الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثم اردف قائلا: وقريبا سوف تظهر قيادة فلسطينية جديدة

نشر بتاريخ: 31/01/2023 ( آخر تحديث: 31/01/2023 الساعة: 11:01 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

عناوين المرحلة القادمة كما يخطط لها نتانياهو (حل الدولتين انتهى – التطبيع مع السعودية على نار هادئة وعن طريق باب التكنولوجيا– تل ابيب تدفع واشنطن للتخلي عن حل الدولتين– البديل عربيا عن دولة فلسطين هو التسويق لبضاعة "ديانة ابراهام" – ضم الضفة يسير كما تم التخطيط له وبسرعة– العمل جار لقتل كل فلسطيني يقاوم الاحتلال دون رحمة– مواصلة تضخيم الازمة مع ايران– تعطيل أي اتفاق نووي– وقريبا سوف تظهر قيادة فلسطينية– وقف التنسيق الأمني مع السلطة وتفاهمات امنية مع غزة وإبقاء الحصار على القطاع ) .

يعتمد الاحتلال على ان العمل الفلسطيني لن يتخطى كونه ردة فعل ميكانيكية ضد ما تفعله إسرائيل. ولكنه يرسم في مكان بعيد استراتيجية عنوانها الوحيد (الانتهاء من فكرة حل الدولتين والعمل على ضم الضفة الغربية من خلال زرع مليون مستوطن فيها، والابقاء على غزة بعيدة ومعزولة ومحاصرة) . وهذا يفسر الجرائم المنظمة والمتتالية التي يرتكبها الاحتلال في كل مكان داخل فلسطين وخارج فلسطين.

وما سنورده هنا، هو تلخيص للأفكار والكلام الذي تابعته مؤخرا، ويتحدث به كبار السياسيين والدبلوماسيين والمحللين الإسرائيليين ومن بينهم وزراء وسفراء وأعضاء كابينات، وحتى ما قاله علنا لإذاعة الجيش، سفير إسرائيل السابق في الولايات المتحدة الامريكية دان شابيرو:

- الولايات المتحدة الامريكية ولغاية الان مقتنعة بحل الدولتين خشية على إسرائيل من الاختلاط الديموغرافي مع العرب وفقدان الهوية اليهودية .

- إسرائيل بدأت عمليا منذ العام 2013 بضغوطات هائلة على البيت الأبيض لإلغاء حل الدولتين . ولكن وزير خارجية أمريكا جون كيري رفض التعاون مع تل ابيب وحكومة نتانياهو في هذا الامر .

- إسرائيل قررت قبل عشر سنوات شطب حل الدولتين والقيام عمدا بخطوات عملية أحادية الجانب تمنع مستقبلا قيام أي كيان فلسطين مستقل . وعملت وتعمل على ذلك من خلال الاستيطان ومن خلال تدمير أي استقلال فلسطيني جغرافي او ديموغرافي او سياسي او اداري او اقتصادي .

- ما يحدث في الأرض المحتلة ليس خللا سلوكيا عند بعض الجنود او تقديرات خاطئة لدى بعض الوزراء ولا سلوكيات طائشة عند بعض الضباط . وانما هو مخطط مدروس ومنظم ومقصود .

- التطبيع مع السعودية هدفا استراتيجيا لدى الاحتلال . وامام تعنّت الملك سلمان، لجأت إسرائيل الى جرّ رجل السعودية نحو (تطبيع تكنولوجي) ومن باب التبادل التجاري والعلمي لتحقيق التقدم نحو تطبيع علني وفاجر. وطلبت وتطلب إسرائيل من كل مسؤول امريكي الضغط على الرياض لقبول ذلك .

- تعتبر أوساط القرار الأمريكي صكوك التطبيع مع بعض العواصم العربية اهم واخطر إنجازات إسرائيل في الوقت الراهن، وتحافظ عليها بأي شكل .

- التركيز الإسرائيلي – الأمريكي – الغربي يكون ويبقى على فكرة (ديانة ابراهام ) لأنها هي مفتاح الهدم لكل الخطاب القومي العربي ولاستبداله بخطاب طوباوي هلامي يقبل باليهود " الصهاينة " في أي مكان عربي رياضيا واكاديميا وامنيا و..الخ .

- تبقي إسرائيل على تضخيم الخطر الإيراني من اجل استقطاب المزيد من الأنظمة العربية لحظيرة التطبيع . وتعمل إسرائيل بكل قوتها السياسية داخل أمريكا وداخل عواصم الغرب لإفشال أي اتفاق نووي .

- إسرائيل موافقة على دفع ثمن ذلك من خلال قبول ايران كدولة حافة نووية . بعدما عجزت عن اقناع أمريكا بالهجوم العسكري على ايران . وتتفهم ان رأس أمريكا كله الان في الحلبة الأوكرانية .

- تتعامل إسرائيل مع القيادة الفلسطينية المتمثلة بقيادة منظمة التحرير على انها مؤقتة وتعمل على تشويه صورتها واظهارها فاسدة وفاشلة ودكتاتورية وتمنحها امتيازات وتصاريح مخجلة تفصلها عن الواقع ليسهل التخلص منها وقتما تقرر هي ذلك .

- كانت الخطة الإسرائيلية جاهزة للتخلص من القيادة الفلسطينية حين يغادر أبو مازن الساحة . ولكن وفق التطورات الأمنية الراهنة وخطر اندلاع انتفاضة ثالثة تعمل إسرائيل على تعجيل الامر من خلال ذراعين (ذراع عسكري لقتل كل مقاتل وكل مناضل– وذراع سياسي اعلامي وسيكولوجي للإجهاز على ما تبقى من جماعة عرفات) .

- بعض التيارات في السياسة الأوروبية تسعى لصناعة قيادات بديلة تأتي من بطن المجتمع المدني ، ويتم تقديم كل الظروف لنجاحها سواء بانتخابات قادمة او لا. فيما ترى أوساط كبيرة في إسرائيل ان البلديات تكفي لقيادة الفلسطينيين من ناحية خدماتية، والبعض الاخر في إسرائيل يرى ان الدول العربية يجب ان تتكفل بأمر القيادات البديلة .

- عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي قال المذيع لسفير إسرائيل السابق في واشنطن (ولكن القيادة الفلسطينية سوف ترفض هذا الكلام) . فقال " القيادة الفلسطينية لن تبقى طويلا . ثم اردف قائلا: وقريبا سوف تظهر قيادة فلسطينية جديدة" .

ملاحظتي بعد كل ما ورد- إن طرد سفير إسرائيلي واحد من اية عاصمة عربية سوف يكفي لإفشال كل هذا المخطط. وتثبت الاحداث ان على القيادات الفلسطينية الان ان تدافع عن نفسها أولا قبل ان تدافع عن فلسطين وشعب فلسطين.