الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دبوس..!

نشر بتاريخ: 25/01/2023 ( آخر تحديث: 25/01/2023 الساعة: 13:26 )

الكاتب: الدكتور خالد جميل مسمار


بعيدأ عن السياسة.. قريبا منها!


لفت نظري شيء عجيب يحدث في فلسطين لم أجد له مثيلا في أي بلد آخر في هذا الكون، فما هو؟!
لفت نظري وجود عدد من الوزراء ليسوا وزراء في الحكومة!
صحيح أنني وغالبية الشعب لا نعرف الكثيرين من الوزراء ولا أسماؤهم ولا حتى أشكالهم، لذلك لا يهتمّ أحد من الناس بأن فلانا الذي يحمل لقب الوزير هو وزير في الحكومة أم لا!

نسمع مثلا خبرا يقول بأن "فلان" المسؤول عن مؤسسةٍ ما أو هيئةٍ ما أو شيءٍ ما.. يسبق اسمه لقب الوزير فلان، فنستخرج قائمة اسماء وزراء الحكومة فلا نجد اسمه ضمنهم!
نسمع ان السيد الرئيس اتصل بالوزير فلان مهنئاً أو معزياً وعندما نبحث عن اسم وزارته نصاب بالحيرة!
ربّ قائل يقول نحن في فلسطين نختلف عن سائر الحكومات الأخرى..
نحن استثناء!
ولكن لماذا استثناء؟ نبلع الكلام ونسكت؟!
نفهم مثلا ان بريطانيا لديها حكومة رسمية ولديها حكومة ظلّ.. يمثل الحزب المعارض للحكومة لأنه في فترة ما ربمّا يفوز في الانتخابات ويشكل حكومة.. أمر مفهوم.
ولفت نظري أيضا كثرة الناطقين الرسمين لدينا..
فلان.. الناطق الرسمي باسم كذا يقول..
وعلان الناطق الرسمي باسم نفس الـ(كذا) يقول..
وثالث آخر.. وهكذا؟!

ليس هذا لدى السلطة الوطنية أو منظمة التحرير الفلسطينية فقط بل أيضا نجده لدى الفصيل الذي يتحكّم برقاب شعبنا في غزة.. وعلى ما يبدو يقلّدنا في كل خطوة نخطوها سياسية كانت أم غير ذلك؟!

أمضيت في عملي الاعلامي والسياسي (56) عاما لم أرَ ولم أسمع ان لدينا ناطقين سوى الناطق الوحيد باسم المنظمة وهو المرحوم أحمد عبد الرحمن، وسبقه في ذلك المرحوم كمال ناصر والمرحوم عبد المحسن أبو ميزر.
أما الآن فلدينا (حبطرش) من الناطقين الذين لا يهتمّ العالم بما يقولون، عكس ما كان يقوله الناطق الرسمي الواحد في زمننا الجميل، فيأخذ العالم كله كلامه على محمل الجدّ ويحسب له ألف حساب.
ناطق واحد ووحيد.. يكفي.
أليس كذلك؟!