نشر بتاريخ: 18/02/2023 ( آخر تحديث: 18/02/2023 الساعة: 13:43 )
الكاتب:
الكاتب: ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا
في هذا العالم الظالم يدور اليوم نحو واحد وخمسين حربا وقتالا ونزاعا مسلحا وتمردا عسكريا . دون ان نحسب الزلزال والفقر ، وفيروس كورونا ، والكوارث الطبيعية ، والكوارث الحكومية ، وانهيار العملات .
قبل عشرين عاما كان يدور كل يوم على وجه الارض نحو 42 حربا وقتالا ونزاعا مسلحا وتمردا عسكريا . اما الان فقد ارتفع عدد النزاعات والاقتتال والحروب . والاهم من هذه الارقام ان هناك جهات ضعيفة تحاول حل النزاعات ، ولكن هناك جهات قوية ونافذة تترأسها الولايات المتحدة تمنع حل النزاعات . لانها تريد بيع الاسلحة والرصاص والصواريخ والقنابل والالغام والطائرات وحتى وصل الامر لبيع مركبات فضائية بهدف تكريس النزاع وتوطيده .
ومن بين هذه النزاعات ، واطولها . فلسطين والمشكلة الصهيونية واحتلال القدس ، حيث تتحد الدول العظمى وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والمانيا وامريكا في دعم الاحتلال ضد شعب اعزل ومكافح من اجل الحياة ومن اجل تربية اولاده وتعليمهم بشكل هو الافضل بين الشعوب العربية .
صحيفة لوفيغارو الفرنسية كشفت ان الرئيس الفرنسي ماكرون طلب من السفراء والقناصل المختصين البحث عن بديل للرئيس عباس الذي بلغ من العمر 87 عاما . والاهم من هذا الخبر ان مسؤولة في البيت الابيض نطقت بكلام سخيف وحقير حين اقترحت منح نتانياهو جائزة نوبل للسلام في حال نجح في وقف حرب اوكرانيا !!!!
ولا حاجة لمزيد من الادلة لاثبات ان الاستعمار الغربي يريد اعادة انتاج نفسه من خلال تقوية قادة الاحتلال الصهيوني ومن خلال اختيار قيادات فلسطينية ضعيفة لا تمثل الشعب ، وانما ترضي مصالح الاستعمار الغربي والجنون الامريكي .
لم تكن مشكلة الشعب الفلسطيني مع وجود ياسر عرفات . ولكن نفس الجهات خلقت منه مشكلة وطالبت لاربع سنوات استبداله بالرئيس محمود عباس . وبعد ان دمروا السلطة وحاصروا غزة وقصفوا المدن وقتلوا المئات ورموا الاف في السجن وعشرات الاف الجرحى والمنازل . وبعد ان بنوا مئات المستوطنات ، ياتون الان لتسويق فكرة اننا نحتاج الى رئيس جديد بمعايير المخابرات الغربية لتمرير ما تبقى من مشروع اسرائيل الكبرى وشطب الحق الفلسطيني .
منذ الحاج امين الحسيني لم يكن الشعب الفلسطيني يعبد الافراد ولا يقدّس الزعماء .
وبعده احمد الشقيري وياسر عرفات والان ابو مازن . ليس مهما عند الشعب الفلسطيني من يكون رئيسا ومن لا يكون رئيسا . وانما المهم هو الحقوق . المهم هي القدس وحق العودة والحدود والمياه والدولة .
ربما يستبدلون ابو مازن وجميع من يعمل في مكتبه بكل سهولة ويسر . وربما يختارون رئيسا على مزاجهم وحين يتأكدون من فوزه سوف يسمحون بالانتخابات حتى في داخل القدس .
وقد تصنع اجهزة المخابرات العربية والعالمية قيادات بديلة في غزة وداخل الخط الاخضر وفي المهجر وفي رام الله . ولكن هذا لن يمنح الاسرائيليين الامن ولا الامان .ولن يعطيهم الشرعية على هذه الارض ابدا .
في كل مرة يستبدلون قيادة . ينتج الشعب قائدا جديدا يقود الكفاح الطويل .
وبدلا من البحث عن رجل جديد يجلس على رأس سلطة لا تحكم ولا تقود . كان الاجدر بعقلاء العالم ان يفكروا في حل لهذا الصراع . وفي طريقة لانهاء معاناة شعب كامل طالت لاكثر من مئة عام.