العرب نماذجا باسماء وصفاة تشبههم.
فعقدة التفوق هي التي حرمت المغرب من نجوم بحجم بلعربي وعادل رامي وافلاي والشاذلي ومروان فيلايني والجزائر من زيدان وبن زيما وسمير نصري وعشرات النجوم العرب الذين فضلوا المستعمر لعدم ثقتهم بامكانيات بلدانهم وسخروا ابداعاتهم للاخرين .
وبغض النظر عن نتيجة لقاء المغرب و فرنسا إلا انني متأكد ان المغرب ستخرج من هذا المونديال ليس فقط مرفوعة الرأس كرويا بل رافعة عربية لهمة امة.
فوز تونس على فرنسا وفوز السعودية على الارجنتين وإنجاز المغرب حتما سيعيد حسابات النجوم القادمة والانحياز لاصولهم بحكم التجربة الناجحة في مونديال قطر وكسر عقدة الدماء النقية الكاذبة للغرب من جانب وعقدة النقص الذاتية من جانب اخر على امل انعكاس الشعور والإنجاز والإبداع في محافل السياسة والعلم والتطور.