الكاتب: د.جيهان اسماعيل
الحكومات الإسرائيلية كانت منذ عام 2003، قد سمحت من جانب واحد للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، وفي ظل احتجاجات ورفض دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، فإن وتيرة تلك الاقتحامات بدأت تأخذ منحى تصعيديا خطيرا في السنوات الأخيرة ضاربة بعرض الحائط الأعراف والقيم والقوانين الدولية. هذه الاعتداءات تمثلت اليوم باقتحامات قطاع المستوطنين (صباحي ومسائي). ودخلوا ودنسوا ببساطيرهم المسجد المبارك المسقوف وهاجموا الفتيات والمعتكفين وأخرجوهم بالقوة وطرحوهم أرضا أمام عدسات الكاميرات ومنعوا المصلين من دخول المسجد وقبل يومين تم قتل الطبيب محمدالعصيبي من قرية حور النقب على أبواب المسجد الأقصى فقط لأنه ذاهب للصلاة فيه.
المخططات الإسرائيلية، تعددت سواء بمحاولات انتهاك حرمة المسجد من قبل مسؤولين وجنود ومستوطنين بدعم من سلطات الاحتلال بزعامة عضو الكنيست المتطرف بن غفير والتي تحاول منع المصليين وتضييق الخناق عليهم خلال أداء الصلوات.
إن هذه التصرفات والاعتداءات تمثل استفزازا مرفوضا للشعب الفلسطيني والعربي واستمرارا لمحاولات الاحتلال تكريس سيادته على مدينة القدس والمسجد الأقصى.
هذه الاقتحامات تأتي عقب دعوات جماعات المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى في ما يسمونه ب يوم ذبح القرابين والتي دعوا إليه وروجوا له
وتعيد هذه التصرفات والتصريحات العنصرية والتحريضية ضد "العرب" إلى الأذهان ما قام به بنيامين نتنياهو قبل عامين، وفي الأسابيع السابقة من شهر رمضان، والتي تسببت بنهاية الأمر في إشعال حرب غزة، خلال مايو/ أيار 2021. هذه الاعتداءات تهدف لتحقيق فكره التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى فكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله. المخطط اليهودي يشمل فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانيا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة في إطار مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي "الهيكل الثالث" مكان قبة الصخرة.
إن فكرة التقسيم الزماني والمكاني تعيد للأذهان مأساة ما حدث منذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل قبل 23 عاما مضت، عندما قررت إسرائيل اقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصه للمستوطنين مع إغلاقه تماما أمام المسلمين أثناء الأعياد اليهودية. وما يحدث في هذه الأيام من غطاء رسمي لاقتحامات المستوطينين للمسجد الأقصى المبارك، فهي خطوة متقدمة نحو تحقيق ذاك الهدف، إذ بدأت السلطات الإسرائيلية عمليا بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى، تماما كما حدث مسبقا في المسجد الإبراهيمي الذي فصل فيه المسجد بجدار إسمنتي، وبوابات أمنية خاصة، بذريعة حرية العبادة، والحفاظ على الأمن. والمتتبع للخطاب الإسرائيلي إثر اقتحامات المستوطنين الأخيرة، يجد أننا فعليون قد دخلنا في مرحلة التقسيم. لا بل إن الخطاب الإسرائيلي يدلل على أن السلطات الإسرائيلية قد عزمت أمرها على فرض أمر واقع لعبادة اليهود في المسجد الأقصى، فقد أكدا في مواضع عدة أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على حماية حق حرية العبادة لجميع الأديان، وهما بذلك يطمئنان المجتمع الدولي الذي يبدي شيء من القلق تجاه المشاهد التلفزيونية التي تنقل اعتداءات الشرطة الإسرائيلية وتحت شعار أصابه“ عصفورين بحجر ”واحد، فإنه يتعمد استخداما "حرية العبادة والعمل على حمايتها"، في تأكيد آخر بأنه جهة محايدة، تقوم سلطات الاحتلال بحماية المتطرفين اليهود من جهة ومن جهة، وكأنها تفك اشتباكا بين المتدينين من الطرفين اليهودي والمسلم، وأن هذا المكان هو حق لجميع الأديان، وتبدوان وكأنها تدير المكان ضاربه بعرض الحائط بأن لهذا المكان راع. يديره، وفق قاعدة احترام الأديان. إننا أمام عدو ماكر، ولديه من الإمكانات ما تمكنه من ارتداء ثوب الثعلب لتمرير روايته التهويدية.
ومن جهة ثالثة تقوم بعمليات قتل وتهويد واستيلاء على الممتلكات والتنكيل على الحواجز في كل أنحاء الضفة شهداءنا في نابلس صباح هذا اليوم وما سبقه من قتل واستشهاد في حواره وجنين والخليل والقدس ورام الله وعقبه جبر في اريحا وفي كل أنحاء الضفة لخير دليل على السياسة النازية التي تمارسها حكومة اليمنيين المتطرفين برأسه بنيامين وبن غافير وسموتريش.
حكومه نتياهو والتي اقرت انشاءجيش من البلطجيه بعد ان اقتطعت من ميزانيات الوزرات الاسراءيليه الاخرى نسبه 1,5 بالميه لدعم ما سمي ب "الحرس القومي".والهدف منه توسيع اعتداءات المستوطنيين على الفلسطنييين وممتلكاتهم وما حصل بالامس الاغوار الشماليه وفي صوريف غرب الخليل وبلده الخضر في بيت لحم ومازالت صور حرق المنازل والمركبات في حواره حاضره في الذاكره .
إن المساس بالمسجد الأقصى سوف يدفع المنطقة إلى حرب دينية واسعة لا أحد يستطيع أن يتنبأ بنتائجها وما قد تؤدي إليه من عواقب وخيمه، لأنه المسجد الأقصى المبارك صاعق إذا نزع فتيله ممكنا أن يتفجر.
لا بد من التنويه إلى أن الشعوب المحتلة بإمكانها أن تدافع عن حريتها بكل الوسائل الممكنة سواء قبلت أو رفضت أمريكا والعالم الغربي والذين يكيلون بمكيالين، كما يفعلون في أوكرانيا،. فوجود الاحتلال الإسرائيلي أصلا يعتبر انتهاكا للقوانين الدولية والشرائع السماوية والدنيوية.