الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بحسب الميثولوجيا الاغريقية فان سيزيف كان اكثر الناس خبثا . فعاقبه كبير الالهة عندهم بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت الصخرة مرة أخرى إلى الوادي، فيعود إلى إصعادها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبدي.
كلما تعمّقت في الشأن الإسرائيلي يتراءى لي ان إسرائيل هي سيزيف ، وانها سوف تبقى هكذا الى الابد . شقاء لا ينتهي وخواء سرمدي . لن يرتاح لها بال ولن يغمض لها جفن ، وكما في الاصحاح الثاني سوف تبقى في خوف وشقاء حتى تموت .
بعيدا عن " الانتصارات السخيفة " التي يحققها جيش الاحتلال . يقتل مواطنا مدنيا غير مدرب في اريحا ، او صياد سمك في غزة ، او فدائيا في جنين او بطلا من اسود نابلس . فهذه ليست انتصارات ولا يكتب عنها التاريخ ابدا .
بعيدا عن ذلك : ماذا تفعل إسرائيل بنفسها؟
هل تسعى لتحتل الضفة الغربية ؟
حسنا . وماذا بعد ذلك ؟
في يوم من الايام سوف تأتي قيادة فلسطينية سياسية او بلدية وتقول : نريد حقوق المواطنة .
حينها سوف تبدأ حكومات الاحتلال مع أمريكا وبلاد النفاق الغربي بصرف عشرات مليارات الدولارات لإقناع الفلسطينيين مرة أخرى باقامة سلطة فلسطينية ، ولإقناع السكان بضرورة ان يكون لهم مطار وميناء ومعابر وبرلمان وهوية قومية مختلفة عن إسرائيل .
من يقرأ البرنامج الانتخابي للأحزاب الصهيونية ، يرى لعنة سيزيف حلت عليهم . هل يريدون ضم الضفة الغربية ؟ وماذا بعد ؟
ماذا لو تحطمّت السلطة الفلسطينية بين يدي جيش الاحتلال ؟ وماذا لو خرجت البلديات تقول لحكومة الاحتلال ان تتولى الخدمات وان تحل أزمات المياه والكهرباء وتعبيد الطرقات والاسعاف والمستشفيات !!
ابن الغفير ومعه المأفون بالعنصرية سموترتيش ومثلهما نتانياهو ونفتالي بينيت وحتى يائير لابيد الذي رفض لقاء أي قائد فلسطيني . يطرحون أفكارا يرفضها الفلسطينيون .
طيب ماذا لو نظرنا أبعد من ذلك .
سوف نصل الى نتيجة ان مشكلة إسرائيل ليس لها أي حل . وان قضية فلسطين العادلة لها عشرات الحلول التي يقبلها المجتمع الدولي وبرلمانات العالم وشعوب الأرض .