الكاتب: السفير قوه وي
إن العالم اليوم بعيد كل البعد عن السلام والهدوء. ومع تزايد التهديدات الناجمة عن منحنى الأحادية والهيمنة وسياسة القوة، وتنامي العجز في السلام والأمن والثقة والحوكمة، تواجه البشرية مزيدا من التحديات الأمنية. وإن إحقاق العالم أكثر أمانًا هو رغبة قوية لكافة الشعوب ومسؤولية مشتركة لكافة الدول، ما تشكل اتجاهاً صحيحا من أجل التقدم والتطور في عصرنا. في هذا السياق، ألقى مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي كلمةً رئيسية في الدورة الـ59 لمؤتمر ميونخ للأمن توفيراً حلولاً وحكمة صينية لتعزيز بناء عالم أكثر أمانا.
من أجل بناء عالم أكثر أمانًا، يجب التمسك باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وإيجاد حلول سلمية للخلافات من خلال الحوار والتشاور، الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والاهتمام بالدور الرئيسي للتنمية. تتمسك الصين بمبدأ التنمية السلمية، وهو خيار استراتيجي مبني على فهم عميق للماضي والحاضر والمستقبل. وستواصل الصين مسارها وتعاونها مع دول العالم سعيا لتحقيق التنمية السلمية. كلما تتنامى قوة الصين كلما يزيد الأمل في السلام العالمي. عندما تسعى كافة الدول لتحقيق التنمية السلمية، فإن مستقبل البشرية سيكون حافلا بالوعود.
في 21 شباط عام 2023، أصدرت الحكومة الصينية ورقة مفهوم لمبادرة الأمن العالمي، وهي تعد خطوةً مهمة اتخذتها الصين في تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، وتوضح الأفكار والمبادئ الأساسية للمبادرة، حيث تحدد 20 أولوية للتعاون استجابةً لأهم الشواغل الأمنية الدولية في الوقت الحاضر بما فيها دعم الدور المحوري للأمم المتحدة، ودفع التسوية السياسية للقضايا الساخنة، ومواجهة التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، واستكمال الحوكمة الأمنية العالمية، وتشكيل منصات وآليات التعاون لمبادرة الأمن العالمي.
توجه مبادرة الأمن العالمي جهودَ الصين الحميدة لدفع بإتجاه التصالح والتفاوض في الشرق الأوسط. في آذار عام 2021، طرحت الصين المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والتي تشمل على الدعوة إلى الاحترام المتبادل، والالتزام بالعدالة والإنصاف، وتحقيق عدم الانتشار النووي، والعمل معا على تحقيق الأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التعاون الإنمائي. وفي تموز عام 2021، طرحت الصين الأفكار ذات النقاط الثلاث لتسوية القضية الفلسطينية وفق "حل الدولتين"، داعيا إلى تعزيز نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية، ودعم الفصائل الفلسطينية لتعزيز الوحدة، وتشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف مفاوضات السلام على أساس "حل الدولتين". ونظمت الصين أربع دورات لندوة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام، داعية إلى عقد مؤتمر سلام دولي على نطاق أوسع وبمصداقية أكبر وتأثيرات أكثر، بما يدفع عملية حل القضية الفلسطينية بخطوات ملموسة.
ومبادرة الأمن العالمي عبارة عن جهود الصين الهادفة لحماية السلام والأمن العالميين. حتى الآن، أعربت أكثر من 80 دولة ومنظمة إقليمية عن تقديرها ودعمها لمبادرة لأمن العالمي. وتحرص الصين على العمل مع كافة الأطراف على تنفيذ مبادرة الأمن العالمي على الأرض، بما تقدم مساهمات في دفع تسوية سياسية للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة وتحقيق الأمن المشترك في العالم.