الكاتب: رامي مهداوي
كان لي شرف المشاركة في وفد الحكومة الفلسطينية الخاص بالمشاورات السنوية مع الحكومة الألمانية، والتي تهدف لاستعراض ومناقشة البرامج والمشاريع التنموية للعامين 2023-2024 وذلك في العاصمة الألمانية برلين.
كلمة شكر وتقدير في البداية يجب أن أقولها الى جميع أعضاء الوفد الحكومي؛ وبالأخص الى رئيس الوفد الفلسطيني مستشار رئيس الوزراء لشؤون التخطيط وتنسيق المساعدات الصديق اسطفان سلامة على روحه ورح فريق العمل الوطنية التنموية كل حسب إختصاصه وتمثيل فلسطين بكل مهنية وأداء؛ أقف إحتراماً وتقديراً لكل أعضاء الوفد على هذا الجهد، في ظل ظروف دولية وفلسطينية معقدة نعلمها جميعاً.
وقد شارك عن الجانب الألماني عدد كبير من كوادر وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومسؤولون من بنك التنمية الألمانيKFWومؤسسة التعاون الفني الألمانيGIZوممثل عن وزارة الخارجية الالمانية.
حظيت هذه المشاورات باهتمام كبير، وتحمل أهمية كبيرة من حيث العلاقات الدبلوماسية والنتائج، تعد هذه الزيارة فرصة مهمة للحكومة الفلسطينية للتواصل مع المسؤولين الألمان، وتعزيز العلاقات الثنائية، والعمل على تحقيق نتائج إيجابية للشعب الفلسطيني.
تم توقيع بروتوكول التعاون بين الوفد الفلسطيني والوفد الألماني بعد اختتام المشاورات السنوية، تهدف هذه المشاورات إلى استعراض ومناقشة البرامج والمشاريع التنموية المشتركة. يأتي التوقيع على هذا البروتوكول كخطوة هامة في تعزيز التعاون وتنمية المشاريع بين الطرفين.
وتعهدت الحكومة الألمانية خلال المشاورات بمبلغ125مليون يورو للعامين القادمين لدعم مجموعة من المشاريع الحيوية في فلسطين في قطاعات المياه والصرف الصحي، والحكم المحلي، والتشغيل، والتعليم والتدريب المهني والتقني، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وغيرها من المشاريع الحيوية في فلسطين.
لعبت زيارة الوفد الحكومي الفلسطيني إلى ألمانيا دوراً حيوياً في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفرت فرصة لإجراء مناقشات رفيعة المستوى وتبادل الأفكار والتعاون في مختلف المجالات، إن تعزيز العلاقات مع ألمانيا اللاعب الرئيسي في الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يفتح الأبواب لمزيد من الدعم.
خلال الزيارة، يحتل الحوار السياسي وإن كان بشكل غير مباشر مركز الصدارة، مما يمكّن الحكومة الفلسطينية من عرض وجهات نظرها واهتماماتها وتطلعاتها. خلال الاجتماع مع المسؤولين الألمان تم إجراء مناقشات بناءة حول القضايا التنموية، والتحديات المستمرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني. توفر مثل هذه الحوارات فرصة للحصول على الدعم الألماني لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
جانب آخر مهم من زيارة الوفد الفلسطيني هو إمكانات التعاون الاقتصادي والتنموي بين فلسطين وألمانيا، نقاشات ثنائية وجماعية حول التجارة وفرص الاستثمار، وكيف لمشاريع التنمية أن تمهد الطريق لشراكات مفيدة للطرفين. يمكن أن تساهم الخبرة الألمانية والمساعدة المالية في مجالات مثل البنية التحتية والتعليم والتشغيل والرعاية الصحية والتكنولوجيا في نمو الاقتصاد الفلسطيني وازدهاره.
يمكن قياس نجاح زيارة الوفد الحكومي الفلسطيني إلى ألمانيا من خلال تحقيق نتائج إيجابية. وقد شمل ذلك الإستماع الى الصوت الفلسطيني المهني والوطني، والتعهدات بتقديم مساعدات مالية لمشاريع التنمية، واتفاقيات تعاون ثنائية معززة، وفهم أعمق للتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني. يمكن للنتائج الإيجابية أن تساهم في تقدم القضية الفلسطينية بشكل عام على الساحة الدولية ويسهم في النهوض بتطلعات الشعب الفلسطيني وتعزيز الروابط بين فلسطين وألمانيا.