الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
أظهر نتانياهو استعداده لبيع كل شيء واي شيء مقابل عودته لمنصب رئاسة الوزراء في إسرائيل. وهذه نقطة قوته وهذه أيضا نقطة ضعفه. باع الحلفاء وباع الشركاء والمبادئ وباع نمط الحياة وباع الحقائب الوزارية وباع نفسه مقابل كرسي الحكومة .
وكانت (قمة الفشل) أن (ينجح) في تشكيل حكومة من المتدينين والمستوطنين والإرهابيين اليهود الذين ينتجون الكراهية القومية والكراهية الدينية والكراهية العنصرية في كل المنطقة .
وبذلك تقوم الان حكومة هالاخاة أي حكومة الشريعة اليهودية العنصرية الأكثر يمينية على الاطلاق .
وقبل إعلانه عن تشكيل هذه الحكومة حاول تضليل الإسرائيليين وتضليل العالم فقال يطمئن الجمهور الناخب: ان إسرائيل لن تصبح دولة "هالاخاه" "الشريعة اليهودية"، وسيتواصل توليد الكهرباء في يوم السبت، وستبقى الشواطئ دون فصل بين الرجال والنساء. ولكنه لم يشرح كيف سيمنع العنصرية والكراهية والحرب الدينية القائمة، وكأن العالم يهتم اذا كانت شواطئ تل ابيب تفصل بين النساء والرجال او لا تفصل !!!.
والحقيقة هي ما يشاهده الناس وليس ما يقوله نتانياهو . فهي حكومة هالاخاة عنصرية ثيوقراطية ووصمة عار على جبين الغرب وداعمي الاحتلال الإسرائيلي.
الولايات المتحدة تكذب حين تعلن ان سوف تراقب هذه الحكومة أو تمنع ضررها. كما ان الرئيس الروسي بوتين اول من اتصل هاتفيا لتهنئة نتانياهو بتشكيل هذه الحكومة العنصرية الحقيرة . اما أوروبا فهي تعمل جاهدة وبكل السبل من أجل اثبات فشلها في الدفاع عن القيم الإنسانية وقد اقتربت من اقناع العالم بحقيقتها واسقاط اللثام عن وجهها .
وبالإضافة للأمم المتحدة . يبقى أمام القيادات الفلسطينية ورقة هامة يجب التركيز عليها في مواجهة حكومة الهالاخاة وهي الورقة العربية .
وممنوع على أنظمة التطبيع ، وممنوع على حكومات الخيانة أن تسلب القرار العربي . كما انه يمنع على القيادات الفلسطينية التخلي عن هذه الورقة بكل سهولة لصالح حكومة الهالاخاة .
الشعوب العربية شعوب حية. والأحزاب العربية القومية أحزاب عريقة وقادرة على قلب الموازين .
وعلى إسرائيل التي تحتمي بعنجهية أمريكا ، ان تدرك ان خسارتها الكبرى سوف تكون في العواصم العربية والإسلامية وليس في مكان اّخر .
على جامعة الدول العربية أن تكف عن بيع كرامتها وقرارها لدول التطبيع الغنية فهذا سيكون عارا شخصيا على الأمين العام للجامعة وعارا على الدول الأعضاء . وعلى الدول العربية جميعها ان تقوم بواجبها تجاه الامة وتجاه ذاتها. بدء من ملك المغرب الذي يجب عليه تولي مسؤولياته تجاه القدس ومرورا بدول الخليج ، وقوفا عن السودان العظيم ومصر الدنيا .
وعلى نتانياهو وحكومة الهالاخاة ان يعرفوا ان الثمن الذي سيدفعونه سيكون في اليمن قبل العراق، وفي سوريا قبل قطر ، وفي الجزائر قبل تونس وموريتانيا وجميع حواضر العرب .
وزراء حكومة نتانياهو يهتفون في شوارع القدس ( الموت للعرب ) . ومن هنا تبدأ الاستراتيجية الفلسطينية العربية الإسلامية الجديدة .
وشعارنا من الان فصاعدا يجب ان يكون : من ليس معنا في هذه المعركة ، فهو ضدنا . لن يكتب التاريخ انه زعيم عربي بل سيكتب انه خائن يعمل لصالح أعداء الامة الذين هتفوا " الموت للعرب".