الإثنين: 13/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

القدس فلسطينية منذ الأزل

نشر بتاريخ: 13/02/2023 ( آخر تحديث: 13/02/2023 الساعة: 12:31 )

الكاتب: ربحي دولة


جاء تقسيم القدس بين شرقية وغربية وفق تقسيم زمني ليعبر عن الفترة الزمنية التي احتلت بها هذه المدينة الفلسطينية الكنعانية منذ نشأة الكون وحتى يومنا هذا.
القدس بمقدساتها الاسلامية والمسيحية لاتحتاج الى أي اتفاقات كي تعرف هويتها ، حيث أن هذه المدينة المقدسة والتي تعتبر ارض الرسالات السماوية مهد المسيح عليه السلام ومسرى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تعرضت للعديد من المؤامرات والغزوات ؛ فبعد أن طهرها صلاح الدين من الصليبيين الذين عاثوا فيها فسادًا وخرابًا محاولين طمس تاريخها وتزوير الحقائق ، إلا أن القدس بقيت شاهدة على عروبتها وعلى قدسية مكانتها لدى المسلمين والمسيحيين وحتى الأقلية القليلة من اليهود الذين سكنوا أطرافها دون أية أماكن عبادة لهم كما يدعون اليوم بوجود الهيكل وغيره من الأماكن المزعومة كحائط البراق الذي يعتبر جزءا أصيلا من المسجد الأقصى والذي باعتراف "عصبة الأمم" وكذلك حاخاماتهم الذين أقروا واعترفوا بفلسطينية حائط البراق وأن لا مكان لليهود في هذا المكان المقدس إسلاميا.
وبعد سقوط الدولة العثمانية وسيطرة الاحتلال البريطاني على فلسطين التاريخية وما قام به هذا الاحتلال من نقل اليهود من الدول الاوروبية نحو فلسطين للتخلص منهم ومن شرهم في تلك الدول ولتكوين كيان لهم على أرض فلسطين المسيطر عليها من قبل الاحتلال البريطاني الذي بدوره أنشأ قواعد الصهيونبة على شكل مستعمرات زراعية وأسس لهم عصابات عسكرية تدربت داخل المعسكرات البريطانية لتكوين نواة لجيش من الغزاة ليتمكن من احتلال أرض فلسطين بالقوة وإنشاء هذا الكيان الغريب على أرض فلسطين .
في ليلة وضحاها انسحبت بريطانيا من فلسطين تاركة وراءها هذه العصابات بعدما تأكدت من قدرتها على هزيمة الجيوش العربية الضعيفة في تلك الأوقات وهدمت المدن والقرى الفلسطينية وقتلت وشردت سكانها الى بقاع الأرض والى مخيمات اللجوء والشتات معلنة قيام دولة الاحتلال على ما سرقته من فلسطين والذي يشكل أكثر من ثلثيها ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والقرارات الدولية والتي قسمت فلسطين قبل النكبة بقرار أممي رقم ١٨١ بين دولة الكيان الصهيوني ودولة للفلسطينيين ، على الرغم أن هذا القرار قام بمنح من لا يستحق ، الحق بإنشاء كيان على أرض الغير ، ومع هذا لم تقبل عصابات الصهيونبة هذا القرار، وذهبوا الى أبعد من ذلك ؛ وفي العام ١٩٦٧ أكملت هذه العصابات احتلال ما تبقى من فلسطين وصدرت قرارات أممية تلزم دولة الاحتلال بالعوده الى حدود ما قبل غزو العام ٦٧ الا أنها ضربت كل القرارات في عرض الحائط واستمرت في سرقة أراضي وممتلكات الشعب الفلسطيني الذي لم يقف مكتوف الأيدي، حيث عبر عن رفضه للاحتلال بكافة أشكاله منذ تأسيس النواة الاولى للصهاينة على أرض فلسطين ، وبعد النكبة قامت الثورة الفلسطينية المعاصرة وواجهت المحتل في كل ميادين الوطن وعلى نقاط العبور من الدول المجاورة، وبقيت المعارك مستمرة بكافة مسمياتها ، سواء العمليات العسكرية او المعارك المباشرة كما الكرامة وبيروت مرورا بانتفاضة الشعب الفلسطيني -انتفاضة الحجارة - وصولا الى اتفاق سياسي تقوم به منظمة التحرير بالاعتراف بحق دولة الكيان بالوجود على أرض ما قبل عام ١٩٦٧ مقابل اقامة دولة مستقلة بعد مشوار حكم ذاتي مدته خمس سنوات
قرار تاريخي اتخذته قيادة منظمة التحرير من أجل وقف معاناة شعبنا الذي استمرت لعقود ويمكننا اعتباره انه اتفاق استراحة المقاتل ، إلا أن دولة الكيان وعبر كل حكوماتها العنصرية وفي مقدمتها الحكومة الاخيرة الأكثر عنصرية في تاريخ دولة الكيان ما زالت مصرة على التنكر لحقوق شعبنا من خلال خلق حقائق جديدة على الأرض لتعزز روايتها الباطلة لحقها في الوجود على أرضنا.
نعم ان التاريخ راسخ كرسوخ جبال فلسطين بفلسطينية القدس وفلسطينية وكنعانية الأرض الفلسطينية وإن ما يقوم به الاحتلال هو تزوير للحقائق لن تستمر أبدًا بفعل إيمان الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه وتمسك قيادته بهذه الحقوق عبر التحرك على جميع الاصعدة لمحاكمة المحتل الذي سيحاكم ميدانيا من قبل الشعب الفلسطيني وكل حر يؤمن بحق شعبنا بأرضه، وسيحاكم أمام المحاكم الدولية التي تنكر كل قراراتها
وستبقى القدس وفلسطين عربية فلسطينية حرة لشعبها الحر . .