الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيت لحم 2022 .. فقيرة ووحيدة تغني لأعياد الميلاد وهي تنزف

نشر بتاريخ: 14/12/2022 ( آخر تحديث: 16/12/2022 الساعة: 12:31 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بعد مشروع بيت لحم 2000 والذي أسس له ونفذه الزعيم عرفات. لم تحصل المدينة على اية مشاريع كبيرة منذ نحو عشرين عاما. جاء شارون واجتاح المدينة وحاصر كنيسة المهد في عام 2002، ودمّرت الدبابات والمجنزرات البنية التحتية التي كلّفت نحو مليار دولار. وظل الغرب صامتا متفرجا .

استشهد عرفات ومات شارون وغادر الجميع بيت لحم، وتركوها لوحدها تداوي جراحها. لا الغرب عاد يرممها ولا العرب ينظرون اليها كقيمة تاريخية عظيمة كما هي حقيقتها.

يأتي القادة والمسؤولون يلتقطون الصور مع شجرة الميلاد ويغادرون. ولكنهم ينسون أن يسألوا عن اهل بيت لحم وعن احوالهم وعن حصار المدينة المستمر منذ الاجتياح وحتى اليوم .

إسرائيل نقلت في العام 2005 مستوطني غزة الى أراضي بيت لحم، وحاصرتها بجدار اسمنتي لئيم. وأفلتت اربع كتائب جيش تطوقها ليل نهار وتطارد العمال والمزارعين وطلبة الجامعات. والاحتلال قتل السياحة وقتل الزراعة وقتل الصناعة وقتل التجارة وقتل التعليم في هذه المدينة المقدسة .

بنى الاحتلال جدارا في وسط الشارع شمال بيت لحم واحتل منطقة مسجد بلال واغلق مدخل عايدة، وادعى ان وسط المدينة قبر يهودي لراحيل دون أي اثبات أو اصل لهذه الحكاية .

المستوطنون لم يكتفوا بمصادرة مدخل المدنية وجسرها مع القدس من جهة بلدة بيت صفافا. بل واصلوا الاستيطان غربا ومن جهة المخرور والنفق والطريق الاستيطاني الالتفافي. وشرقا سلسلة مستوطنات حولت المدينة الى سجن، وجنوبا ثكنات عسكرية وابراج ودشم للقناصة .

من حكومة أبو علاء قريع، وحكومات إسماعيل هنية وسلام فياض ورامي الحمد الله وصولا لحكومة محمد اشتية. لم تحصل بيت لحم على أي مشروع كبير يساعدها للوقوف على قدميها من جديد .

جاء شمعون بيريس في العام 2008 الى فندق جاسر في بيت لحم. وادّعى كاذبا انه سوف يشارك في مؤتمر اقتصادي دولي لمساعدة الفلسطينيين. وكعادته (كاذب وخبيث) شدد بعدها على حصار بيت لحم ومنع بيع اللحوم والبيض والخبز وقطع رزق اهل المدينة .

جاءت جائحة كورونا عام 2020 وخضعت بيت لحم لحصار غير مسبوق من الاحتلال. وأخضعت لحظر تجوال اجباري لأكثر من ستة اشهر فتحطمت نحو 40 الف منشأة صغيرة وأغلقت الفنادق وعاشت المحافظة شبه مجاعة دون أي دعم من اية حكومة عالمية او عربية .

تأتي الحكومات وتذهب. ويلتقط الجميع صورا تذكارية مع شجرة الميلاد. ولكن بيت لحم تحتاج الى مشاريع كبيرة ومشاريع صغيرة تعيدها الى رادار الحياة .

كل الكلمات والتصريحات والعبارات التي تشدّ ازر بيت لحم جميلة. ولكنها لا تكفي لإنقاذ مدينة عريقة وتاريخية مثل بيت لحم .

الاحتلال يفترس بيت لحم. وضباط الاحتلال الذين يدّعون مساعدة بيت لحم على استقبال السياحة هم أدوات قمع وقتل للمدينة .

وقد حان الأوان ان تبحث اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وقيادة السلطة، والرئاسة، والقوى الوطنية تخصيص الوقت والمال والجهد والإدارة السلمية لتنفيذ مشاريع في بيت لحم .

بيت لحم لا تحتاج الى اتصالات هاتفية مفرغة من فلانة او فلانة او فلان لتعرف كيف تعيش وتدير نفسها. لا تحتاج الى لجنة وهمية او لجنة استعراضية، ولكنها بحاجة لعناية الرئيس واهتمامه شخصيا ببيت لحم. وتحتاج الى جهد الحكومة الكامل لإنقاذها من الحصار ومن الفقر ومن سوء الإدارة .