الكاتب:
أحمد برقاوي.
كان صديقنا المفكر والقائد الفلسطيني النبيل الراحل ،الدكتور الياس شوفاني،ينفي صفة الدولة عن اسرائيل،ويصفها بالثكنة العسكرية.والحق بأن الصهيونية وبمساعدة بريطانيا المستعمرة لفلسطين قد أسست ثكنة عسكرية ومجتمع عسكري،اعتقاداً منها بأن الثكنة العسكرية وحدها القادرة على البقاء بما تمتلك من قوة مسلحة تزودها بها الدول الأوربية ثم أمريكا.وبالتالي فإن هذه الثكنة منذ نشوئها وحتي الآن تخوض حرباً مع أهل الأرض بكل الوسائل :سرقة وطن،قتل،اغتيال،خطف،أسر.
إن هذه الواقعة غير المعقولة التي تمت على أرض فلسطين لا يمكنها الإستمرار في البقاء فالبقاء بذهنية الثكنة العسكرية،والسلوك تأسيساً على هذه الذهنية أمر متناقض جداً مع مفهوم الدولة،ولا يمكن أن تقوم دولة لجماعة استيطانية والشعب الفلسطيني ابن الأرض متجذر في هذه الأرض وجوداً مادياً وروحياً ووعيه بحقه يزداد يوماً بعد يوم.
بكلمة واحدة غزة والضفة والجليل والنقب مجتمعات طبيعية تكونت تاريخيا عبر قرون من الزمن،وفي محيط عربي الهوية متطابق مع هوية الفلسطيني.
وهذا مختلف عن السور والأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة والحواجز العسكرية-الأمنية وعسكرة كل السكان والخوف الدائم والقلق على الأمن.
الفلسطيني أينما يعيش في فلسطين أو خارجها هو ابن الحياة ومحب الحياة،فالصراع الدائر بين الفلسطيني والصهيوني صراع بين محب الحياة والشاعر بالأمان الوجودي من جهة،والخائف الدائم على الحياة وعلى عودة أرض مسروقة من محب الحياة.