الكاتب:
معتز خليل
قالت بعض من الدوائر الغربية أن بعض من الدوائر الفلسطينية ترى أن تصاعد الهجمات وتبادل الحرب المشتعلة مع قوات الاحتلال سيؤدي إلى استمرار مشاركة من تصفهم الدوائر الغربية بالراديكاليين الإسرائيليين في عمليات عنف وحرق ضد المدنيين الفلسطينيين العزل ، كما حصل في مدينة حوارة.
وبات من الواضح آن الاحتلال دعم بصورة مباشرة هؤلاء المستوطنين في عملية إحراق حوارة ، الأمر الذي يفسر الغضب العارم من السلطة والتي يطالبها الكثير من الفلسطينيين آيضا بضرورة الحفاظ على النظام.
ما الذي يجري ؟
مع التصعيد الأمني الحاصل على الساحة طرحت بعض من الدوائر الإسرائيلية قضية المخاطر التي يتسبب فيها "إرهاب" المستوطنين ، وبات واضحا أن الكثير من الدوائر الإعلامية الإسرائيلية تستخدم هذا المصطلح للإشارة للمتطرفين ممن قاموا بحرق منازل الفلسطينيين الأبرياء في حوارة ، وهو ما يزيد من دقة الموقف على الساحة الإسرائيلية الغارقة في اليمين المتشدد.
خطوات عملية وخطورة أميركية
اللافت أنه ومع هذا التصعيد باتت هناك مشاركة أميركية واضحة ، خاصة عقب مقتل أحد المستوطنين ممن يحمل الجنسية الأميركية ، وفي هذا الصدد توجه دوائر رسمية آميركية انتقادات للمقاومة ، بل وتساوي بين الفلسطينيين العزل وجيش الاحتلال.
وفي هذا الصدد يتم حاليا إعداد بعض من مشاريع القوانين التي سيتم طرحها سواء بالكونغرس أو في بعض من المؤسسات الأميركية من أجل تقليل أو وقف المساعدات المالية المقدمة للسلطة الفلسطينية ، بدعوى عدم تقديم الخدمات والحماية لوقف العنف الفلسطيني ضد الإسرائيليين ، وهو ما يمكن أن يسبب الكثير من الأزمات خاصة في ظل الحاجه المستمرة للمال من قبل السلطة التي تعاني الكثير من الأزمات.
وفي هذا المجال حذ تحليل مضمون لبعض من التقارير الاستراتيجية الأميركية أن السياسات التي تنتهجها بعض من المصادر الفصائلية من حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» توضح أن تقديرات المقاومة هي أن ما يجري في الضفة الغربية المحتلّة هو جزء من الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، في ظلّ تَوافر كلّ العوامل لانطلاقها.
وأضافت أن الدفع نحو الانتفاضة في جميع الساحات، قد تَعزّز بعد معركة سيف القدس، وسط تقديرات بأن يدخل الفلسطينيون في مختلف الميادين في مواجهة شاملة لردع حكومة إسرائيل مع سياساتها الحالية .
وإلى جانب سياسة تلك الحكومة، ثمّة عدّة عوامل أخرى تدفع بدورها نحو هكذا سيناريو ، وعلى رأس تلك العوامل، بحسب تقارير صدرت عن إسرائيل :
1- ارتفاع الحافزية للمواجهة، بمعزل عن الأدوات التي في يد الفلسطينيين وهي حافزية ضاعفتْها حملات الضغط الإسرائيلي من اغتيال واعتقال واقتحام للمدن الفلسطينية، والتي جاءت نتائجها بعكس توقّعات الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
2- وجود دعوات صريحة للتصعيد ومواصلة العمليات في قلب فلسطين مهما كان الأمر.
تقدير استراتيجي
بات واضحا إنه ومع تصاعد الأحداث على الساحة الفلسطينية ، يتجهّز الفلسطينيون، بالفعل، لاندلاع مواجهة شاملة مع الاحتلال، وهي المواجهات التي تشارك فيها مختلف الجهات، بهدف الرد على حكومة بنيامين نتنياهو .
وممّا يضاعف القلق من التصعيد وجود دلائل تشير إلى تراجُع مكانة السلطة الفلسطينية وقدرتها على القيام بالدور الأمني الذي يضبط الساحة الفلسطينية، خاصة وأن تواصل ضعف السلطة الآن سيعني بدء انتفاضة جديدة بشكل فعلي.
وتنظر الكثير من الدوائر بعين الخطورة إلى انضمام عناصر من السلطة إلى المقاومة في الضفة، على عكْس رؤية قيادة الأولى، ما يُعطي مؤشّراً إلى أن هنالك دافعية لدى عناصر الأجهزة الفلسطينية للانخراط في الاشتباك.
ويُضاف إلى ما تَقدّم أن الضفة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات المقاومة بكلّ الأشكال، وسط حالة من الاندماج بين مقاتلي جميع الفصائل، وظهور مجموعات وليدة من دون أهداف سياسية من مِثل «عرين الأسود» التي تضمّ داخلها عناصر من مختلف التنظيمات، بما فيها «حماس» و«فتح» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية».
وإذ يسجَّل أن سلسلة العمليات التي جرت خلال العامين الأخيرين، نفّذها الجيل الذي ولد خلال فترة الانتفاضة الثانية، فإن الأخطر هو أن تقديرات العدو تفيد بأن كلّ أبناء هذا الجيل الجديد يؤمنون بالمواجهة والانتفاضة، فيما تكيّف الكثيرون منهم مع التحدّيات الأمنية التي يفرضها الاحتلال والسلطة الفلسطينية، وباتوا يتجاوزونها، فضلاً عن أن هؤلاء لا يزالون خارج «الرادار الأمني» التابع لتل أبيب ورام الله، وأن غالبيتهم يشعرون بالإحباط والغضب وحالة من فقدان الثقة تجاه السلطة وتوجّهاتها، ويرون بأن ما يفعلونه بمثابة هَبّة ضرورية في وجه الوضع برمّته.