الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم يختلف اثنان من المحللين على فشل قمة العقبة برعاية أمريكا. فقد ارتكب الاحتلال مذبحة عقبة الجبر يوم القمة وتدهورت الأوضاع الأمنية الى أسوأ مما قبل. وكانت ردة فعل المتطرفين والدمويين في حكومة نتانياهو حادة وجلفة ضد الولايات المتحدة، لدرجة قال طلب احد وزراء حكومة الاحتلال من الإدارة الامريكية ان لا تتدخل في شؤون إسرائيل .
وحين وقعت عدة عمليات "خفيفة" داخل إسرائيل وفي تل ابيب ، عادت إسرائيل تطلب التدخل الأمريكي خشية من قدوم شهر رمضان.
قمة شرم الشيخ جاءت قبل بداية شهر رمضان والعنوان الواضح لهذه القمة (الطلب من أجهزة امن السلطة الفلسطينية عدم دعم التصعيد وعدم تشجيع المقاومة بل ومنعها خلال شهر رمضان) .
فما الذي حدث منذ بداية رمضان؟
استخفت حكومة الاحتلال بالوساطة الامريكية ولم تعرب همزا ولا لمزا عن احترامها لقرارات قمة العقبة بل تبرأت منها امام وسائل الاعلام العبرية.
نشرت قوات إضافية من الجيش والشرطة في القدس وباقي انحاء الضفة الغربية، دفعت بأربع كتائب جيش وسريتين.
منعت حق الوصول للصلاة حتى لمن هم فوق 55 عاما من الرجال ومنعت النساء وسجلت الكاميرات والصحافة وحشية تعامل الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود من المصلين وعابري الطرقات.
بأمر شخصي من المتطرف العنصري ابن الغفير هاجمت قوات الشرطة المعتكفات والمعتكفين في المسجد الأقصى ودون أي سبب يذكر وانهالت بالضرب والرصاص المطاطي على مصلين مؤمنين مسالمين في بيت الله
نشر الاحتلال قوات المستعربين القتلة وقوات الاغتيال حول جميع المدن الفلسطينية وبالذات في حوارة يفتح بوابات الانتقام كل يوم وكل ساعة.
لم يضبط الاحتلال المستوطنين واعتداءاتهم اليومية على المسجد الأقصى وعلى سنجل وحوارة وبلدات شمال الضفة والخليل ما يعني ان هذه الاعتداءات الاجرامية اليومية سوف تتسبب في مذبحة أخرى وصفحات المستوطنين مليئة بالأفكار والخطط لتنفيذ القتل.
رسميا لا تزال حكومة ووزراء الاحتلال يدعمون الاستيطان والمستوطنين وان اعلان إقامة 1200 شقة استيطانية على أراضي بيت لحم قرب جبل أبو غنيم يقتل أي مبادرة .
لأول مرة لم تتهم واشنطن الفلسطينيين بكسر الاتفاقيات، ولكنها لا تجرؤ هذه المرة ان تتهم إسرائيل علنا بتجاوز الوسيط الأمريكي وتسخين الجبهات نحو حرب إقليمية شاملة .