الكاتب:
معتز خليل
ألغى رئيس اللجنة القطرية لإعادة اعمار قطاع غزة السفير محمد العمادي زيارته المقررة للقطاع”.وبحسب مصادر إعلامية دولية فأن سبب الغاء زيارة العمادي إلى غزة هو عودة فعاليات الإرباك الليلي على حدود الشرقية لقطاع غزة.
ما الذي يجري ؟
تزامنا مع عودة حملات الإرباك الليلي للمقاومة أعلن السفير القطري محمد العمادي عن تأجيل أو إرجاء وفي عبارة أخرى أصدق إلغاء زيارته لغزة.
والإعلان سبقة ومنذ فترة إعلان العمادي عن تفاصيل انفاق المنحة القطرية المقبلة ، والتي جاءت بقيمة 100 دولار، لـ 100 ألف أُسرة متعففة في قطاع غزة.
وبدأ المواطنون في قطاع غزة باستلام المنحة القطرية منذ يوم الخميس الماضي الموافق 23-2-2023.وينتظر المستفيدون بفارغ الصبر الإعلان عن موعد صرف المنحة القطرية، لمساهمتها في التخفيف من أوضاعهم الاقتصادية وشراء مستلزمات أسرهم وسد رمق أطفالهم.
ويُعاني العاطلون عن العمل ظروفًا معيشية قاسية بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، منذ ما يقارب عن 16 عامًا على التوالي. فيما تبلغ نسبة البطالة في قطاع غزة أكثر من 51% والفقر 67%، فيما يُعاني أكثر من 80 من الانعدام الغذائي وفقاً للمصادر الحكومية والأمم المتحدة.
لماذا ألغى العمادي الزيارة؟
بات من الواضح أن هناك حالة من التوتر الذي يعم القطاع والتي تنعكس سلبا على ما يسمى بمصطلح الصبر الاستراتيجي ، وهي المرحلة التي تتعهد بعض من الدول وتحديدا مصر بضمانها ، لتحقيق الهدوء في غزة بعيدا عن أي تصعيد.
وخلال الآونة الأخيرة تبادلت وفود مصرية وقطرية أمنية الزيارات بين القاهرة والدوحة ، وهي الزيارات التي تم الاتفاق فيها على تعميق التعاون المصري القطري في بعض من القضايا ، ومنها القضية الفلسطينية والهدوء في غزة.
وبالفعل حققت هذه المعادلة أركان الكثير من التهدئة المطلوبة في القطاع ، غير آن التطورات السياسية المتواصلة في غزة ومع حالة التصعيد العسكري والأمني بدأت تصيب قطر ومصر بالقلق لعدة أسباب ومنها:
1- ان هناك قطاعات واسعه من شباب المقاومة غير راضية عن حالة الصبر الاستراتيجي التي ترعاها مصر.
2- لم تحصل مصر تحديدا على إجابات مقنعة من يحيى السنوار رئيس حركة حماس في هذا الصدد ، وهو ما أبلغ به القطريون مصر في إحدى الاجتماعات الأمنية المشتركة أخيرا صراحة.
3- هناك شعور بصعود لافت لشعبية محمد ضيف ليس في غزة ولكن آيضا في عموم فلسطين ، الأمر الذي من شأنه آن يحبط الأجواء ويمنع أي تهدئة.
4- بات من الواضح أن الدعوات التي تنادي بها بعض من عناصر معسكر المقاومة ومنها إيران وحزب الله بالتصعيد تلقي صدى إيجابي لافت ، وهو الصدى الذي بات واضحا في ظل التطورات الحاصلة على أرض الواقع الآن.
5- غضبت قطر من هذا التصعيد في غزة حاليا ، خاصة في ظل التطورات الاستراتيجية على أرض الواقع ، فيما تحفظت مصر بقوة خاصة مع وصول بعض من الأنباء إليها تشير إلى أجواء تصعيدية بغزة لا تخدم هدفها الاستراتيجي الساعي لفرض التهدئة.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن تحقيق التهدئة المستدامة أمر صعب للغاية في غزة ، في ظل الأجواء المشتعلة بالصراعات والتي لا تتوقف بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في الضفة الغربية، الأمر الذي يزيد من حالة الاحتقان خاصة وأن الكثير من أبناء غزة يرفضون الانصات لآي دعوة للتهدئة حاليا مع اشتعال الموقف في الضفة.