السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرب اوكرانيا فتحت شهية الدكتاتوريات والجهلة لاشعال الحروب في العالم

نشر بتاريخ: 21/02/2023 ( آخر تحديث: 21/02/2023 الساعة: 13:39 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام


لا تقف حرب اوكرانيا عند حدود اوكرانيا. فهناك الان نحو خمسين دولة بما فيها الدول العظمى منغمسة في هذه الحرب قتالا، او تسليحا، او تصنيعا، او استغلالا، او مشاركة غير مباشر ، او تضررا، او مكسبا.
القتال والذبح والاجرام الدائر في اوكرانيا فتح شهية القتل في رؤوس السفلة وتجار الدم من شتى انحاء العالم. وتجار الموت والحروب وجدوا ضالتهم في تأجيج القتال وتأزيم الازمة وسفك الدماء مثل الوحوش على جثة طريدة خائفة.

في البداية اعتقد الساذجون ان الحرب بين روسيا واوكرانيا. ثم، ومع دخول الولايات المتحدة الى ارض المعارك بدأت الصورة تنجلي. امريكا كانت في جيمع الحروب مثل تاجر البندقية في قصة شكسبير، دورها التاريخي ينحصر في تجارة السلاح وتكثيف القتل الجماعي، وبيع المزيد والمزيد من اسلحة الدمار بشرط ان لا تصل نيران الحرب اليها باعتبار انها قارة جزيرة وبعيدة عن القارات الاخرى.

ولكن هذه النظرية استنفذت نفسها. وما يحدث في اوكرانيا يكشف لنا قرب انتقال المعارك الى الاراضي الامريكية للاسباب التالية:
- حماقة الرؤساء الامريكيين واستفزازهم لاسياد الشرق الذين لا ينهزمون ابدا مثل العالم الاسلامي ومثل كوريا ومثل روسيا والصين.
- طمع شركات السلاح الامريكية سوف يرتد يوما نحو امريكا ذاتها التي ستبيع السلاح النوعي الى داخل امريكا او الى من يستطيع ان يوجه السلاح نحو امريكا.
- واخيرا ان حلفاء امريكا هم من الطغمة الحاكمة الجاهلة التي لا تستطيع الثبات والاستقرار امام التطورات المجتمعية الهائلة التي حدثت بعد كورونا مثل الهجرة ومثل الصواريخ العابرة للقارات. سوف تتحطم بسرعة وتصبح ادوات مضادة لامريكا.

ومن اجل تعقيد المشهد. اجبرت امريكا دول العالم على الانخراط في هذه الحرب بالاكراه. ومثال على ذلك المانيا التي انخدع العالم بها واعتقد انها دولة مستقلة وانها صاحبة قرار. ليتضح ان برلين محتلة اكثر من القدس.

حتى الان يدور الحديث عن 200 ألف قتيل وجريح في صفوف الجيش الروسي و100 ألف في الجانب الأوكراني إضافة إلى مقتل 30 ألف مدني وهي ارقام اولية غير دقيقة. اضافة الى 18 مليون لاجئ ودمار منازل ومدن كاملة.
سياسة البيت الابيض وانغماس واشنطن في سفك هذه الدماء الى جانب تأجيجها لرياح الحرب في تايوان وفي فلسطين والعراق وسوريا وليبيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، لا يمكن ان تبقى حبيسة الالات الحاسبة وكسب تريليونات الدولارات على حساب سكان الارض .
ان حرب اوكرانيا تقترب من جميع البشر ومجتمعاتهم. سواء من خلال الموت والرصاص والصواريخ او من خلال ارتفاع الاسعار، ونقص المواد الغذائية، وتخريب الصناعة، وازمة الطاقة. والاهم من كل هذه هو قتل القيم الانسانية التي قامت عليها المجتمعات البشرية الحضارية.

يخشى الخبراء من حرب نووية قادمة سوف تتسبب في ابادة مناطق كاملة من البشر ومن الطبيعة والكائنات الحية. وأنا اخشى ان هذه الحرب التي تتزامن مع غضب الطبيعة وكل هذه الاعاصير والزلازل والفيضانات والبراكين سوف تؤدي الى تغيير ملامح الحياة التي عرفناها من قبل، وان يعود البشر الف عام مضت حيث كان الحصول على الطعام والحصول على ضمان البقاء وعدم الاندثار، هو الهم الاول لجميع سكان الارض.
وفي الوقت الذي يتجادل فيه شاب وفتاة لساعات وايام حول لون غرفة النوم التي سوف يشترونها. هناك عائلات كاملة تبحث عن بطانية تحميهم في الموت بردا في العراء بعد ان هاجروا بسبب الحرب او بسبب الزلزال.