الكاتب: يونس العموري
وصار اسمه الشهيد ناصر أبو حميد الشهيد القابع هناك بالعلب الاسمنتية بتهمة الحب والعشق للأرض السمراء ، امير المخيم وسيده، من خلاله ومن خلال الموت قد سقط الغصن الأخضر والتسليم بالسلام المزعوم المنقوشة حروفه بالوهم والمكتوب على صفحات الماء، ابن المخيم ايقونة الاعتقال والموت البطيء المتعمد ، قد اسقط أوراق التوت الساترة للعورات ، وقد اسقط معادلة التسوية السياسية والسلام، ونستطيع ان نجهر بالصوت المشاغب بأن الغصن الأخضر قد سقط وأُسقط بصمود الشهداء مع وقف التنفيذ وما بدلوا تبديلا .
انتظروا طويلا وشاهدوا بأم العين عناق (ديفيد ومحمد) في الحدائق ، وكان سؤالهم بلا إجابة ، المتمثل بمنطق سقوط الجدران وتهاوي باستيلات يهوذا في ظل العناق والتصالح الوهمي ما بين الشاة والسكين.
ترقبوا طويلا، وخاطبوا الكل بضرورة سيادة منطق معادلة الصلح والتصالح والعناق ، وظلوا القابعين في في الغرف المظلمة ، وظلت الإجابة تائهة .
فيا أيها الليل الطويل على اسرى العلب الاسمنتية تلك، اما آن الآوان للاعتراف وبكافة المحافل بالسقوط المدوي لوهم التسوية والسلام؟؟ والقابعون كانوا بالانتظار.
أيها السادة وفي ظل القتل بوضح النهار وفي ظل انتظار الأخرين لإمكانية الموت وقد تعددت الأسباب ، هذا بيانهم حول السقوط والوهم لما يسمى بصناعة السلام والتسوية، فاستمعوا جيدا ولا تصموا الاذان واحفظوا ابجديات الكلمات وما وراء الكلام والقول الفصيح النابع من الايمان بأحقية العيش والتحرر والتحرير وتحدي السجان والموت في العلب الاسمنية .
يا سادة عاصمة العناق بين ( ديفيد وعلي ومحمد ) ، يقول الشهيد ناصر ابو حميد اليوم القول الفصل الفاصل ما بين الحق والباطل وما بين الوهم والحقيقة :
اعترفوا ان غصنكم المشوه الرامز للسلم والتصالح قد سقط، وسقط الغصن الأخضر في اروقة المحافل كافة للمرة الالف ، وملك ملوك المناذرة ما زال للأمر الصادر من روما مطيع ومنفذ ، وكسرى المتربع على العرش له ان يرتع كيفما يشاء فالغصن الأخضر سقط وداسته بساطير الجند والعسكر والسجان ، ونحن اللاهثون خلف سراب البحث عن فنون الكلام لمبادرة السلم والسلام ، والاعتراف كان ان جاء من كبير كهنة معبد صياغة دبلوماسية الاشتباك التفاوضي الفوضوي بامتياز، بعبثية ربع قرن من الزمان لنجدنا امام جدران الرفض للمنطق والعدالة وقراءة التاريخ والأحقية بالحقوق وبشرعية الامم ومبادىء القوانين والقانون وأسسه ، ( ونظريات الحياة مفاوضات ) وكانت الإطلالة من على شاشة عبرية واضحة صريحة مباشرة ، وتوزيع المنصب والمناصب للسائل والمسؤول ، وهي الحقيقة الملموسة الواقعة الواقعية ... ويظل الاعتدال والبحث عن المخارج والمخرج من واجب ومسؤولية الضحية وجموع الضحايا احترفوا فعل الانتظار والركون الى فعل الاشتباك في اروقة المحافل الدولية والرهان على الضمير الأممي وسنغزو شوارعهم وأمكنتهم ونقض مضاجعهم بالكلام الموزون الملتزم بعربية المبادرة الباحثة واللاهثة خلف سراب صناعة ( السلام ) ولقوانين روما ان تظل السائدة والحاكمة بأوامر قياصرة الغلمان الحاكمة في عواصم البيداء العربية ، والغساسنة يقاتلون ويتصارعون على الحدود الشمالية وربما الشرقية مع مناذرة القوم ، والأسرى ينتظرون ، والوجع هو الحقيقة الساطعة وبلغ منتهاه وما من منقذ ومبلسم للجرح الغائر ويهوذا بأزقة الكلمات متربص وهو الكامن بين الجمل الفصيحة والصارخ بوجه الحقيقة والشامت والسائد وهو ذو اليد الطولى والعليا ، والاستجداء فعلنا وافعالنا وان كنا خلفه لاهثين راكضين ونحن ارباب المرحلة للسلمية قائلين متضرعين وللحراك الشعبي محترفين .. وان كان الموت المتربص بين لحظاتنا مباغتا وان كان لابد من الموت فمن العار ان تموت جبانا وان كنت الشجاع المقدام المغاور المُبادر فأنت بالإرهاب موسوم باعتراف ذوي القربى وملاحظات العسس المنتشرين ما بين النوم واليقظة ...، والموت المتربص بنا بين الجدران العاتية بالعلب الاسمنتية ستظل هي الحقيقة الراسخة، وما من سبيل سوى ان نظل هنا قاعدين.
وسقط الغصن الاخضر يا سادة والرفض سيد الموقف لفعل السقوط ولابد من اعادة الكره لإسقاط الخيارات الاخرى وفقا لمعادلة الاطمئنان والطمأنينة لسادة الأمم وعلى رأسهم الجالس على منصة توجيه الاتهام لكل من يختلف واياه واياهم ، واوطان المتوسط الشرقي الحزين فقدت ألمعيتها وخرجت من لعبة التأثر والتأثير والمؤثر ...وناصر أبو حميد في هذه اللحظات كان يصارع الموت والموت يخجل من التقدم نحوه ربما خشية او اشفاقا على التاريخ، وأخيرا اقتحمه الموت واخذه بعيدا نحو الخلود ، والغصن الأخضر الباهت اخضراره قد سقط منذ زمن بعيد. ونحن في قلاع النضال الشامخة في وجه السجان، الذي ينتهج سياسة القتل البطيء بحقنا بقصد تصفيتنا ، بما يتنافى مع أبسط حقوق البشر والإنسان .
وسقط الغصن الأخضر يا ولاة الرعاية للمشروع التفاوضي ، واصبحنا الغرباء في مدننا وبتنا لا نعلم او نعرف السبيل لحجرات نومنا ، لنختبىء وخوفنا اضحى سقيم ، وخوفنا قد صار من طقوس ايامنا فربما نغادر او نهاجر هذا البؤس ونغرد للمدن من بعيد ويظل نداء البعيد للبعيد الاجمل والانقى في سيمفونية الحنين لرائحة الزعتر البري والتين والزيتون وللأرض التي ستنظق عما قريب بالعبرية ، وسيشيدون متحفا عربيا كبير على بوابته العملاقة سيكتبون هنا كان يحيا الغرباء الناطقين بلغة الضاد يوما ... بعد ان تصمت تكبيرات المساجد وتتوقف اجراس الكنائس عن الرنين ..
وسقط غصن الزيتون وكيف له ان لايسقط والاشجار في جبال الارض السمراء مُقتلعة مُحترقة ...؟؟ والناهبون للثمر يرقصون بوسط الحقول بوضح النهار وهم السكارى وما هم بسكارى .. وللفرح متأبطون فقد صاروا المبادرون ولهم مسمياتهم في التلال وشباب الثأر بعد ان كنا نجول في روابي الاقحوان والحنون ، وما زلنا نقول ان الحل يكمن بالدولتين، دولة لفقراء الهنود الحمر في زاوية من زوايا الوطن المسلوب واخرى لسادة العالم المتحضر ... واخر يهدد ويتوعد بالتوجه نحو خيار الدولة الواحدة في ظل بدء الصراع حول الحقوق والواجبات ولا بأس بالقبول بالاخر بواحة التعددية مع يهوذا ومعايشة الوجع ، وترويض الشاة على قبول الذبح بالشروط الافضل .