الأحد: 12/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

‏السيادة في المسجد الأقصى المبارك هي لإدارة الأوقاف الإسلامية وتحت وصاية المملكة الأردنية فقط

نشر بتاريخ: 13/04/2023 ( آخر تحديث: 13/04/2023 الساعة: 21:30 )

الكاتب: ‏نادين روز علي

لا شك أن الأوقاف الاسلامية في القدس هي الحارس الأمين للمسجد الأقصى المبارك والحامي له ولجميع الأوقاف الإسلامية في المدينة. ويشهد لها الجميع أنها قامت بهذه الوظيفة على أكمل وجه منذ احتلال المدينة عام 1967 وحتى اليوم. لذلك فإن ما يقوم به البعض بالتشكيك بها أو بصلاحيتها، تحت أي ظرف، بهدف العصيان ومخالفة إدارتها وقراراتها، وخاصة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك هو خطأ فاحش ولا يخدم سوى الاحتلال الاسرائيلي، ويجب نبذه بشكل قاطع. أن مدينة قدس الأقداس لها موضع خاص وقيمة عليا في قلب كل مسلم. وللمسجد الأقصى المبارك بباحاته ومساجده مكانة خاصة لدى المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة. وحيث أنه موجود الآن تحت الاحتلال، فإن هناك أهمية كبرى للحفاظ عليه وعلى مكانته الروحانية وطهارته وبناه التحتية والفوقية ومجرى الحياة اليومية فيه وتسهيل وتأمين وصول المصلين له وخروجهم منه وتأمين نظافته وصيانته وعدم إعاقة عمل الموظفين والمسؤولين والحراس، واحترام عمل إدارة دائرة الأوقاف فيه ، والتي تقوم بعمل رائع وتبذل جهوداً جبارة للحفاظ عليه في هذه الظروف الصعبة والدقيقة. إن قضية الشعب الفسطيني بشكل عام والقدس بشكل خاص تمر الآن بمرحلة حساسة، وأكثر ما يجب تجنبه هو الخلافات الداخلية والتمردات والعصيان والاتهامات. لذلك فإن محاولة التشكيك بالأوقاف الإسلامية واتهامها بالتعاون مع الاحتلال بسبب تصميمها على حماية المسجد الأقصى من بعض المتمردين على تعليماتها وإدارتها وقراراتها التي تهدف ، في النهاية، للحفاظ على قدسية وطهارة المسجد الأقصى، بنايةً ومكانةً، هي محاولات واتهامات منبوذة. دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هي نواة لحكم محلي مستقل عن الاحتلال، بسبب تبعيتها المباشرة لوزارة الأوقاف الأردنية . إن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هي جزء من وزارة الأوقاف في عمان وتتبع مباشرة لوصاية جلالة الملك الأردني والذي يشرف بنفسه إشرافاً كاملاً غلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس. هناك أكثر من ألف موظف في دائرة الأوقاف في القدس، يحصلون على رواتبهم مباشرةً من الوزارة في عمان، وتشرف الدائرة على المسجد الأقصى إعماراً وصيانة وإدارةً وحراسةً عدا عن مسؤوليتها عن الأملاك الأخرى المتناثرة في مدينة القدس ومنها عقارات كثيرة، محلات تجارية ومستشفيات. وبالإضافة تشرف دائرة أوقاف القدس على 105 مسجداً، ودار القرآن الكريم، دور الحديث والفقه الإسلامي ويوجد أكثر من ألف كتاب في مكتبات المسجد الأقصى المبارك والمتحف الإسلامي الذي يحوي أيضاً على أكثر من 4000 مخطوطة قديمة تشمل كل العلوم الإنسانية. وهناك كذلك لجان الزكاة والصدقات والحج والعمرة، وتعمل الدائرة، عملياً، على تثبيت صمود سكان القدس. وجدير بالذكر أن 85% من مساحة البلدة القديمة هي وقف إسلامي ومسيحي! بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، انتقلت أوقاف القدس إلى عهدة المملكة الأردنية الهاشمية، وما زالت تحت إشراف المملكة حتى يومنا هذا. فمسؤولية وصلاحية تعيين حراس المسجد الأقصى تخص وزارة الأوقاف الأردنية فقط، بالتنسيق مع دائرة الأوقاف بالقدس. وبعد حرب حزيران 1967، حاوت إسرائيل ضم الأوقاف الإسلامية إلى سيطرة وزارة الأديان الإسرائيلية، لكنها لم تفلح في ذلك. ورسمياً، تعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدّسات الإسلامية في المدينة، وتديرها عن طريق دائرة الأوقاف الإسلامية. لذلك فإن أي مساس بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هو مساس بالمملكة الأردنية الهاشمية وسيادتها. تقوم دائرة الأوقاف بحراسة المسجد الأقصى المبارك، وهي عملية صعبة ودقيقة وتستدعي أحيانا، فعلاً، التنسيق مع الشرطة الاسرائيلية، وهذا ليس فقط أمراً مشروعاً بل واجباً لضمان أمن وسلامة المصلين ودخولهم وخروجهم بسلام وإجراء الصلوات على أكمل وجه وضمان العبادة داخل المسجد الأقصى بهدوء وأمان لراحة المصلين. كما أن الحفاظ على طهارة المسجد وسلامة أملاكه، مبنىً وأثاثاً ومنبراً وأبواباً وسقفاً وتأمين الكهرباء والماء وتأمين سلامة المصلين داخل المساجد وفي باحات الأقصى، هي مهمة ليست بالسهلة في ظروف الاحتلال والمقاومة، وتستدعي أحياناً قرارات صعبة وحكيمة، وهذا ما يقوم به موظفو الوقف على أكمل وجه. لكنهم يتعرضون، بسبب ذلك، للانتقادات وأحياناُ الرفض من قبل بعض العناصر التي تريد أن تفعل ما تشاء في المسجد الأقصى دون التقيد بتوجيهات وتعليمات موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى الذين يبذلون كل جهد لتأمين الدخول والصلاة للجميع، والسيطرة على العدد الهائل من المصلين في شهر رمضان المبارك.

‏ولا شك أن معارضة موظفي الوقف وحراسه هي عملياً تمرد على النظام والأمن الذي يقع مباشرة تحت سيادة المملكة الأردنية التي هي المسؤولة، رسمياً، عن المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية في القدس، وليس إسرائيل ولا السلطة الفلسطينية ولا أي طرف آخر. جميعنا يتمنى أن نجتاز هذه الفترة وهذه الأحداث على خير، وأن نحترم قدسية المسجد الأقصى ورغبة الآلاف المؤلفة لدخوله والصلاة فيه بأمان إن شاء الله وأن نحترم أيضاً سيادة جارتنا وحبيبتنا المملكة الأردنية المصونة والمشكورة.