الكاتب: بهاء رحال
طالما هناك غياب لأي أفق سياسي واضح يحقق الحد الأدنى المتفق عليه وطنيًا، وطالما بقيت حكومة الاحتلال تحاصر الواقع الفلسطيني بالمستوطنات والتهويد وتهدد وتتوعد وترتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني فإن كل الاجتماعات الأمنية مصيرها الفشل، لأن قضيتنا الوطنية ليست ملفًا أمنيًا في أدراج المخابرات العربية أو الأمريكية، وهذا يعلمه الجميع، حتى المجتمعون في العقبة يدركون أن نجاح اجتماعهم يعتمد ليس فقط على وقف مسلسل جرائم الاحتلال، بل يعتمد على إطلاق عملية سياسية تقوم على أسس واضحة، تضمن ضغطًا دوليًا وأمريكيًا على حكومة الاحتلال، كي لا تبقى تتهرب وتتنكر وترفض ومن دون ذلك فكل الاجتماعات مصيرها الفشل.
لقد سعى الاحتلال عبر منظومته الإعلامية لبث بعض الشائعات حول اجتماع العقبة وهو بذلك يسعى لزيادة توتير الواقع الفلسطيني الداخلي واتساع الفوهة بين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فعديدة هي الدسائس التي قام ببثها خلال الأيام الماضية، وبرغم المعارضة الشعبية والجماهيرية إلا أن الوفد الفلسطيني ذهب ليشارك في الاجتماع أملًا في وقف عدوان الاحتلال ووقف مجازره التي يقترفها كل يوم. وأعتقد أن المشاركة الفلسطينية تأتي تقديرًا واحترامًا للجهود الأردنية المصرية ولتعزيز العمل العربي المشترك، وإلَّا لما حضر فلسطين هكذا اجتماع في ظل الظرف القائم، خاصة وأنه يأتي بعد أيام قليلة من المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال في نابلس، والتي ارتقى على أثرها أحد عشر شهيدًا.
الجهد الأردني والعربي المبذول، هو محاولة لحماية شعبنا من خطر هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي ترتكب المجازر كل يوم، وتستولي على الأراضي لصالح بناء المستوطنات، وتصادر وتهدم وتتوعد بالمزيد من سياسات الضم والتهويد والغطرسة، فهل تنجح المحاولة؟ ربما تنجح إذا ترافقت بمبادرة أمريكية دولية تضع حلًا سياسيًا يفضي إلى إنهاء الاحتلال.
إن اجتماع العقبة إذا لم تتبعه خطة سياسية شاملة تضمن إنهاء الاحتلال فإنه محتوم بالفشل، فالقضية الفلسطينية ليست قضية أمنية بل قضية وطنية لشعب يناضل من أجل الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، وطالما أن الاحتلال يتوغل في جرائمه التي يقترفها بدم بارد، فلا يمكن أن يتوقف شعبنا عن فعل المقاومة بكل السبل المتاحة، وبكل الوسائل الممكنة،وهذا حق مكفول، في كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية.