الكاتب:
رئيس التحرير/ د. ناصر اللحام
منذ مؤتمر الخيانة والعار في المنامة عاصمة البحرين قبل ثلاث سنوات ، ومنذ ان بصمت بعض أنظمة العار ، للصهيوني الوضيع كوشنير على صكوك التطبيع. ومعظم الدول العربية خائفة من بعض الدول الغنية الفاجرة ، وخائفة على لقمة العيش اذا ما تحدت الاستكبار الأمريكي .
دول عربية عظيمة لاذت بالصمت ، وخافت ان تقول لا لترامب وعصابته . ولكن المملكة الأردنية التي تقرأ التاريخ جيدا ، ويعرف شعبها دوره التاريخي العظيم نجحت في قراءة الواقع بشكل ديناميكي .
بعد انفلات عقال الإرهابيين اليهود وعلى رأسهم تصريحات سموتريتش الذي رسم امامه خارطة تشمل فلسطين والأردن وثلث أراضي المملكة السعودية ، وقال إن هذه هي إسرائيل الكبرى . وقف البرلمان الأردني ليقول كلمته بشكل صارم : طرد السفير الصهيوني فورا من العاصمة الأردنية .
قد لا ينفذ قرار طرد السفير فورا . ولكنه قرار تاريخي ورسالة واضحة لتل ابيب وعصاباتها ان الأردن ليست لعبة انتخابية عند شذاذ الافاق وحثالة الأحزاب الصهيونية, وان لا تصدر إسرائيل ازماتها نحو المملكة .
الاسرى الذين يملكون ( لا شيء ) اعلنوا بدء الاضراب المفتوح عن الطعام حتى الموت في وجه الإرهابي بن غفير وأمثاله . وهي أيضا رسالة للامة وبرلماناتها وشعوبها وعواصمها ووزرائها وزعاماتها وكبار الصحفيين على شاشاتها : ان من يريد الدفاع عن الحق لن يعدم الوسيلة ، وان كل عاصمة وكل شعب يمكنه ان يقدم شيئا في هذا المعركة الكبيرة .
والرسالة الأخطر للشعوب العربية واولها الشعب المغربي والشعب السوداني والشعب البحريني والاماراتي: ان الإسرائيليين يتظاهرون منذ احد عشر أسبوعا ضد المتطرفين والمجرمين في حكومتهم . تل ابيب تهتف ضدهم وتغلق الطرقات . فماذا تفعلون انتم في شهر رمضان لنصرة الأقصى والأسرى والاوطان ؟
على الأقل اطردوا سفهاء وسفراء إسرائيل من عواصمكم .
على الأقل خذوا قرارا بذلك . واتركوا التنفيذ للأجيال القادمة .
وهذا الكلام لا يعفي السلطة الفلسطينية من اتخاذ قرارات حادة وأشد للدفاع عن نفسها أولا ثم الدفاع عن المسرى والاسرى.