السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الحكم التي لا ينبغي تجاهلها

نشر بتاريخ: 15/06/2023 ( آخر تحديث: 15/06/2023 الساعة: 00:00 )

الكاتب:

د. سهيل الأحمد

نتأمل ولا نتجاهل حكمة الكلمات وعمق التفكير لدى من قالها، فنتفاءل ونعلم أن الحكم راسخة، وأثرها باق، يتم تناقلها ممن يفهمها ويعلم حقيقتها، ليجد من ذلك تعبيرًا وصدقًا، وإقبالًا لا يشعر به إلا من أراد بركتها وطلب الصواب والخبر في كل حال، ومن هذه الحكم أبيات تقول:

وقدْرُ كل امرئٍ ما كان يُحْسنه والجاهلون لأهل العلم أعداءُ

ما الفضلُ إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاّء

وهذه حكمة تشير إلى وزن العالِم، وتكشف عن سمو مقامه وعلو كعبه وارتفاع شأنه.. وفي هذا يعلم أنه إذا أحسن الإنسان أمرًا ... فهذا يدل على قيمته، ورفعة تفكيره، لأنه عند كلامه وحديثه ومخالطاته لغيره يتبيّن له ولمن يقابله سمو الطبع وعمق الفكر، وما هو عليه من العقل والفهم والحكمة، وطبيعية المخزون المعرفي الذي يمتكله، وهو بهذا لا يبخل بالخير عن غيره، ولا يقبل بالدون في مقابلة ما يقدم، أو يتفانى حال أن ينصح أو يعلم، ويظهر ذلك ما يخطه القلم، وما يفرضه خلق العلم، فقلم الإنسان وكتابته وكلامه من الطبيعي أن يدل على أين يتجه تفكير الإنسان، وكيف هي رجاحة عقله، وأن طريقة كلامه إظهار لميزان منطقه وسمو روحه..

ولذلك فإن قيمة المرء تتقوى بزيادة علمه من حيث الكم والكيف ومن حيث الشكل والمضمون، وشرف العلم والمكانة يكون بشرف المعلوم واحترامه، وتبعًا لموضوع علمك وخبرتك ودرسك تجد مكانتك.. فلا تتهاون في سمعتك وطبيعة اهتماماتك فأنت من يحدد تلك المنزلة، وهي لا تأتي بيسر أو سهولة بل بالمثابرة والصدق تتأتى الرفعة، ويتزين عنوانها، ويعرف أن إخلاص المرء وحبه لما يقدم من أجل الله تعالى من المؤثرات التي لا تنسى أو تتجاهل.