الكاتب: هديل ياسين
أيَّ الوصايا هي الأحق. دونما وصاياهم، أيَّ الجهاد هو أسمى من ذكراهم، أيّ فلسطين، أيّ شهيد تنسفته أرضها دونما شوقِها إليه، أوصونا الشهادة، النضال، الدفاع عن هبّةَ الله لشعب ألأرض كما هي روحه، أوصونا المغفرة عن ذنوب الدنيا برؤية الحب الأبدي للشهادة، تحريرهم لبلادهم تاريخه سُجل بتاريخ إستشهادهم. سبيلهم للتحرر هي طريق الحرية من سجن مُعتق منذ وجود الإحتلال.
رجائنا التحرر وليس من مُجيب، آمالنا معطوفة على المقاومة، على حب الوطن، على الشهادة، على الخروج من الأسر، وصايانا تماثلت أمامنا ورود وزهرات تركو لنا وصاياهم بعدُهمّ، فأيَّ وصايا سوف يصلى عليها قبل توديع بلادنا، أي فجر سوف يودع شفق الورد وخلقه البديع من شهداء الوطن، الفخر يعتز بمعناه، والخلد لهم في جنات النعيم، أوصونا بالبلاد فّ رُبما نحب البلاد كما أحبوها.
الشمس صاحت لأجلهم، أحييت رائحة عطرهم في سماء الوطن، الأرض أرادت لهم رحمة من رؤيية البلاد غير مُحررة، مُكبلة الأيدي ليس لها مناجي سوى رحمة الله، رحمة الله التي وسعت من رحمتها أن يزرعو فينا حب البلاد، فبلادي هي الأحب، تأويني وترويني عذب نداها، هي مالكة سنينا ومالكة وصايانا، هي الأُنس الذي يحيي كل الأماكن، ويروي بدماء الشهداء أرض العزة، أرض فلسطين.
أحبو الأرض هي وصيتهم الأولى، تتبعو خطى التحرير هي وصاياهم الأخرى، فهل هي الأرض لهم فقط! لا تتركو بندقياتكم، لا تتركو قضيتكم، لا تتركو الأرض التي تنفسنا فيها خطى المقاومة، إنتقلنا الى جنات الخلود، فلا تنسونا، من وصاياهم، وصية الأعرج، حيث تجّل قولاً فيها: "تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد فإن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلب سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء".
أوصيكم بحب الوطن كما هي وردة بحاجة الى رعاية تفوق حب الحبيبتين، تفوق النظر الى الدنيا الزائلة بقول يتنفس به الصبح بشكر الله على محيانا في أرض فلسطين.
إلهامنا من رسائلهم تقودنا نحو الكفاح، نحو السلام، نحو التحرر، نحو الأمان، فلو كان الأمان في أرضنا لما أوصونا بمتابعة التحرر، قضيتنا واحدة ليس من الضروري الإلتفات عن شيء آخر دونها. ووعودنا لهم بتنفيذ وصاياهم هي الأمل في إحتضان الأرض بأمان، حب، إعتزاز. وقوة. قودة الدفاع عن أرضنا كما هم فعلو.
لعل وصاياهم رجاء الأطفال ورجاء العالم بأسره، لعل وصاياهم هي الأحق في تنفيذ عقيدة الدفاع عن الأرض والإعتزاز بالإنتماء إليها. أحبو الأرض وهواها، دفعو عنها تمسكاً بالقضية، أزالوا عنّا الهَمّ من قلة التدبير، هُموم الشعب المكّبّل بحكم الإحتلال. أحبو البلاد كما وصاياهم، لا تتركو النضال كما أفعالهم المقدسة في الأرض المقدسة.