الكاتب: د.نبيل عمرو
في حياتنا الوطنية نساء مبدعات في كل مجال من مجالات الحياة .
كاتبات مميزات ، سياسيات مقتدرات ، إداريات كفوءات .
وفي مسيرتنا لم تكن المرأة لتتخلف عن الرجل في ساحات القتال . وإذا ما استرجعنا من الذاكرة أسماء النساء المميزات في المسيرة الملحمية، فسنجد أنهن عدداً ونوعاً ، يوازين في الحضور والفعالية الرجال، من ينسى السيدة / عصام عبد الهادي الأمينة العامة لاتحاد المرأة الفلسطينية ،ومن ينسى كلثوم عودة الكاتبة ،ومن ينسى مي زيادة الفلسطينية اللبنانية ، وفدوى طوقان ، وكثيرات غيرهن ، وأخيراً الراحلة الشاعرة الغزية الفلسطينية العربية مي الصايغ .
بالأمس فارقتنا جميلة الجميلات مي ، التي واكبت المسيرة من مركزها منذ بدايتها وعبر كل مراحلها.
مي الشخصية المتعددة المواهب ، والقدرات ، تركت وراءها تراثاً يجعل من اسمها أيقونة خالدة لا تغيب عن الذاكرة. مي الشاعرة التي أنتجت العديد من الدواوين ، وهي النقابية التي ترأست اتحاد المرأة الفلسطينية لفترة طويلة ، وهي المناضلة التي لم تتخلف يوماً عن ساحات الخطر من غزة حيث ولدت ، الى الأردن حيث الثورة ، في صعودها وتحدياتها الى دمشق فبيروت .
وفي زمن المنافي القريبة والبعيدة، لم تغب شمسها المشرقة دائماً عن حياتنا .
مي الصايغ ، رفيقة أخينا الذي ينتمي الى جيل المؤسسين محمد أبو ميزر أبو حاتم ، أسلمت روحها قبل أيام قليلة ، وهي تحلم بذلك اليوم الذي تعود فيه الى غزة الى رام الله الى بيت لحم الى القدس - الى الخليل.
مي الوطنية الفلسطينية ، كانت عابرة للطوائف و الأجندات، فهي نبتة من تربة الأرض الواحدة ،أي أنها من الجميع و الى الجميع .
لن نقول وداعاً يا مي فأنت ستظلين حاضرة في ذاكرة الأجيال.