الإثنين: 13/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

تقدير موقف: هل باتت حماس في موقف صعب بتركيا؟

نشر بتاريخ: 09/01/2023 ( آخر تحديث: 09/01/2023 الساعة: 14:18 )

الكاتب: معتز خليل



أعلنت تقارير صحفية غربية اليوم الاثنين إن المخابرات التركية بدأت مؤخرًا في الحد من تحركات قيادة حماس في أراضيها بعد المصالحة بين أنقرة وتل أبيب.
وبحسب هذه التقارير المنتشرة في عدد من الصحف البريطانية والأوروبية عموما ، فإنه وبالرغم من أن أنقرة لا تستجيب لمطلب إسرائيل القديم بطرد جميع نشطاء حماس من أراضيها، إلا أن تركيا تحد من مساعي قيادات الحركة للاستقرار فيها
ما الذي يجري؟
الإعلان الغربي عن تقييد تركيا لتحركات عناصر حركة حماس على أراضيها ليس بجديد ، وسبق لتقارير غربية أيضا أن تحدثت عنه ، غير أن الإعلان هذه المرة يختلف لعدة أسباب منها:
1- هناك تطورات استراتيجية في مسيرة العلاقات بين تركيا وإسرائيل ، وعقدت الأجهزة الأمنية في ملا من إسرائيل وتركيا اجتماعات كان الهدف منها هو تقليل تحركات قيادات في حركة حماس ، على رأسها صالح العاروري المسؤول عن قيادة حماس بالضفة ومكتبها النشط في إسطنبول.
2- هناك تحفظات من صلات العاروري الوثيقة بين جهات لبنانية ، الأمر الذي يفسر تحديد الأجهزة الأمنية له بالاسم للتصدي لتحركاته بين بيروت وأنقرة.
3- تحليل مضمون بعض من التقارير التي تناولت هذه القضية يوكد على اتفاق المخابرات التركية والإسرائيلية على ضرورة تمتع نشطاء الحركة بحرية أقل من العمل داخل تركيا ، بصورة تخدم الأمن الإسرائيلي بالأساس.
تفاصيل متعددة
تحليل مضمون التقارير التي تناولت هذه القضية يشير أيضا إلى أن مقر قيادة حماس المسؤول عن الضفة يقوده أسرى محررون تم الإفراج عنهم في إطار صفقة شاليط عام 2011، وهؤلاء ينتهجون أيضا سياسات أصابت إسرائيل بالقلق لعدة أسباب أبرزها:
1- هناك تغيرات استراتيجية في نهج وسياسة حماس والجهاد الإسلامي في الضفة ، وهو التغير الذي يتنوع ويتعدد غير أن اللافت هو قيام الحركتين بتجنيد نشطاء لا يتبعون لهما لتنفيذ هجمات في الضفة مقابل الحصول على أموال وأسلحة وذلك بهدف إشعال الأوضاع هناك، بينما يتم الحفاظ على الهدوء بغزة بشكل صارم نسبيًا.
2- تقارير فلسطينية تحدثت صراحه عن هذه النقطة ، ومنها تقارير في صحف رسمية وأشارت إلى أن الأزمة تتعمق مع استمرار تدفق الأموال القطرية للقطاع ، ودخول 17 ألف عامل من غزة إلى إسرائيل ، وتعهد حركة حماس بالحفاظ على الهدوء في غزة مقابل تصعيد متواصل في غزة.
3- التحليل للمضمون أيضا أشار صراحة إلى تصاعد حدة الحرب الاستخباراتية بين المنظمات الفلسطينية وإسرائيل ، وبحسب التحليل فإن رد الفعل الفلسطيني على اقتحام وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير للأقصى كان منسجمًا مع تقديرات الموقف الاستخباراتية ، والتي أطلع عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي لم تتوقع أي تصعيد ولهذا لم يمنع نتنياهو تلك “الزيارة” ، غير زن ردود الفعل الأولية لهذه الزيارة جاءت قوية ، خاصة مع إدانة مختلف دول العالم لها ، وتسببها بتأجيل زيارة نتنياهو إلى الإمارات.
تقدير مستقبلي
التقديرات الاستراتيجية للموقف في إسرائيل ترى إنه لمن الصعب وصف الواقع الذي سيواجهه وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يؤاف غالانت ورئيس أركانه هرتسي هاليفي، خاصة في حال اشتداد موجة الهجمات والتي يتوقع استمرارها كما تتوقع المؤسسة الأمنية التي لا تعرف تاريخ انتهائها خاصة في ظل التجاذبات السياسية ، والعراقيل التي تواجه إتمام عملية المصالحة الفلسطينية بصورة كاملة.
وتتعمق الأزمة مع بروز أسم الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي سيتولى مسؤولية الإدارة المدنية وعمل المنسق، والذي سيسعى لتبييض الاستيطان والبؤر الاستيطانية والحد من البناء الفلسطيني، وهي قضايا قد تزيد من الاحتكاك مع الفلسطينيين.
تقدير نهائي
المتوقع أن يكون هناك اختلاف مهم آخر بين الحكومة السابقة والجديدة في طريقة التعامل مع السلطة الفلسطينية، وهو ما يظهر من التوتر الأخير بسحب تصاريح كبار المسؤولين بالسلطة.
غير أن الحكومة الجديدة تبحث عن مواجهات رمزية مع الفلسطينيين في إطار ما يمكن أن يقال عنه اتخاذ خطوات تصريحية وبالتالي الاستجابة لمطالب اليمين، ومن المتوقع أن تعود هذه التوترات التي اختفت بشكل شبه كامل خلال الحكومة السابقة، على نطاق واسع.
عموما فإن التمسك بثوابت السلطة الوطنية ودعمها الأمني والسياسي لفصائل العمل الفلسطيني في إطار الشرعية القانونية الرسمية هو الحل للتخلص من أي تحديات أو أزمات يمكن أن يتعرض لها أي فصيل وطني في أي موقع.