الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصتي على حاجز العوجا 11 ساعة من الإنتظار !!

نشر بتاريخ: 30/01/2023 ( آخر تحديث: 30/01/2023 الساعة: 12:50 )

الكاتب: د اسلام البياري



ماذا يحدث! غادرت الجامعة بعد على الثانية، بعدما تاكدت أن البصمة و ساعة الدوام قالت لي بصمة ناجحة و أنا زملائي ، صديق لي أنا مغادر قال لي دكتور إسلام اريحا مغلقة بشكل كامل ، جهز حالك للمبيت في أريحا !!! قلت بنفسي لقد بدأ نقطة الصبر تدق أبوابها في بحر العذاب الفلسطيني اليومي على الحواجز، حاجز بلا هوية قادم على الطريق ، قلت يا أصدقاء جاهزين للمرور إلى رام الله، على كل قال أحد زملائي أنا مش مضطرة للرجوع و لازم نحاول الوصول إلى رام الله، و أحدهم قال لي حيث أتيت فدون هويتيى! وأنا اصبحبت أبحث عن هويتي وكأني أدركت قيمة هويتي بعد العثور عليها مختبئةًًًً في أحد أزقة سيارتي ، فعلا هويتي معذورة ، فاليد التي ستحملها بعدي لا تعترف بوجودي و لا بحقي !!! رغم ذلك تريد معاقبتي إن نسيتها أو فقدتها !!!.
بدأ الصعاب يشتد على الطريق !! زملائي العمل كلهم على الطريق يتحدث و يسأل و يفكر ماذا سوف نعمل ؟ وكأني أدركت تحدى الصبر و التمسك بهويتي بدأ ، قلت سوف تبقى هنا على الحاجز ، قد يكون السبب في ارتسام البسمة على شفتي هو نوع من الفخر بصبر زملائي،،.
بعد ساعتين من الانتظار تقدمت نحو الحاجز ، زميل انظر هناك جنود قادمين إلينا !! قال لي احدهم وهو يصرخ روح من هون !! أقول ذلك لأنني أيقنت أن نفسي لست خائف من الحديث مع جنود ، ؛ فأنا لست اتحدث العبرية !! فقلت له شلوم شلوم ، زميلي يتحدث العبرية قال له ماذا يحدث !! اذهبوا على حاجز dco مفتوح ،، متاكد مفتوح قال صحيح يلا روح من هون !! قلت هذا ليس حقيقة ، يريد طرد صبرنا و لنعود على حاجز أخر !!!.
وفعلا مع الازحام الشديد ذهبنا إلى الحاجز dco ،،،، ازمة خانقة ، ناس تصرخ وناس تغضب وناس تضحك وناس تغني ، اطفال تضحك !!!.
عند حدود الساعة 11 ليلا ، اتقربنا من الحاجز !! الهويات جميعا لكم ،قلت في نفسي.
اسمي مكتوب باللغة العربية واللغة العبرية... اسم أمي و أبي... جدي وعائلتي وكل التفاصيل كتبت باللغتين، السلطة الوطنية الفلسطينية … هي أيضاً كتبت بالعربية والعبرية وعلى رأس البطاقة.
على هويتي ختم لها والخلفية نسر فلسطيني، تمازج الالوان في الهوية ذو مدلول يلقي بظلال الرضا والقبول عليكَ … أحياناً لا تجد من يقنعك " بفلسطينيتك" سواها، ولكن … كل شيء مكتوب باللغتين … العربية والعبرية.
وكأني أدركت أن قيمة هويتنا الوطنية لهم لا تعني لهم صورة فقط ، إنما تجسيد لمعاناة الشعب الفلسطيني.