يوم القدس العالمي.. القدس بشرقها وغربها عاصمة العواصم وقبلة المجاهدين

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

يوم القدس العالمي وهو يوم الجمعة الاخيرة من شهر رمضان والذي دعا اليه قائد الثورة الاسلامية الايرانية المرحوم اية الله الخميني ، لم يعد هذا اليوم مجرد احتفالا مهرجانيا في العاصمة طهران ، وانما صار يوم الزحف والمدد لفلسطين وشعبها ، وللقدس واقصاها . من كل عواصم العرب والمسلمين . وفي هذا اليوم تعيد مخابرات العالم حساباتها ، وتنصب بطاريات الصواريخ ، ويستدعى الاحتياط ، ويغلق المجال الجوي ، وتفتح الملاجئ ابوابها .

وفي السنوات الاخيرة ، لا سيّما بعد مسيرة باب العامود ومعركة سيف القدس . دخل محتوى جديد الى يوم القدس ، وهو محتوى القتال والاستعداد للقتال بالصواريخ وبالطائرات المسيرة من اجل القدس ومن اجل اهل القدس .
- المحتوى الاول ان اسرائيل لم تعد تخيف العرب . لم تعد تخيف الشعوب ولا الحكومات ولا الانظمة ولا الافراد ولا الرجال ولا النساء . والحقيقة ان الفلسطينيين لا يخافون من جنود الاحتلال ، وانما يقرفون منها مثلما يقرف الانسان النظيف من الجرذان . وان المقاتل الفلسطيني الجديد في جنين ونابلس والقدس وغزة ومثلها نجح في اعادة انتاج نفسه بشكل لائق يرقى لمستوى البطولة والفداء السرمدي .
- ان قوى الثورة وجبهات المقاومة نجحت في تشكيل قوة ردع وتأديب لجيش الاحتلال . وقد ولى ذلك الزمان الذي تستطيع فيه اسرائيل شن حرب على اية جبهة دون ان تدفع ثمنا كبيرا وتهرب جبهتها الداخلية الى الملاجىء.
- القدرة الصاروخية للمقاومة وامتلاك الطائرات المسيرة جعل كل متر في فلسطين تحت السيطرة النارية للمقاومة وفي اي زمان .
- دخول الارهابيين اليهود في الحكومة وفي كنيست الاحتلال كان السبب الاول والاقوى لانخراط المدن الفلسطينية والعائلات والبلدات في معركة الدفاع المقدس من اجل القدس ومن اجل الكرامة والحرية .
- الجيل الفلسطيني الجديد يرفض اوسلو ويرفض افرازاتها ويرفض التنازلات التي قدمها الاباء المؤسسون لمنظمة التحرير ، وردا على غدر اسرائيل . عاد هذا الجيل بقوة وشراسة يطالب بعكا وعسقلان ويافا وحيفا وهو الامر الذي سيظهر في اول انتخابات قادمة .
- الولايات المتحدة الجديدة تختلف عن القديمة ، وهناك جيل امريكي جديد لا يسير بتعويذات السحر الصهيوني ، ولا يريد ان يدخل في عدوان على الشعوب الاخرى بسبب اسرائيل الفاسدة والعنصرية .
- اسرائيل فاسدة وعنصرية وحتى اليهود فيها يتظاهرون ضدها . ونتانياهو والليكود خدعوا الاسرائيليين منذ 2008 وحتى الان بقولهم ان التفاوض مع الفلسطينيين لم يعد ضروريا . والان على اسرائيل ان تدفع الثمن وتفاوض كل فلسطيني على حدة .
- المحتوى الاهم ان خدعة امريكا بتقسيم العرب بين سنة وشيعة انتهت وصارت وراء ظهورنا . والتقسيم الجديد الانسب والادق هو تقسيم العرب بين شريف ومطبّع خائن . ولا يهم اذا كان صاحب التطبيع من هذا المذهب او ذاك ، لانه في نهاية الحال خائن ، وكل من يتنازل عن القدس خائن وسوف يأتي يوم وينبش قبره وتلقى عظامه خارج مقابر العرب والمسلمين .
- المحتوى الاخير هو محتوى انساني عالمي . لان عدد المناضلين الشرفاء من اجل حرية القدس ومن جميع الديانات ومن جميع الاجناس اكبر من قوة الاحتلال وعنصريته .
واليوم حين نشاهد عشرات ملايين الناس يزحفون في الشوارع ويهتفون من اجل القدس . ندرك اننا دخلنا في عصر جديد وادوات جديدة وشعارات جديدة وقيادات جديدة واجيال جديدة.