مخدر الشبو – شيطان المخدرات

الكاتب: الدكتور خالد ابو ظاهر

"ضبطت شرطة ضواحي القدس 1073حبة من حبوب الاكستازي المخدرة و11 وجبة من وجبات الكريستال المخدر والمعدة للتعاطي و200غم يشتبه انها من الحشيش والمارغوانا .........."
ان وصول مخدر الكريستال او الشبو او كما يطلق عليه شيطان المخدرات الى الاراضي الفلسطينية يعتبر من المؤشرات الخطيرة والملفتة للنظر والتي تحتاج الى وقفه جادة من قبل المجتمع بكافة اطيافه ومكوناته وكذلك من جميع الجهات ذات العلاقة والاختصاص .
ماهو مخدر الشبو؟
هو مخدر يتمّ استخراجه من مادة الميثامفيتامين المنشطة للجهاز العصبي وتصنيعه معمليًا في شكل بلورات أو حبيبات كريستالية زرقاء وبيضاء لامعة أو كقطع الملح ناصعة البياض، ويتمّ حرقه واستنشاق ابخرته عن طريق الأنف أو الفم، أو تدخينه أو حقنه عبر الوريد، ويطلقون عليه الشبو أو الكريستال ميث أو الآيس، أو السبيد، او شيطان المخدرات . ويعتبر الشبو مخدر منشط (مؤثر عقلي) يؤدي استخدامه إلى ارتفاع سريع في مستويات الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين في الجسم، ونتيجة لذلك ينتج عنه شعور بالكثير من الطاقة، فرط اليقظة، الحدة، والنشوة وزيادة الرغبة الجنسية والثقة بالنفس، ولقد أدت هذه التأثيرات إلى انتشار مخدر الشبوعلى نطاق واسع في الحفلات.
وجاء استخدام مخدر الشبو في الحرب العالمية الثانية، حيث تم تسويقه بين الجنود الألمان في الحرب على أنه مادة تُساعدهم على زيادة القدرة على التحمل، وتُقلل من شعورهم من التعب، وفي الخمسينيات شاع استخدامه على أنه مادة ترفيهية، وحتى الثمانينيات لم يكن هناك تحذير من استخدام الميثامفيتامين إلى التسعينيات، حيث تم فرض عقوبات على الإتجار به إلى يومنا هذا.
لماذا سمي شيطان المخدرات؟
لانه ووفق المختصين، فإن سرعة إدمان "الشبو" تفوق سرعة إدمان الكوكايين بثلاثة أضعاف،إذ يبدأ إدمانه بالجرعة الأولى دون المرور بمراحل التعاطي أي التعود ثم الإدمان كما مع بقية المخدرات، كما كشفوا أن الغالبية العظمى من مدمني "الشبو" تتراوح أعمارهم بين 13 - 22 عاماً، لافتين إلى أنه من النادر جداً تعاطي أي شخص للمخدرات قبل أو بعد هذه السن، مع تدني معدلات الشفاء التي تصل لحالة واحدة بين كل 10 حالات .
ما هي أشهر اسماء مخدر الشبو؟
اما عن أبرز مسميات مخدر الشبو في العالم العربي فان المخدر يطلق عليه العديد من المسميات ولكن كما يقال وجوه لعملة واحدة فهو ( الشبو المخدر ، مخدر الأيس في مصر ، الكريستال ميث الزجاجي ، الثلج الكريستالي ، الشبو مخدرات ، حبيبات الشبو ،مخدر الشيطان الجديد ، الشبو ميث ، الشظايا ،حبوب شبوه ، قرقور شبو ، قرقور شبو للبيع ، مخدر ولاد الذوات ، حبة القلوب البنفسجية ، عقار الشبو ،مخدر الامفيتامينات ، علاج الشبو، كريستال ميث العراق ، صناعة الشبو ، جلاس ، القاتل الصامت ، مخدر الشفرة ، تحضير الشبو ، الشبو في الكويت ) .
ما هي مراحل تأثير المخدر ؟
• مرحلة الإثارة (Rush)
يتم امتصاص المخدر في الدم ويسبب زيادة كبيرة في معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، تستمر هذه المرحلة حوالي نصف ساعة.
• مرحلة النشوة (High)
الجسم في حالة من الحدة والتركيز والنشاط والطاقة وتكرار فعل الأشياء والنشوة وزيادة في الرغبة الجنسية، قد تستمر هذه المرحلة من أربع إلى 16 ساعة.
• مرحلة الإفراط (Binge)
يرغب المستخدم في الاستمرار في تناول جرعة أخرى من المخدر لتجربة نفس المشاعر مرارًا وتكرارًا، قد تستمر هذه المرحلة لمدة تصل إلى أسبوعين.
خلال كل استخدام يمر المتعاطي بمرحلتي High وBinge حتى يتوقف الجسم عن الشعور بهذا الإحساس.
• مرحلة التخبّط (Tweaking)
عندما يتوقف مخدر الشبو عن إعطاء شعور بالاكتفاء للمتعاطي ويبدأ بالشعور ببعض الراحة، يرافق هذه المرحلة شعور بالفراغ والجوع وفقدان الهوية الذاتية لدى المتعاطي وفي بعض الأحيان يكون هناك إحساس بالرعشة والحكة وحتى الهلوسة التي تبدو حقيقية تمامًا وفي هذه المرحلة قد يسبب المتعاطي الضرر لنفسه والآخرين.
• مرحلة السقوط (Crash)
استجابة "صدمة" للجسم بعد الاستخدام المطول للمخدرو هناك رغبة قوية بالنوم خلال هذه المرحلة،قد تستمر هذه المرحلة لمدة ثلاثة أيام.
• مرحلة الخُمار (Hang over)
بعد الاستيقاظ من مرحلة Crash، يكون المتعاطي في حالة غير مستقرة ويشعر بالجفاف والتعب والإعياء الدائمين و قد تستمر هذه المرحلة لمدة أسبوعين.
• مرحلة الاكتئاب
مرحلة انعدام الطاقة والرغبة في تعاطي المزيد من المخدر، وهي مصحوبة بأفكار انتحارية.
ماهي اهم تاثيراته على المتعاطي ؟
وفقًا لتقارير طبيّة عديدة فإنّ مخدر الشبو ، يعتبر من المنشطات شديدة التأثير وسريعة الإدمان، وتسبب حالة من الهلوسة السمعية والبصرية، وتدمر القلب وتؤدي الى انفجار شرايين المخ والجلطات وتشوهات كبيرة في الوجه، إضافة إلى الشيخوخة المبكرة، وتساقط الأسنان، وفقدان جزئي للذاكرة وتضعف المناعة، بالإضافة إلى انفصام الشخصية، وقد تحدث سكتة دماغية، بالإضافة لأمراض نفسية تدفع المتعاطي للانتحار، نتيجة للتغيُّر الحاد في الحالة المزاجية للمدمن، وتبقيه مستيقظًا لفترة طويلة ما يدفعه لارتكاب جرائم وأفعال غير مبررة.
تداعيات مخدر الشبو العقلية ؟
يعتبر مخدر الشبو من المنشطات التي تزيد السلوك العدواني عند المتعاطي ويؤدي إلى ارتكاب الشخص للجريمة بـ"دم بارد" ويفتخر بها في بعض الأوقات.
وفي نوفمبر من العام الماضي، صدم الرأي العام المصري، بجريمة بشعة وثقتها "كاميرات المراقبة" في محافظة الإسماعيلية، عندما أقدم شخص على ذبح آخر، وقطع رأسه باستخدام الساطور وحملها وسار بها في الشارع، وفقا لـ"وسائل إعلام مصرية"وأشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أن القاتل كان يتعاطى مخدر "الشبو"، الذي يعد واحدا من أخطر أنواع المخدرات المصنعة وأكثرها تأثيرا على الجهاز العصبي.
لماذا انتشرت المخدرات في الفترة الأخيرة؟
من خلال إحصائيات وتقارير "الإدارة العامة لمكافحة المخدرات" في الشرطة الفلسطينية، نلاحظ التزايد المتسارع في انتشار هذه الآفة، رغم تراجعها قليلاً في ظل جائحة كورونا في العام 2020 لتعود إلى سياقها المتزايد، وبالتالي زيادة حجم الخطر المحدق بالمجتمع الفلسطيني.
الأسباب الاجتماعية: تلعب الظروف والمتغيرات الاجتماعية التي تحيط بالفرد منذ نشأته داخل الأسرة دورًا بارزًا في التأثير عليه بطريقة أو بأخرى سواء إيجابًا أو سلبًا، و تعتبر الأسرة المفككة عامل هدم في شخصية الفرد، وينعكس عليه في الأغلب خلال نشأته، ما يفقده الأساس الاجتماعي المتماسك والسوي الذي يعول عليه مستقبلًا، فتتهيأ الظروف التي تقوده إلى الانحراف، وبالتالي إلى تعاطي المخدرات إذا توفر مصدرها.
كما يلعب المجتمع الأوسع، سواء الشارع أو المدرسة أو العمل وغيره، والذي يعتبر المؤسسة الثانية بعد الأسرة دورًا إضافيًا في التأثير على شخصيته إيجابًا أو سلبًا.
الأسباب الاقتصادية: وتعتبر من الأسباب الأساسية في انتشار ظاهرة المخدرات وبكافة أشكالها، ويساهم في ذلك ما يمر به المجتمع الفلسطيني من وضع اقتصادي متردٍّ، إذ يلجا بعض الأفراد بالتفكير في وسائل وطرق إضافية للوصول إلى الثروة والربح السريع، وفي بعض الأحيان من أجل توفير لقمة العيش. وتساهم إسرائيل عبر سياساتها في إضعاف الاقتصاد الفلسطيني عبر الحصار والقيود التي تفرضها على العمل داخل الخط الأخضر، فتجعل منه اقتصادًا ضعيفًا وتابعًا لاقتصادها.
الأسباب الاحتلالية: يعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام كافة الأساليب المتاحة التي من شأنها تدمير وتفتيت المجتمع الفلسطيني ومن بين هذه الأساليب إغراق الشارع الفلسطيني بالمخدرات بأشكالها وأنواعها المتعددة، من خلال ترحيل داء المخدرات إلى مناطق الضفة الغربية وتسهيل ترويجها والاتجار بها، واستنباتها، وزراعتها، وتصنيعها، فإسرائيل داعمة أساسية وحاضنة لهذه الآفة ومروجيها، بهدف إسقاط وتدمير عنصر الشباب، وجره إلى عالم الجريمة بكافة أشكالها،وبالتالي سهولة السيطرة على المجتمع الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، هذا بالإضافة تحقيق المكاسب المالية الطائلة التي تجنيها من هذا الباب،فإسرائيل تعدُّ من أكثر الدول المنتجة للمخدرات إقليميًا.
الأسباب الصحية: يلجا بعض الإفراد الذين يعانون من مشاكل صحية إلى وسائل غير تقليدية للتخلص من آلامهم والهروب من الواقع النفسي الذي يعيشونه،وبسبب استخدامهم المخدرات وبشكل مستمر يجعلهم مرضى مدمنين عليها ولا يستطيعون التخلص من أثارها بسهولة.
القوانين المعمول بها: ان عدم تطبيق القانون في بعض الأحيان، يشجع على انتشار الجريمة بكافة أشكالها، ويسهل نشاط وعمليات التهريب والاتجار بالمخدرات .
الشائعات والتقليد : هناك من يعتقد أنها ستحسن من آداءه الجنسي، وآخرين ينجذبون لها من باب التجربة والفضول ومجاراة الأصدقاء المدمنين.
ماهي أعراض إدمان الشبو؟
هناك الكثير من العلامات التي تظهر على متعاطي مادة الكريستال ميث "الشبو" علماً أن هذه العلامات تختلف من شخص إلى آخر حسب حجم الجرعة و مدة الإدمان و طبيعة جسم المدمن "الفروق الفردية بين المدمنين" وغيرها من العوامل ومن هذه العلامات:ــ·
• يكون متعاطي الشبو في حالة عصبية شديدة ومزاجه متقلب.
• متعاطي الشبو غالباً ما يكون في حالة عدوانية شديدة و ردّة فعله دائماً غير متوقعة، لذا يجب الحذر أثناء التعامل معه.
• بعد فترة وجيزة من الإدمان، تبدأ ملامح الشخص بالتغير و يظهر وكأنه تقدم في العمر نظراً لأثر المادة على الجلد.
• الارق و قلة النوم الملحوظة .
• احمرار العينين.
• جفاف الحلق و بياض في الشفتين.
• ظهور اللون الداكن تحت العينين "سواد".
• ارتفاع ضغط الدم.
• الشبو يؤثر كثيراً على القلب، مما يؤدي إلى الموت المفاجئ.
الخلاصة
• ان مخدر الشبو من أخطر المخدرات بصفة عامة، حيث يؤكد الكثير من العلماء أن الجرعة الأولى من هذه المادة المخدرة هي بداية الطريق إلى الموت، مما يؤكد ضرر الشبو على جسم الإنسان وفاعليته كمخدر قوي يسيطر على أجهزة الجسم بصفة عامة ويعمل على تدميرها وتدهورها بشكل قاتل ومميت .
• ضرورة السعي إلى الحد من انتشار المخدرات وخاصة المصنعة بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطيها، من خلال تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة في الجوانب الأمنية والوقائية والإعلامية والعلاجية والتأهيلية والعدلية والاجتماعية والتعليمية، وتضمين تلك الجهود والعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية، ويأتي تفعيل دور الجهات ذات العلاقة من أجل تمكين المجتمع من المشاركة في جهود الوقاية والمكافحة.
• ضرورة تحذير الشباب من تلك المخدرات حفاظا على حياتهم ومستقبلهم وحياة الآخرين، وكذلك ضرورة توفير مراكز صحية للعلاج
• ضرورة استهداف المهربين والمروجين وتشديد العقوبات عليهم وغيرها من الاجراءات الكفيلة بمكافحة هذه الآفة .