الكاتب: معتز خليل
تتعرض المنطقة العربية حاليا لما يمكن وصفه بالهجمة التي يمكن وصفها بالشرسة على يد عدد من الأطر والكيانات وحتى الدول الغربية، ومع نجاح تنظيمات فردية مثل عرين الأسود أو كتيبة جنين في تحقيق مكاسب استراتيجية على الأرض بات من المهم الحديث عن تحالفات المقاومة وأهميتها للقضية الفلسطينية.
وبتحليل مضمون الأحداث نجد إن تصاعد المقاومة يأتي تزامنا مع تحركات قامت بها بعض من الدول والمنظمات لعقد تحالفات استراتيجية لمواجهة بعض من التحديات الدولية التي تتعاطف في هذا الظرف السياسي ، ولعل من أبرزها التحالف بين حماس وسوريا واستئناف العلاقات بين الطرفين من جديد.
ما الذي يجري
أعلنت سوريا منذ فترة عن استئناف العلاقات مع حركة المقاومة الإسلامية حماس ، في خطوة أثارت اهتمام الكثير من الدوائر السياسية بالمنطقة والعالم ، ومع قراءة تحليل مضمون عدد من التحليلات وتقديرات الموقف الاستراتيجية البحثية نجد أن:
1- بذلت إيران جهودا متميزة في هذا الصدد من أجل توثيق العلاقات وعودتها من جديد بين حماس وسوريا.
2- كان من الواضح إن الكثير من التقديرات تشير إلى أن عدد من الشخصيات السورية المسؤولة لم تكن راضية عن بناء علاقات مع حماس الآن، وهو الأمر الذي يأتي لعدة أسباب منها:
أ- مشاركة حركة حماس العلنية في دعم الثورة السورية
ب- تعاطف قيادات من حركة حماس مع الثورة ، وهو أمر يأتي من صميم استراتيجية حماس التي تتعاطف بقوة مع الشارع ، وهو أمر أعلنه من قبل خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج والذي قال أن رهان حماس كان دوما الشارع والجماهير.
غير أن التطورات الدولية والسياسية دشنت نظريا وعمليا هذا التحالف ، وهو أمر أشار إليه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "زياد النخالة" والذي أشار إلى أهمية هذا التحالف السياسي خاصة مع التطورات الٌإقليمية الحالية.
تحليل مضمون كثير مكن التصريحات الاستراتيجية في هذا الصدد أشارت إلى آن كلا من حماس وحتى سوريا كانا يعرفان الأهمية السياسية لتدشين وبناء علاقات سياسية بين الطرفين الآن ، وهو ما ساهم في القضاء على أي أزمة سياسية ، وتمهيد الأطر الاستراتيجية لعودة العلاقات بين الطرفين.
تقديرات استراتيجية
غير أن بناء هذه العلاقة الآن دفع ببعض من الدوائر إلى البحث جديا من أجل الحفاظ على وضع جيوسياسي يساعد هذه العلاقة على الاستمرار ويضمن استمرارها بالحياة، خاصة وأن هناك حديث لبعض من الدوائر السورية سابق عن عدم الرضا عن هذا التحالف وعودة العلاقات ، وهو أمر معلن وناقشته بعض من المنصات السياسية السورية ، فضلا عن وجود مخاوف لدى دوائر سورية من عودة حماس إلى الاستقرار في البلاد، غير أن الجهود الإيرانية في هذا الصدد كانت متميزة ، وساهمت في التخلص من هذا القلق المتزايد والمشروع للشعب.
وفي هذا الصدد هناك ضمانات استراتيجية تتكفل بها إيران بجهود متميزة من أجل استمرار هذا السلام وتلك العلاقة الاستراتيجية، خاصة وأن هناك ما يمكن وصفه بإعادة تنظيم العلاقات السياسية في حركة حماس ، وهو ما عبرت عنه بعض من المنصات الأمريكية ذاتها الناطقة بالعربية.
ويمكن الخروج بتحليل هذه المنصات بالنقاط التالية:
1- هناك إعادة تقييم للوضع داخل حماس وبشكل كامل.
2- هناك شعور سياسي واضح داخل حماس من أن انتماء الكثير من قيادتها للإخوان جاء على حساب قضايا المقاومة ويمثل هذا التوجه المعسكر المصري بالحركة فضلا عن جيل الشباب الواعد ممن وجهوا انتقادات في كثير من الأحيان للجماعة الإسلامية ونهجها (في مصر)، مع الحفاظ والإيمان بالطبع بالمذهب السياسي لحماس والقائم أساسا على فكر الإخوان المسلمين (العام والشامل) .
3- من الواضح إن هناك طاقات شابة في الحركة تطالب بحتمية الرجوع والعودة إلى حضن دمشق ، باعتبار آن سوريا تمثل العمود الفقري لمحور المقاومة.
عموما فإن ما حصل من تقارب بين حماس وسوريا هو خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح ، وتدخل هذه الخطوة في نطاق لم الشمل المقاومة في ظل التحديات المتواصلة التي لا تتوقف التي تتعرض لها إيران أو سوريا على حد سواء.