الكاتب: معتز خليل
تصاعدت خلال الآونة الأخيرة التصريحات السياسية الصادرة عن بعض من قيادات حركة حماس ، وهي التصريحات التي أشارت إلى خطورة الموقف والأهم من هذا دقته في ظل التطورات السياسية الحالية. ودعت بعض من هذه الآراء إلى استمرار النضال والتصعيد ضد إسرائيل ، خاصة في ظل سياسات الاحتلال وعمليات الاقتحام التي لا تتوقف للمخيمات وقتل النشطاء العسكريين .
ما الذي يجري؟
تزامنا مع التصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية حاليا أصدرت بعض من قيادات حركة حماس في الخارج تصريحات سياسية مهمة ودقيقة ، وهي التصريحات التي أشارت إلى حتمية التصعيد خلال الفترة المقبلة ، والأهم من هذا التأكيد على أن القادم سيكون دقيقا في ظل التطورات السياسية والاستراتيجية الحالية.
وقد شدد سهيل الهندي ، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على أن جميع الخيارات مفتوحة أمام المقاومة الفترة المقبلة وهي مرتبطة أيضًا بما يقوم به الاحتلال، لافتاً إلى أن قطاع غزة يراقب الأوضاع في الضفة عن كثب.
وأوضح الهندي في تصريحات لبرنامج "استديو الوطن" الفلسطيني أن تصرفات الاحتلال هي التي تحتم على المقاومة الرد ولكن في الزمان والمكان المناسبين التي تراهما المقاومة الفلسطينية.
تصريحات الهندي لم تكن الوحيدة في هذا الصدد ، وسبقها تصريحات أدلى بها خالد مشعل ، رئيس حركة حماس في الخارج، والذي قال مؤخرًا: "الأمور ذاهبة إلى التصعيد في رمضان ونحن مقبلون على أيام ساخنة، وعلينا كفلسطينيين التوحد في أرض المعركة".
وبيّن أن "حكومة الاحتلال على رأس أجندتها حسم الصراع على القدس والأقصى والضفة الغربية، والتطبيع بهدف التخريب في بلاد العرب"، مؤكداً أن التطبيع طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني".
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن هناك قطاع في حركة حماس في الخارج يرفض التهدئة بصورة لافته ، بل ويرى أن التهدئة يمكن أن تسبب في الكثير من الأزمات السياسية والاستراتيجية للحركة ، وهو ما عبر عنه خالد مشعل بصورة واضحة.
تصريحات مشعل تتناقض ولا تتفق مع بعض من السياسات التي تنتهجها حركة حماس في الداخل وتحديدا في غزة ، وبات من الواضح ومن خلال هذه السياسات أن:
1- هناك حرص من حركة حماس على تنفذي سياسة الصبر الاستراتيجي ، وهي السياسة التي ترعاها مصر وقطر أيضا وبعض من الأطراف العربية.
2- أبدت حركة حماس مرونة لافتة للغاية مع موافقتها على عودة العمال من أبناء غزة للعمل في إسرائيل ، وهو أمر مهم ودقيق للحركة .
3- تعرف حركة حماس أن أجواء التصعيد لن تخدم القطاع على الإطلاق خاصة في ظل التعهد للمصريين بضرورة وقف إطلاق الصواريخ ومواصلة الضربات من القطاع تجاه إسرائيل.
4- أبدت حركة حماس برغماتيه واضحة مع موافقتها أيضا على تدشين مشاريع بالقرب من غزه يمكن أن تستوعب اليد العاملة الفلسطينية بالقطاع ، وهو أمر مهم ويعكس محاولة الحركة التغلب على الواقع الاقتصادي الصعب في القطاع والوصول إلى حل لأزماته المتكررة.
5- بعض من الصحف العربية المقربة من قيادات حماس في الخارج زعمت في ذات الوقت إلى أن حركة حماس أبدت اعتراضها بوضوح على السياسات التي تنتهجها مصر ، وفي هذا الصدد قالت صحيفة العربي الجديد القطرية إن زيارة وفد حركة حماس الأخيرة إلى العاصمة المصرية شهدت طلب من الحركة من أنه لن يكون بمقدورها السيطرة على كافة أعضاء وقيادات الجناح العسكري "كتائب عز الدين القسام" إذا استمرت ما وصفتها بـ"استفزازات وزراء حكومة (بنيامين) نتنياهو".، وهو ما يعكس أجواء ورغبات تصعيدية في الحركة في جناحها الخارجي الرافض للتهدئة الآن.
حماس
قيادات من حركة حماس خاصة الجانب الفكري لها دوما تعترض ولا تتفق مع هذا الطرح السابق ، وترى أن تباين الآراء حتى وأن حصل فهو أمر طبيعي ، ويوجد في أي حركة سياسية في العالم.
ويقول أحد المفكرين بالحركة: "البعض يرى في تباين المواقف أو اختلافها بين بعض من أبناء الحركة مؤشر سلبي ، وهذا أمر غيد مقبول" . ويضيف هذا المفكر "حماس كانت وستظل على قلب رجل واحد ، رغم البعد والابتعاد ، والأهم رغم التفرق الذي تسبب فيه الاحتلال ، وحماس كانت وستظل حركة واحد ولا يوجد أي تباين ومن المعيب القول بهذا".
واستشهدت الحركة بوجود تباينات في جميع الفصائل السياسية في العالم ، وجميع الأحزاب والتيارات السياسية لا يتفق جميع أعضائها على مختلف القضايا ، ولكن بالنهاية هناك لواء واحد يجمعها ، وبالتالي يجب احترام تنوع وتعدد الآراء في حركة حماس.
تقدير استراتيجي
عموما فإن الكثير من التطورات باتت حاصلة الآن على الساحة ، وهي التطورات التي لا تتوقف في ظل التباينات الاستراتيجية والاختلافات التي تتنوع في ظل الدعوات للتصعيد في شهر رمضان ، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف السياسي حاليا ، خاصة وأن حركة حماس هي جزء من الشعب الفلسطيني ومشروعه النضالي الوطني ، ومن الطبيعي أن تشهد أروقته تباينات او اتفاقات مثل أي فصيل أو جسد سياسي في العالم.