الكاتب:
معتز خليل – مدير مركز رصد للدراسات السياسية والفلسطينية – لندن
تشهد العاصمة المصرية القاهرة هذه الأيام زيارات متتالية من الفصائل والقيادات السياسية الفلسطينية ، وهي الزيارات التي بدأت مع زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية ومن بعدها زيارة وفدين من حركة حماس والجهاد الإسلامي إلي العاصمة المصرية القاهرة ، وهي الزيارات التي حملت الكثير من الدلائل والإشارات خاصة في ظل التأثير السياسي المتبادل والاستراتيجي بشأن تطورات الوضع في فلسطين.
ما الذي يجري؟
كان واضحا أن هناك رساله ترغب الحكومة الفلسطينية وجهاز المخابرات العامة المصري في إرسالها عقب الاجتماع الذي عقده محمد أشتيه رئيس الوزراء الفلسطيني مع اللواء عباس كامل وزير جهاز المخابرات
وهو اللقاء الذي كان عنوانه الرئيسي بحث عدة قضايا تخص قطاع غزة ، من بينها:
1- تسهيل حركة المرور عبر المعابر
2- تحسين أطر إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة
3- مناقشة بعض من القضايا المتعلقة بقطاع غزة وسبل التخفيف من معاناة سكانه
4- تسهيل حركة فلسطيني القطاع عبر المعابر.
5- بحث توصيل الكهرباء من مصر إلى غزة لرفع كفاءتها وقدرتها الاستيعابية
6- بحث سير عملية إعادة إعمار القطاع.
7- بحث عملية انشاء محطات تحلية مياه ممولة من المانحين في قطاع غزة
8- تفعيل شبكات الهاتف المحمول الفلسطيني في مصر.
غير أن هناك ومع هذه القضايا قضية أخرى كانت ملحة للغاية تمثلت في بحث إشراف حركة حماس على المعابر وتحديدا معبر رفح البري وبحث الاتفاق على ضرورة ان تتسلم السلطة المعابر من حركة حماس.
وبات واضحا إن الجانب المصري يقود المحاولات لبحث القيام بهذه الخطوة خاصة وأن :
1- إسرائيل تقدمت بطلب بهذا الصدد ، وهو الطلب الذي أيدته أيضا بعض من الجهات الدولية ومنها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي ناقشت مع مصر ضرورة البحث في هذه النقطة بالتحديد نظرا ل :
أ- الكشف عن بعض من قضايا التهريب التي اكتشفتها سلطات الأمن المصرية عند المعابر ، والتي تمثلت في محاولة تهريب بعض من الأموال وبعض من المعدات إلى داخل القطاع.
ب- إرسال الجانب الإسرائيلي والأوروبي إلى مصر بعض من البيانات والتقارير التي تشير إلى خطورة الموقف الاقتصادي والتجاري في غزة حال استمرار إشراف حركة حماس على المعابر ، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف برمته.
2- هناك على ما يبدو محاولات استراتيجية لوضع جديد يعيشه القطاع خلال الفترة المقبلة ، وهو الوضع الذي نبهت إليه بعض من الصحف الإسرائيلية المختلفة .
كل هذا يأتي تزامنا مع تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الأسبوعي الأخير يوم الجمعة ، والذي قال إن هناك جهات إسرائيلية تدرس تسليم إدارة قطاع غزة لمصر ومد مساحته بأراضي من مدينة العريش مع احتمال إقامة "دولة غزة" المستقلة .
غير أن السؤال الدقيق حاليا ...هل من الممكن أن توافق حركة حماس أو عناصر الجهاد على هذه الخطوة ومنح السلطة الفلسطينية الإشراف الكامل على المعابر؟
تشير الوقائع السياسية إلى أن جميع المحاولات الهادفة إلى وضع المعابر الفلسطينية في القطاع تحت الإشراف الرسمي للسلطة الفلسطينية جميعها فشلت ، وهو ما يأتي لعدة أسباب ومنها:
1- وجود مصالح سياسية واستراتيجية لحركة حماس من الإشراف على المعابر.
2- وجود مصالح لجهات إقليمية وخارجيه تقضي باستمرار حماس في الإشراف على المعابر ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة برمتها.
التقدير الاستراتيجي
عموما بات واضحا أن هناك ترتيبا استراتيجيا لبحث وضع جديد لقطاع غزة قريبا ، وهو الترتيب الذي يتم بلورته حاليا في العاصمة المصرية القاهرة وسط أجواء من التغيرات التي تعصف بالمنطقة.