الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل نقلت كل المعارك من كل الجبهات للضفة الغربية

نشر بتاريخ: 25/05/2023 ( آخر تحديث: 25/05/2023 الساعة: 13:35 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لا يجرؤ الاحتلال ، وهو يرغب بشن هجوم على ايران . ولكن ايران بعيدة وكبيرة والاهداف فيها ليست سهلة ، وتخشى إسرائيل انها لو بادرت بهجوم على ايران ان تصبح اضحوكة الشرق الأوسط وبعدها تتوسل لوقف اطلاق نار . فالعراق لم تكن في العام 2001 بقوة ايران الان ، ولكن الإطاحة بالجيش العراقي تطلب حينها تحالف 34 دولة وقرارات من مجلس الامن ومشاركة 100 الف جندي واحدث أنواع الأسلحة الامريكية ومشاركة دول عربية في الهجوم بينها دول ملاصقة للحدود العراقية .

منذ العام 2008 وتل ابيب تهدد بشن عدوان على ايران حتى اصبح التهديد أتفه من صاحبه ، والجميع يعلم انه من دون الولايات المتحدة الامريكية ستبقى تهديدات تل ابيب جوفاء ومفرغة .

ولا يجرؤ الاحتلال ولا يريد فتح حرب مع حزب الله في لبنان ، ورغم التهديد بقوة نارية هائلة ضد لبنان الا ان حزب الله سيكون قادرا على تحويل تل ابيب وحيفا الى ساحة رماية للصواريخ الدقيقة . كما ان منصات الغاز وهي الطفل الاغلى على قلب تل ابيب سوف تغرق في البحر وتتسبب بخسارة مالية ومعنوية لا يمكن تخيلها بالنسبة لإسرائيل .

اما بشان غزة ، ورغم ان الاحتلال استخدم كل قوته الإعلامية واستخدم صحافييه الناطقين باللغة العربية للكذب ولإظهار فوز جيش الاحتلال بالمعركة الأخيرة. الا ان الجميع شاهد على الهواء المباشر كيف استعطف الاحتلال دولة مصر للتوصل لاتفاق وقف اطلاق نار مع الجهاد الإسلامي .

الاحتلال لا يريد ولا يقدر خوض معركة طويلة لأشهر مع حماس ومع المقاومة في غزة ، وأثبتت المعركة الأخيرة ان الغرفة المشتركة للمقاومة هي حقيقة وليست مجرد عنوان خطابي .

رغم وضوح الصورة بهذا الشكل . الا ان نتانياهو لا يستطيع القبول بهذا الواقع ، وسوف يعمل قريبا على تنفيذ اغتيالات محلية وإقليمية خطيرة ، وسوف يغامر بتلقي رد من لبنان او غزة او سوريا او ايران ويستخدم النفوذ الأمريكي للتوصل بعدها الى وقف اطلاق نار سريع حتى لا تتحول الحادثة الى حرب . ولهذا يعلن قادة الاحتلال منذ أيام ان إسرائيل سوف تستخدم قوة نارية غير مسبوقة لتحطيم لبنان 70 ضعف الحرب التي وقعت في 2006 .

نتانياهو يعرف ، ونحن نعرف . انه لا يمكن ان ينجو من التظاهرات والمعارضة الداخلية الا من خلال زج إسرائيل في حالة حرب مع الدول العربية . والعربي هو العدو الذي يتفق عليه جميع المستوطنين العنصريين اليهود .

تبقى الحرب الحقيقية التي يريدها جيش الاحتلال في الضفة الغربية وهي مستمرة ومتصاعدة وتسعى حكومة نتانياهو بشكل طائش وغير دقيق ان تحافظ على بقاء السلطة وعدم انهيارها نتيجة لهذا الهجوم المجنون على جميع مدن ومخيمات الضفة . وترى إسرائيل انها فعلت ذلك عام 2002 حين اعادت اجتياح الضفة وقتلت الزعيم عرفات ، وان الامر ممكن من خلال خلق قيادات جديدة بديلة تؤمن بضرورة بقاء السلطة بأي ثمن وبأقل تكلفة.

في عقل إسرائيل : الاغتيالات ونسف المصانع في لبنان وايران وسوريا هي الغاية القريبة القادمة لجيش الاحتلال ، وان تتدخل أمريكا فورا لمنع تدهور الأمور الى حرب لإنقاذ إسرائيل بذريعة انقاذ العرب من حرب مدمرة .

وفي عقل إسرائيل : الحرب مستمرة وطويلة لسنوات على الضفة الغربية بشرط ان تبقى السلطة على نفس الموقف الذي يدين ويشجب ويشتم الاحتلال دون ان تنهار السلطة حتى لا تتورط إسرائيل بالمسؤولية عن ثلاثة ملايين عربي . ان تبقى السلطة واهنة ورمزية ودون أي دعم مالي بل سلطة عاجزة ومتسوّلة .