الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين اختار الكمبيوتر العسكري اسما للعدوان على مخيم جنين واطلقوا عليه (البيت والحديقة) اعرب المحللون العسكريون الإسرائيليون عن عدم ارتياحهم للاسم، وحاولوا البحث عن اسم بديل.
جيش جرار ومعه اسراب من الطائرات الحربية النفاثة والمروحيات العسكرية وسلاح الهندسة والمتفجرات والشرطة والكوماندوز ونخبة النخبة زحفوا وفي عيونهم القتل لاحتلال مخيم جنين الذي لا تبلغ مساحته نصف كم مربع. ففشلوا وصاروا اضحوكة للجيوش. أرادوا الاثبات ان سلاح المشاة لديهم قادر وفاعل فأثبتوا العكس تماما، وشاهدنا سلاح المشاة الإسرائيلي في حالة رديئة لدرجة ان بعض المعلقين العسكريين الإسرائيليين تساءلوا: هل سلاح المشاة قادر على الوقوف في وجه كتيبة الرضوان لحزب الله !!.
نتانياهو رهينة كاملة بيد الإرهابيين اليهود وجماعة الصهيونية الدينية. ومنذ سبعة اشهر يفعل كل شيء يطلبونه مهما كان وكيفما كان، ولن يستطيع ان يرفض أي طلب للعنصري بن غفير ولا لراعي الإرهاب اليهودي سموتريتش .
هما الاثنان ( بن غفير وشسموتريتش ) طلبا حربا على مخيم جنين، ونتانياهو ومعه انذال المعارضة الإسرائيلية لابيد وغانتس نفذوا ما طلباه دون ان يرفعوا رؤوسهم. وسوف يمضي نتانياهو في تلبية كل ما يطلبانه لان بقاءه في الحكم مرهون بهما .
الغضب الفلسطيني التنظيمي والشعبي وصل الى ذروته. ورغم استهانة نتانياهو بالسلطة وبالقيادات الفلسطينية وبالامم المتحدة ورغم انه يتلحف بالدعم الإنجليزي والامريكي، الا ان النتائج لا تصب في صالحه لغاية الان .
مخيم جنين لم يعد اسم مكان بل صار قيمة ومفهوم يقتدي به شباب الأرض المحتلة. دلالة على الشهامة والبأس ورفض الظلم ورفض الموت بصمت والمقاومة حتى الرصاصة الأخيرة .
مخيم جنين لا يمكن ان ينهزم لان الفكرة لا تموت ولا تنهزم بالقوة العسكرية .
التنسيق الأمني صار عارا وعيبا والشعب الفلسطيني طوى هذه الصفحة وطوى معها أي ثقة بالمفاوضات المباشرة مع العدو .
لا يوجد شيء اسمه الإدارة المدنية للاحتلال بل هو الحكم العسكري، ومهما حاول تغيير اسمه سيبقى هو الحكم العسكري للاحتلال. وضباطه اسوأ من المستعربين انفسهم لانهم يقتلون حلم شعب كامل ويساومون مرضى السرطان على تصريح علاج .
سياسيا ليس مطلوب من أي قائد فلسطيني او عربي البحث عن حلول لمشاكل الاحتلال. فالضحية لا يفكر بحلول ترضي المجرم. ولتذهب إسرائيل الى لندن وواشنطن للبحث عن حلول لمشاكلها.
كل هذا التوحش الصهيوني ضد الفلسطينيين وضد الأقصى وضد المقدسات ظهر بعد توقيع اتفاقيات التطبيع الحقيرة في مؤتمر العار بالمنامة. وعلى العواصم العربية التي غمست خناجرها في ظهر الشعب الفلسطيني ان تتراجع عن هذا العار قبل فوات الأوان .
فلسطين قضية أجيال واجيال مهما طال الزمن. ومن ترك دينه واتبع دين ترامب صاحب الكازينوهات وصهره الصهيوني وديانة افرايم فعليه الاستعداد لرحلة مجانية الى مزبلة التاريخ .
ولو أعلن امراء التطبيع رغبتهم ان يصبحوا يهودا لما تدخلنا . ولكنهم يريدون ان يحاربوا الشعب الفلسطيني جنبا الى جنب مع جماعة كهانا.
والأيام تدور ولا يبقى حال على حاله.