الكاتب:
د. عيسى سميرات
دكتوراه في الإدارة الاستراتيجية
أن تكون رئيسًا لدولة ما او رئيسا لوزرائها هو مسؤولية كبيرة لشخص واحد، وفلسطين هي دولة متعلمة بالمقارنة مع عدد السكان، والحكومة معينة من قبل الرئيس، وكلما تم تشكيل حكومة يكون رئيس الحكومة هو رئيسا الوزراء. في مثل هذه الحالة، لو كنت أنا رئيسا للوزراء، ماذا سنفعل من أجل البلد؟ سيكون حلم كل فلسطيني أن يصبح رئيسًا لوزراء البلاد ، لكن أن يصبح رئيسًا للوزراء ليس بالسهولة التي نفهمها.
لو كنت رئيسا للوزراء سأغير في الحكومة وأطيح بالسياسيين الفاسدين ومن لهم سجل فساد في مجال الحكم. وكنت أستمع إلى شكاوى المواطنين بشأن مشاكلهم اليومية في مجتمعنا مثل البطالة والفساد الاقتصادي وإدارة الاراضي وغيرها الكثير. سأحاول حل مشكلة البطالة من خلال مواصلة تعديل المشاريع والبرامج الحكومية السابقة ومنها على سبيل المثال تخفيض سن التقاعد الحكومي من 60 الى 55 او 50 عاما مما سيمكنني من توظيف حوالي 15 الف موظف جديد في القطاع العام بدل المتقاعدين الذين ساقوم على تدريبهم خلال مدة لا تقل عن 5 سنوات على تقاعدهم على إدارة المشاريع وحين يصلون سن التقاعد يمكنهم تكوين مشاريعهم الخاصة من خلال قروض ميسرة بكفالة رواتبهم التقاعدية ورعاية الحكومة والذي يمكن كل مشروع من توظيف 3-5 اشخاص مما يخفض نسبة البطالة الى حوالي 10% بدلا من 27% حاليا.
حول مشكلة الكهرباء والطاقة، سأنشئ عددا من محطات الطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية من خلال توظيف مهندسين بارعين يمكنهم إعادة تأهيل الشبكات وجعلها آمنًه للاستخدام. ويمكن لهذا المشروع أن يمنح مواطنينا فواتير كهرباء رخيصة ويمكن أن يكون أيضًا عاملاً رائعًا في تخفيض تكلفة المواصلات ويمكن له أيضًا جذب الشركات الكبيرة من الدولة الأخرى لإنشاء فرع هنا في بلدنا بسبب انخفاض تكلفة الكهرباء التي يمكن أن تخلق العديد من فرص العمل لمواطنينا. وبنفس الطريقة حل مشكلة المياه عن طريق حفر الابار الارتوازية. وأعتقد أن أفضل طريقة لحل مشكلة المرور هي إنشاء قطار سريع ليس فقط في داخل المدن فقط ولكن في جميع أنحاء البلاد من الخليل حتى جنين يمكنه السفر إلى مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد مما يقلل من حركة السيارات والحافلات التي تسافر للركاب إلى وجهاتهم.
لمواصلة معرفة أن السياسيين المعينين لا يفعلون أي أشياء مفسدة ، يجب أن نراجع نفقات مشاريعهم وحتى حساباتهم علنًا، ولتحقيق اهداف التنمية الدولية 2030 وتحقيق الشراكة بين القطاعات العام والخاص والأهلي، وتحقيقا لمبدا الاستفادة من كافة الطاقات والقدرات والخبرات لدى جميع الأطراف، على سبيل المثال لا الحصر تصل حجم الودائع والتوفيرات في البنوك الفلسطينية الى حوالي 17 مليار دولار، ولاقامة مشاريع اقتصادية وبنية تحتية واجتماعية وثقافية وسياسية مشتركة، وبصفتي رئيسًا للوزراء يجب أن تكون الحكومة جزءًا من هذه المشاريع حتى نعزز الثقة ويعرف المواطنون أن أموالهم لا تُهدر وأنها في أيد أمينة، مما يعزز النمو ويشغل ايدي عاملة إضافية في هذه المشاريع.
بالنسبة لمشكلة المخدرات والتعرض للسلم الاهلي، سأنفذ عقوبة الإعدام ضد أباطرة المخدرات والقتلة. بالنسبة لمتعاطي المخدرات او يتعاون مع القتلة، يجب أن يحكم عليهم بالسجن مدى الحياة عندما لا يتعاونون للقبض على الأسماء الكبيرة في اباطرة المخدرات او الخارجين عن القانون. وسيتم التعامل مع الفساد بأشد الطرق ، وسيتم فرض عقوبات صارمة على الأفراد المخادعين. أعلم أن حكم بلد ما ليس بالمهمة السهلة. لا يمكن تحقيق ذلك بدون المشاركة الفعالة للشعب للقضاء على جميع أنواع الشرور الاجتماعية ، سأبذل قصارى جهدي لتثقيف الناس وتعزيز العمل الأهلي والتطوعي وغرس الشعور العميق بالوطنية في أذهان الناس، عندها فقط يمكنني اتخاذ التدابير اللازمة لإحياء فخرنا الوطني في فلسطين وإحراز تقدم. سأقوم أيضًا بتطبيق قانون لضباط الشرطة الذين يمارسون الفساد أو التعامل مع المواطنين بخشونة لتأكيد بأن حكومتي لن تتغاضى عن أي وحشية من قبل الشرطة او أي جهة تمس كرامة المواطنين وحريتهم.
لو كنت رئيس وزراء فلسطين، ستكون وظيفتي الأولى هي اختيار أفضل الوزراء لحكومتي ضمن مجموعة من الاحتبارات التي تتعلق بالانتماء والاخلاق وبالقدرات في كافة المجالات والذكاء ومعرفة الوطن وقضاياه. أود أيضًا أن أضمن أن الشباب المتميزين من الناحية الفنية يمكنهم أيضًا العثور على فرصة في مجلس الوزراء بحيث يتم استخدام خبرتهم في تطوير البلاد.
بعد ذلك أرى أن تتدخل حكومتي في بناء جميع المصانع الكبرى او القائمة بحيث أن الأفراد المتخصصين فقط هم من يمكنهم قيادة تلك الصناعات. سيتم تقليل التبعية الأجنبية إلى أقصى حد ممكن. ستضمن هذه الخطوة أيضًا أمن الأمة ، وسيتم اتخاذ خطوات خاصة في قطاع الزراعة وبناء مراكز بحثية للحصول على أفضل البذور لتعزيز الإنتاج ومنح المزارعين جميع التسهيلات. وسيتم إدخال تغيير كامل في الهيكل التعليمي وتعزيز مكانة المعلم على ان يخضع الطلاب للتدريب المهني بالإضافة إلى التدريب الأكاديمي بعد الانتهاء من التعليم الأساسي حتى الصف العاشر. والعمل باتجاه مجانية التعليم والتعليم الجامعي وخاصة في المجالات التي تحتاجها الدولة وبما يتناسب مع مستوى الدخل بين فترة وأخرى وان تكون جميع المجالات موجهة للعمل. كما ان لدي خطط لتثقيف الناس وجعلهم مواطنين مسؤولين ومدركين لرفع نوعية حياة الجماهير ولوقف هذا التطور المقلق في تدهور حياة الناس، يجب القيام بشيء عاجل. بصفتي رئيسًا للوزراء ، ستكون مسؤوليتي الأولى هي حل قضية الفقر والتعامل معها على أسس الحرب.
فبينما أؤمن بالسلام واللاعنف، سأعزز أمن بلدي. في حالة وجود تهديدات خارجية ، يجب أن نكون مستعدين لحماية أنفسنا ، وسأعمل بلا كلل من أجل البلد ، وأنا أعلم جيدًا أن مكتب رئيس الوزراء ليس سرير مصنوع من الورود. لذلك سقضي على مشكلة الإرهاب من جذورها لانها تسبب الكثير من الضرر للنظام الاقتصادي للبلد. لذلك سأعمل على تعزيز أمن بلدي حتى لا يقع هنا أي حادث إرهابي من أي نوع خاصة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، أولاً وقبل كل شيء سأقوم بترتيبات أمنية مناسبة في جميع المناطق الحدودية لجميع محافظات الوطن.
لو كنت رئيس وزراء فلسطين، كنت سأحول فلسطين إلى دولة مستقرة معتمدة على ذاتها، أريد أن أتخلص من الفقر والبطالة في فلسطين. سأسعى أيضًا إلى تحقيق معدل تشغيل بنسبة 100 بالمائة وسأعمل على تطوير الحقول الزراعية. كنت سأعزز المعاشات التقاعدية القديمة، والتأمين ضد البطالة للأشخاص المحتاجين، كنت سأقوم بإنشاء صناعات صغيرة الحجم وامنع التسويق الأسود للسلع الأساسية وتخزينها.
ومع دول الجوار، سأظهر الانسجام وسيتم تعليم الناس حقوقهم المنصوص عليها في الدستور، سيتم الاهتمام بالعناصر الفاسدة. سأعطي الأولوية لإنشاء مجتمع خالٍ من الخوف وعدم اليقين والحفاظ على السلام هو الهدف النهائي لفترة ولايتي. سوف أرفع من نزاهة الأفراد وقيمهم المتميزة. وأخطط للقضاء على التفاوت الكبير في الدخل بين الأغنياء والفقراء الموجود في الوقت الحاضر. سأقوم بعد ذلك بتنظيم الأسعار ضمن الحسابات والإحصاءات القومية وليس كما يحصل في الغالب مما سيجعل نظام توزيع البضائع الهامة أكثر قدرة على المنافسة بسبب القوانين الصارمة ، ولن يستغل احد المضيف او رجال الأعمال بأي شيء.
ساعمل على الحفاظ على التراث والمقدسات والتاريخ وساعمل على اشهار تسمية المدن والقرى والتجمعات وتعزيز فهم المواطنين لثقافتهم ولدينهم ومعتقداتهم من خلال رفد المدارس التاريخية والاثرية والدينية والكليات الشرعية بالكفاءات العلمية وبالحاصلين على المعدلات العالية وبالقدرات من المتفوقين وصولا الى جيل من العلماء، وتعزيز حضورهم ومشاركتهم في صنع القرار.
وسأعمل على القضاء على الفقر وسأجعل التعليم مجانيًا، حتى يتمكن الفقراء أيضًا من الدراسة في المدارس والكليات لأن الأمية هي مشكلة رئيسية أخرى في هذا البلد ، نظرًا لأن المناطق الريفية ضعيفة التطور ، سأوفر الكهرباء والمياه والمدارس وغيرها من المرافق. بما ان إدارة السكان في المناطق الريفية والبدوية هي مشكلة لبلدنا ، لذلك سأضع سياسات للسيطرة بشكل فعال على المشكلات السكانية ، لخدمة المرضى والفقراء وفتح المستشفيات في كل مكان.
لو كنت رئيسا للوزراء ، لكنت أدرت خطة رفاهية عامة لتنمية المرأة. حتى تصبح قوة المرأة في بلادنا أقوى وضمان سلامة النساء في البلاد على رأس أولوياتي. لجعل الفتيات يتقدمن في كل مجال، أود أن أعطي شعارًا جديدًا لتعليم الفتيات حتى تحصل الفتيات أيضًا على نفس الاحترام في المجتمع الذي يحصل عليه الأولاد. أود أيضًا أن أنهي الشعور بالتمييز ضد الفتيات في المجتمع. حتى تتمكن نسائنا من الاعتماد على الذات.
فلسطين بلد به عدد قليل من السكان، في مثل هذه الحالة لا يكلف النظام الصحي الكثير ، سأعمل باستمرار ليلًا ونهارًا حتى يكون النظام الصحي في فلسطين على مستوى عالٍ. سأحضر مخططات جديدة حتى يتمكن فقراء البلاد من الحصول على المرافق الصحية بسهولة. بحيث يكون مستوى معيشتهم جيدًا وصحيًا. وسأعمل أيضًا على ان يتمكن مواطنو البلد من الحصول على مرافق صحية مجانية. حتى يتمكن كل فقير في البلاد من الاستفادة من المرافق الصحية. باختصار ، لو كنت رئيسًا للوزراء، كنت سأبذل قصارى جهدي لتحسين المجتمع واستعادة ثقة الجمهور في الحكومة، من حيث تحقيق مصالحة داخلية مجتمعية ومصالحة أخرى مع القطاع الخاص، مما يعزز الانتماء ويمنع التهرب الضريبي ويعيد للخزينة حوالي 500 مليون دولار كل عام نتيجة لذلكـ ويكون عنوان المصالحة الغاء ضريبة الاستيراد المفروضة على التجار مما يدفعهم الى التلاعب وحجب المعلومات الحقيقية عن الحكومة خوفا من ضريبة الدخل التي ترتبط بقيمة ضريبة المقاصة.