الكاتب: د. قحطان الخفاجي
تحية اعتزاز وتفاخر لشعبنا البطل في فلسطين العروبة والإسلام.. وعذرا عذرا عذرا لتقصيرنا بالدعم العملي الفاعل في هذه الملاحم التي يسطرها أبطال العروبة والإسلام في أرض العروبة والإسلام.. ونسأل الله النصر القريب الناجز.. وننصح إخوتنا تاج رؤوسنا، ان يجعلوا تكملت مسيرة الجهاد والتحرير منتمية لثوابت الانطلاقة الأولى، إذ الوطنية هي الأساس، السعي لإثبات حق دولة فلسطين على كامل أرضها والمقدسات، حذاري حذاري من اي مظهر لمذهبية او انتماء مرتبط بطرفٍ آخر. واتمنى زيادة الانتباه والحذر من المتاجرين بقضية الحق. واي دعم من اي طرف دولي يجب أن يكون لحق دولة فلسطين وشعبها الحر الأبي، الذي علم العالم معدن الجهاد الاصح والحق،. وقد لا يبقى كذلك لاقدر الله اذا كانت مساهمات هذا الطرف او ذاك لغرض طائفي مذهبي اعاذنا الله منها. ولا نستثني برجائنا هذا لكم. تمنينا عن أي طرف داخلي كان او عربي، أو إقليمي او دولي. لان القدس الشريف بيت للمتقين المؤمنين وليس لأي مسمى ضيق، وقضية فلسطين قضية دولة. والدولة، يمكن أن تضمن مسميات أصغر، لكن لايمكن ولا يصح للمسميات الأصغر ان تتقدم الدولة. وأعلموا يا أبطال يا رأس رمح النفيضة الناصحة، ان الحجج الدينية وحتى الفقهية ينبغي أن تسند حق دولة فلسطين وليس غير ذلك. وان الذي يريد تقديم الأمور الفقهية، واي ديانه، على دولة فلسطين، فقد لا يذهب من حيث يقصد او لا يقصد لصالح حجج الكيان الصهيوني. وهنا ارجو عدم التسرع بموقفٍ ما مما ذكرت، بحجة وجود جنبه دينية بالقضية، وينبغي استحضارها. فأقول نعم ديننا الحنيف دين حق، القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعنده مسرى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وعلينا واجب وفق سورة الإسراء المباركة. اقول نعم هذه حقائق ولا شك، ومن يتجاهلها أما لايفهم الإسلام ومايجب على المسلمين، أو انه مغرض. ولكن. وهنا أرجو الإنتباه لقولي لفهم معناه والقصد. فأقول؛
١- ان الحجة الأساس للصهاينة في إيجاد كيانهم المسخ في فلسطين، هي الحجة الدينية، واذا ما قابلناهم بالحجة الدينة عبر حالة التصدي لوجودهم، فسوف تسخر الصهيونية العالمية هذا التصدي لتؤكد سلامة ما ادعته عند تسويق فكرتها المسمومة لزرع كيانهم في فلسطين بحجة الحق الديني ، والإضطهاد الديني الذي تواجهه. ٢- للأسف الشديد، التخندق الطائفي يتحكم بمعظم الترتيبات السياسية/الدينية، سواء أحزاب دينية او تفاعلات دولية، وهذا ليس بعيد عن بعض الفصائل الفلسطينية، وهذا قد يأكل من جرف وحدة صف المسلمين باعتبار التخندقات الطائفية تولد تنافر في صف المسلمين.
٣- كلامي لا يعني إهمال الدافع الديني الحق في قضية فلسطين، بل اقول، إهمالة خروج عما أراده الله منا، وخطأ قاتل لنا، اذا يبعد اهم دافع شرعي قيمي، ومحرك ناجع، ولكن ان يكون العنوان والهدف هو قضية دولة، وأن يتصدر سعي الجميع لاعادة حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة حرة فاعله بشكلٍ ايجابي، اما الدافع الديني والواجب الديني، يكون دافع لتثبيت الإيمان في قلب الفلسطيني، و موجه قيمي لسلوكه الوطني. وبذلك يكون الدافع المعلن للجهاد هو إعادة حق دولة فلسطين، والايمان بالله و دينه الحنيف راسخ في قناعة الفلسطيني والفلسطينية، وهما يجاهدون كل حسب قدرته ومكانه.
وبذلك يكون جهادكم يا قرة العين جهاد وفق القوانين الدولية والاعتراف، ويكون الدين ببعده السامي الذي يتجاوز التخندقات الضيقة، ويرص الصفوف تحت راية فلسطين. وكذلك يحررك من التبعية لهذا الطرف أو ذاك. وهذا بوقتٍ تسقط حجج الكيان الصهيوني ومن خلفه وتسحب حججاً جند بها ضعاف النفوس أو ألموهمين أو المغرر بهم، أو المستفيدين المرتزقة.
عاش فلسطين حرة عربية.. عاش أبطالها وماجداتها.. المجد والخلود لشهدائها الأبرار، الشفاء العاجل الجرحى، ويفك أسر المأسورين منهم، انه القوي العظيم سامع الدعاء..والله اكبر..