الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس وعملية القدس ومؤتمر القدس الذي غاب عنه رئيس لجنة القدس

نشر بتاريخ: 13/02/2023 ( آخر تحديث: 13/02/2023 الساعة: 13:47 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

انعقد مؤتمر "القدس صمود وتنمية"، في مقر جامعة الدول العربية في االقاهرة، بمشاركة الرئيس. وقالت وسائل الاعلام الرسمية حرفيا (ان المؤتمر انعقد وسط تمثيل عربي وإقليمي ودولي رفيع المستوى). ولكنها لم تذكر غياب رئيس لجنة القدس الملك المغربي الذي ورث المنصب عن ابيه بناء على قرار منظمة المؤتمر الاسلامي الذي انعقد في جدة عام 1975.

القى كلمة المغرب رئيس وزراء المملكة عزيز اخنوش بينما الصحافة العبرية تكرر مؤخرا ان الملك المغربي وقع صك التطبيع دون ان يقدّم اي طلبا من اجل القدس ولا من اجل اي اسير من اسرى القدس !!.
وقد تابعت مؤخرا مع مندوب فلسطين في جامعة الدول العربية السفير الرائع مهند عكلوك، تابعت ادق تفاصيل التحضير لهذا المؤتمر. ورغم الجهد العظيم الذي تم بذله لكن موعد المؤتمر المقرر سلفا في قمة الجزائر تزامن مع وقوع كارثة الزلزال الكبير في سوريا وتركيا ، ما حجب الاضاءة عنه.
ان قيمة هذا المؤتمر انه يشكل محاولة فلسطينية مصرية اردنية لاستعادة دور الجامعة العربية بعد ان اصابتها غيبوبة التطبيع (مثل غيبوبة السكري) منذ اربع سنوات. وهي محاولة تستحق المحاولة لاسعادة الجامعة العربية من براثن انظمة التطبيع التي تعمل وفق برامج الموساد الاسرائيلي. ولكن اهل القدس لن يقتنعوا بهذا المؤتمر قبل ان يلمسوا "ليس ان يسمعوا او يقرأوا" مخرجاته السياسية والمادية على ارض الواقع .
صحيح ان خبر الزلزال غطى على المؤتمر وحتى المشاركين فيه كانوا يتابعون اخبار وصور عشرات الاف ضحايا الهزة الارضية. ولكن نتائج المؤتمر تزامنت مع قرارات الكابينيت الاسرائيلي بالهجوم على القدس. فهل تطرد اية عاصمة عربية سفير الاحتلال؟ هل نشاهد اي دعم سياسي او عملي لاهل القدس؟ .

قبل المؤتمر بساعات وقعت عملية دهس نفذها فلسطيني ضد المستوطنين في حي شعفاط بالقدس. وكان منفذ العملية تعرّض للضرب على رأسه من قوات الاحتلال خلال تواجده في المسجد الاقصى ، وعانى رحلة علاج قاسية وطويلة كان اخرها المكوث في المشفى لمدة 26 يوما قبل تنفيذ العملية. وهذه العملية تثبت امرين اثنين:
الاول- انه لا يمكن منع العمليات بالقوة.
وثانيا- نجاح نتانياهو وابن غفير في اقناع الفلسطينيين بفشل حل الدولتين والذهاب باسرع قوة نحو حل الدولة الواحدة.

ان قرارات الكابينيت الاخيرة بتشريع البؤر الاستيطانية والهجوم الذي تشنه قوات الاحتلال على الضفة الغربية لم يعد يخيف الفلسطينيين وانما يزيد من اضعاف السلطة وهلاك الخطاب الليبرالي الدارج، وقد وصل الامر حد تطوير الانتفاضة لادواتها في وقت قياسي لدرجة ان شهر رمضان القادم بعد اكثر من شهر سيكون نقطة الذروة في ساحات المواجهة.
وقد تراهن اسرائيل ان وحدة الساحات غير موجودة . بينما هي تثبت كل يوم بقصفها غزة وهجومها على الفلسطينيين داخل الخط الاخضر ان وحدة الساحات باتت امرا مألوفا وواقعيا.

الحقيقة التي لا يتجادل فيها اثنان من الفلسطينيين، ان هذه المعركة اجبارية وقد فرضت عليهم بالاكراه. وبعكس الانتفاضة الثانية التي قادها عرفات قبل عشرين عاما، لا يوجد اليوم اي مثقف فلسطيني او قائد يتردد في الدعوة للتصدي للعدوان بكل السبل.
والحقيقة الثانية الاكثر جلاء ان اسرائيل لم تعد تقدر على اي فوز بالضربة القاضية. وانما هي حرب بالنقاط وتراكم الانتصارات الصغيرة. وهو ما سطلق عليه الخبراء العسكريون "حرب الاستنزاف". التي بدأت للتو ولا احد يعلم متى تنتهي ولا كيف تنتهي.