الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
السؤال الأهم: هل هناك دولة عربية واحدة محصّنة من القصف الاسرائيلي او عمليات التخريب والاغتيال التي ينفذها الموساد؟ والاجابة كلا، حيث يعمل الموساد وسلاح الطيران الاسرائيلي على تنفيذ اعتداءات القصف او الاغتيال او التحليق فوق جميع العواصم العربية دون استثناء .
حركة المقاومة الفلسطينية ومعها حركة المقاومة اللبنانية ، رسمتا معادلة سهلة وبسيطة ، تتمثل في الرد الفوري على كل عدوان اسرائيلي ما جعل تل ابيب تفكر الف مرة قبل القيام باية غارة او عملية على هذه المناطق التي تتواجد فيها المقاومة .
بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في نابلس امس الاربعاء استنفرت اسرائيل جميع اجهزتها الامنية وجميع فرق جيشها في كل مكان . لانها تعلم ان الرد الفلسطيني قادم لا محالة مهما طال الاستنفار الاسرائيلي .
وبالليلة الماضية اعلنت كتائب عز الدين القسام في غزة عن معادلة القصف بالقصف. وان النيران سوف تضرب اسرائيل ومستوطناتها مع كل غارة او عدوان يقوم به جيش الاحتلال العنصري .
تخيّلوا لو ان المضادات السورية وبدلا من اطلاق صواريخها الى السماء باتجاه الطائرات الامريكية القوية التي تستخدمها اسرائيل في كل قصف، تخيّلوا لو ان المضادات السورية صارت توجه صواريخها باتجاه اسرائيل مع كل غارة يقوم بها الاحتلال. وفي الوقت الذي تنزل فيه نيران اسرائيل على دمشق او اية مدينة سورية اخرى ، صارت صواريخ الجيش السوري تسقط على طبريا وحيفا وتل ابيب .
حينها لن يكون امام حكومة الاحتلال سوى حل من اثنين: الدخول في حرب ، او الامتناع عن قصف سوريا مرة والى الابد .
والامر محسوم عند حزب الله في لبنان وقد وصل الوسطاء من شتى ارجاء العالم ليطلبوا من حزب الله عدم الرد على عدوان اسرائيلي واحد . وفي النهاية وعندنا يأست اسرائيل اضطرت ان ترسل دبابة غير ماهولة امام مرمى نيران حزب الله ليضربها حزب الله ويخرجوا من هذه الورطة .
الضفة الغربية فعلت ذلك في الانتفاضة الثانية ، واتهم شارون حينها الزعيم ياسر عرفات انه يرد على القصف الاسرائيلي بانتاج عمليات في تل ابيب وفي القدس .
والان غزة ولبنان .
خشية نتانياهو الحقيقية، التي عبّر عنها من قبل هي ان ترد المقاومة في اليمن ، يوما ما على العدوان الاسرائيلي باطلاق صواريخ مباشرة الى اسرائيل .وان ترسل المقاومة في غرب العراق طائرات مسيرة الى تل ابيب .
ايران اعلنتها من قبل. وانها سوف تجعل الاحتلال يندم على اي عدوان. وتتهم تل ابيب الحرس الثوري بالرد على سفينة اسرائيلية ابحرت في الخليج ردا على اعمال التخريب والقصف التي ينفذها الموساد وعملاء الموساد داخل ايران .
ما يدعم وجهة نظري ثلاثة اسباب فقط:
ان حكومة الابارتهايد الصهيونية لا تبحث عن اي حل سياسي وانما تعلن وتنفذ العدوان على جميع دول العالم العربي ، حتى دبي ذاتها نفذ الموساد عملية اغتيال على اراضي ولن تتردد في تنفذ عمليات اخرى في البحرين والسودان والمغرب .
ان المقاومة باتت اليوم قادرة على تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة التي تصل الى كل مستوطنة في اسرائيل والى منزل نتانياهو ومنزل بن غفير ذاته. والغارات والاغتيالات لم تعد قوة تملكها اسرائيل لوحدها وانما تملكها المقاومة ايضا .
ثالثا واخيرا ان الولايات المتحدة لن تبقى حارسة لاسرائيل الى الابد . والعالم كله شاهد هروب الجيش الامريكي من كابول وبشكل مهين ، وان هروب القوات الموالية لامريكا من باخموت ومناطق اوكرانيا دليل كاف لما سيحدث هناك قريبا .
عام 2023 عام مجنون في جميع سيناريوهاته. ومن يعتقد ان الزمن سيبقى لقوة واحدة تتحكم بكل شيء. او زعيم واحد يقرر كل شيء . فهو منفصل عن الواقع الجديد الذي يرسم نفسه على الجدار بعنوان واضح (من يعتقد ان العالم العربي سوف يبقى نعجة للذبح فهو واهم ولم يتعلم من دروس التاريخ شيئا).