فتحي خازم ابو رعد
اذاعتان محليتان وبعض الصحف والصحفين والموديعين بثوا ثقافة الكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد فوصفوهم بالصراصير حتى عندما كان يقتل القاتل لا يرى الا انه قتل حشرة وليس نفسا بشرية والفوا الاغاني والاناشيد التي تحض على القتل
( دعونا نغني... دعونا نفرح ايها الأصدقاء.. إن الله رحيم.. لو ابدنا كل الصراصير فلن يحكمنا احد سنكون نحن المنتصرين)
وصحف وإذاعات تصفهم بالثعابين وتنشر لهم رسومات على هيئة ثعابين ما يعني انه يجب قتلهم بل ذهبو إلى وصفهم بانهم أعداء يجب القضاء عليهم
واذاعات تحث الناس على حمل السكاكين والمناجل.. كانت تغذي وتقف خلف خطاب الكراهية والتحريض فرنسا وبعض الدول
واستمر ذلك حتى بدأت المذبحة الابشع في التاريخ الحديث والتي بدائت في عام ١٩٩٠ قتل خلالها ٨٠٠ ثمانمئة الف شخص واغتصب خلالها عشرات آلاف النساء خلال مئة يوم فقط حتى وصل الأمر لان يقتل الرجل الهوتي زوجته لأنها من التوتسي والعكس صحيح.
وسائل الإعلام وبعض القدة والسياسين كانت السبب الأساسي في التحريض وبث روح الكراهية والفرقة والدعوة للقتل واعتبار الخصم عدوا وانه لا تعدو قيمته عن حشرة او أفعى يجب قتلها.. كان اولائك الصحفيون المرتزقة والذين تمت محاكمة بعضهم فيما بعد سبب المجزرة والمذبحة والابادة والتشريد والتدمير والحرق
ان هذا النوع من الخطاب في اي مكان وزمان سيمزق المجتمع ويؤجج الصراع وان السماح باستمراره والموافقة عليه جريمة يجب أن توقف
وإنني ادعوا الى أن يتوقف اليوم والان وفورا خطاب التراشق الاعلامي والتخوين والدعوة للاقتتال والفتنة وان يستبدل بنشر خطاب التسامح والاخوة والمحبة ورص الصف وتوحيد الكلمة ورأب الصدع وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية المشتركة وممارسة النقد البناء
والذهاب نحو تعزيز ثقافة الحوار الوطني الشامل الذي يمكننا من الوصول لمشتركات نواجه بها التحديات المصيرية التي تواجهنا وتجنبنا لا سمح الله اقتتال داخلي سندفع ثمنه جميعا
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)