الكاتب:
حسن فقيه
🔘عزيزتنا قلوبنا ظلنا ناقوس ذواتنا وأحلامنا ، أسفارنا المعلقة على خيوط الشمس ، وأعتاب القمر …
🔘لا غياب للشهداء وأصحاب المبادئ والرسالات العميقة والمتجذرة في أعماق المجتمعات والقضايا الجمعية المشتركة .
حاضرة كنت ولا زلت في كينونتنا الإنسانية والوطنية والمهنية ، وشريكتنا في تفاصيل حياتنا بكل أبعادها وزواياها المتجددة.
🔘الإنسانية ليست صفة مكتسبة في هذا العالم المتناقض الألوان ، بل هي نهج حياة : بكيت على حواف الوطن سهوله وجباله وبحره المتوسط الأبيض ، دموعك سالت على حكايا الشهداء والجرحى والأسرى ، وعلى المغتالين بجوار حواجز وبوابات وجدران الفصل العنصري .
لامست بيديك الحانيتين وجع الامهات والاآباء والزراع والعمال والموظفين ،وحتى جذوع الزيتون التي إقتلعتها جرافات المغتصب الحاقد وجيش مستعمريه المختبئين على رؤؤس التلال.
🔘وعلى كتفيك علقت نياشين المهنية العالية بدقة متناهية ، فجمعت الرأي من كل حوافه ونقاط وجوده ، وسجلت بعدسة كاميراتك الصورة من كل المشاهد والنوافذ المطلة عليها ، وكانت فلسطين وقضاياها هي البوصلة والهدف .
🔘وضعت أسس مدرسة إعلامية عالية الجودة والمستوى ، شعارها مصلحة فلسطين والوطن هو المسار الصحيح للعمل والسهر والتعب ، وقلت دوما : الصحافة موقف ، ومن لا يمتلكه يجب أن يتنحى جانبا عن مسرحها وإلى الأبد .
🔘ولا جدال عند الناس حول عشقك الأبدي للقدس العاصمة ، فكنت تتحدثين عنها بصوت المحب الذي لا يرى نفسه إلا في حضن حاراتها وأزقتها وكنائسها ومساجدها وتكاياها وزواياها .
🔘ولأن الكلمة الحقة والموقف السليم هو للإعلام الحر والجريء ، كان قرار عصابة الموت القابعة في تل ابيب هو التخلص منك ، فكانت طلقات الغدر جاهزة لقتلك وإنهاء خطرك المحدق على المشروع الصهيوني الأسود ، فكان مخيم جنين هو المكان المجهز لفعل الجريمة النكراء … جندي حاقد ثمل بالكره والموت أطلق رصاصه الأسود بإتجاهك ، ترنح جسدك الطاهر ، حملته روحك نحو العلا حاملة في ثناياه ألق الشهادة وشهادات التميز .
🔘فلسطين كلها من البحر الى النهر حملتك في قلوبها وسارت بك في طريق شقائق النعمان البهي والملون والمعطر والانيق .
🔘لاحقتك هراواتهم وانت في تابوتك الخشبي الوديع ، حمتك من بطشهم صدور الناس ودعوات الامهات والمؤمنين في كل مكان وصوب وحدب .
🔘عام على الرحيل يا شيرين ، عام على الوجع الكبير ، عام على شلال الفقد والرحيل ، ما أصعبها من أوقات وساعات وأيام .
🔘 ولانك فلسطينية الدم والمحتوى ، لم يعاقب القتلة على جريمتهم النكراء ، ما زالوا طلقاء ، وما زال جيشهم وحكومتهم تعيث في الأرض فسادا وعهرا وإجراما … سنلاحق القتلة حتى النهاية وسنقتص منهم لا محالة ..
🔘زرتك ذات يوم في مرقدك الاخير وقرأت تراتيل الحزن وآيات من القرأن الكريم ، وابلغتك مدى حب الناس لك .
شيرين ابا عاقلة يا رفيقة المواقف والرؤى ، في ذكرى رحيلك الصعب لا نملك سوى الدعاء الطويل لك .
وداعا يا سيدة النساء ، يا عين الحقيقة ، يا نبض الناس البسطاء .. وأمام رب رحيم الملتقى حيث العدالة ترسم معالمها الحقة … وداعا وإلى لقاء .