الكاتب: معتز خليل
من المنتظر أن يعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اجتماعات مع بعض من القيادات السعودية في العاصمة الرياض خلال الساعات المقبلة، وهي الاجتماعات التي سيكون أبرزها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعدد من كبار المسؤولين.
وتأتي هذه الزيارة تزامنا مع جوله من المباحثات التي أجرتها المملكة العربية السعودية مع بعض من الأطراف الإقليمية والدولية ، كان على رأسها إيران ووفد من حركة حماس يزور المملكة حاليا في ظل سياسة عامة تقضي بالالتزام بإبداء مرونة سياسية في عدد من القضايا الإقليمية الأخرى.
ما الذي يجري؟
بات من الواضح أن السعودية تريد تطبيق ما يسي بسياسه "صفر مشاكل" دون تعطل وبسرعه .
وفي هذا الصدد يمكن تلخيص المشهد على الصعيد الاستراتيجي وفقا لبعض من المعطيات في النقاط التالية :
1- إن السعودية لن تلتفت إلى أي طلب تتقدم به حركة حماس من أجل الحصول على أي دعم مادي من السعودية .
2- هناك معاومة يقينية وصلت إلى هذا الجهاز الذي أصدر هذه الورقة يشير إلى أن المباحثات لن تقتصر على ملف السجناء التابعين للحركة في السعودية ، ولكن سيتطرق أيضا لعدد من القضايا.
3- ستقدم الرياض لوفد حماس تصوراتها حول سبل إنهاء الصراع، وذلك بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002
4- ترى قيادات في جهاز أمني سعودي رفيع مقرب من ولي العهد بقوة الآن إن الرياض ترى أن من مصلحتها تطبيق هذه المبادرة التي تحولت إلى ركيزة من ركائز الحل المقترح لأزمة المنطقة
توقعات
غير أن التقدير الاستراتيجي يشير إلى إن المسؤولين السعوديين لن يطلبوا من وفد حماس أن يدعم الخيارات التي عرضتها المبادرة لعدة أسباب منها:
1- عدم ثقة السعودية كثيرا في قيادات حركة حماس
2- سيكون هذا الحذر في التعامل مع حماس والنابع من عدم الثقة مغلفا بجملة واسعة وهي الاحترام السعودي المتبادل لاختلاف المواقف مع حركة حماس وعدم الرغبة في إثارة هذه القضية المحورية معها الآن .
والمعروف أن المبادرة تقضي بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليّا على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل ، وهو ما تعترض عليه حماس في بعض من بنوده.
تقدير استراتيجي
يأتي هذا الاجتماع بين حركة حماس والسعودية مغلفا بلقاء يعقده الرئيس محمود عباس أيضا في الرياض مع بعض من كبار المسؤولين السعوديين ، وتعرف الرياض إن حركة حماس تعتبر رقما استراتيجيا مهما في ملف المفاوضات مع إسرائيل ، وأيضا في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية مع حركة فتح، الأمر الذي يزيد من دقه الموقف وربما يفتح الباب نحو الكثير من التوقعات الاستراتيجية المهمة خلال الفترة المقبلة.