السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

محمود العالول .. مناضل عنيد وعطاء مستمر

نشر بتاريخ: 07/07/2023 ( آخر تحديث: 07/07/2023 الساعة: 15:53 )

الكاتب:  ربحي دولة


محمود العالول انسان مناضل لا يختلف عليه اثنين، حيث بدأ العمل الثوري منذ أن كان في ريعان شبابه، إنضم الى الحركة في بداياتها فاختار الميدان والمواجهة مقرًا دائمآ له ، فبعد اعتقاله من قبل قوات الاحتلال في العام ١٩٦٧ لانتمائه لحركة فتح وتشكيله مجموعات عسكرية تعمل على ضرب هذا المحتل في كل مواقعه بعد ثلاث سنوات من الاعتقال تم ترحيله وإبعاده قسرًا عن الوطن الى الاردن التي اتخذها ميدانًا جديدًا ليجدد العمل الفدائي ويعمل بكل طاقاته وخبرته على تشكيل خلايا عسكرية داخل الوطن ودعمها ماديًا وتنظيميًا من خلال مكتب حركة فتح في الاردن الى جانب الشهيد القائد خليل الوزير، حيث كان يطلق عليه مكتب الغربي .
وبعد خروج قوات الثورة من الاردن إبان أحداث أيلول، وبعد مواجهة داميه مع النظام الاردني استقر به الحال في لبنان ، حيث البلد الذي خاض فيه العديد من المعارك ضد الاحتلال الصهيوني وضد الكتائب وضد النظام السوري الذي كان له دور كبير في قصف المخيمات الفلسطينية وكذلك المحاولات الفاشلة لاحتواء الثورة الفلسطينية والقرار الفلسطيني المستقل ، فكان العالول في مقدمة الصفوف في هذه المعارك ، حيث تمكن من أسر ثمانية جنود صهاينة مكنت الحركة من تحرير ٤٠٠٠ الاف أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، فيما وصفت هذه العملية بأنها أكبر عملية تبادل تجري مع دولة الاحتلال.
ابوجهاد العالول، عرف برجولته ومواقفه الشجاعة في كل الأماكن التي عمل بها وكان رفيق درب أمير الشهداء ابو جهاد والذي استلم مهامه في مسؤولية القطاع الغربي بعد استشهاده واستمر في نضاله متنقلًا في عدة دول عربية لتشكيل خلايا مهمتها تنفيذ عمليات في الدخل الفلسطيني المحتل وأيضا توفير متطلبات المجموعات والخلايا التي تعمل داخل ارض الوطن .
ومع تأسيس السلطة الوطنية وعودة قيادة الحركة ومنظمة التحرير الى أرض الوطن عاد ابو جهاد الى الوطن بعد ما كان ضمن قائمة المرفوضين عودتهم إلا أنه بعد ضغط كبير من قبل الشهيد ياسر عرفات عاد العالول الى المكان الذي يعشق والمكان الذي عمل بكل جد واجتهاد بصدق وأمانه على تحريره وعين محافظا لمحافظة نابلس كبرى محافظات الوطن وانتخب بعد عدة سنوات عضوًا في اللجنة المركزيه ، حيث كان إضافة نوعية الى قيادة الحركة الى جانب إخوته ورفاق دربه الذين عمل معهم سنوات طويلة وفي مهمات عديدة.
عرف ابو جهاد بدماثة أخلاقه، حيث شكل حالة إجماع داخل الحركة وعلى الصعيد الشعبي والفصائلي لخطاه الداعي دائمآ الى الوحدة الوطنية وكلماته الثورية الداعية دائمًا الى مواجهة المحتل وتوجيه كل السهام والبنادق صوب المحتل وحرمة الاقتتال الداخلي وقد تم تجديد انتخابه في اللجنة المركزيه، وتم تكليفه كمفوض عام للتعبئه والتنظيم هذه المفوضية الهامة والتي لها مسؤولية مباشرة عن التنظيم، فكان من خيرة من تولوا هذه المهة الى جانب الاخوة الذين عملوا في هذه المهمة
كان ابو جهاد ومازال المرجعية التنظيمية لكل أبناء الحركة، حيث يتصف هذا الرجل بأنه يستمع للجميع ولم يغلق بابه أمام أي فرد من أفراد التنظيم بغض النظر عن مهمته التنظيمة وحجمها ومسماه : طيب القلب ، حليم على أبناء الحركة شديد على الاحتلال ومقاتلًا شرسا ضده حتى النصر والتحرير .
إن ما جرى مع العالول في جنازة الشهداء الذين اغتالهم الاحتلال في جنين حيث ابو جهاد دائم الحضور والمشارك في التشييع الى جانب حضوره الى جانب عائلات الشهداء لمواساتهم والتخفيف عنهم كيف لا وهو من قدم ابنه البكر شهيدًا بداية انتفاضة الاقصى، حيث كان يشعر في كل مرةً يشارك بها أن الشهيد هو ابنه.
إن اللسان الذي تطاول على ابو جهاد في هذا التشييع أثناء تواجد عشرات الالاف من ابناء شعبنا هدفه هو الفتنه وإشعال نار الاقتتال الداخلي وخلق حالة اشتباك تبعدنا عن المواجهة مع الاحتلال لولا حكتمه في التعامل مع الموقف لسال الدم الفلسطيني على يد ابناء الشعب الواحد لكنه آثر الصمت والانسحاب على الاستمرار وتأجيج الموقف،
هذه هي المواقف الحكيمة والجرأة العالية التي عودنا عليها هدا القائد الذي يشغل منصب نائب رئيس الحركة هذا الموقع المهم وجد من أجل بناء الحركة تنظيميًا حتى الوصول الى دحر المحتل وحماية ابناء شعبنا من الاحتلال وأعوانه.
سيبقى الوجهة في عيون كل من عرفه جبل من جبال فلسطين الشامخه وأما أصحاب الفتنه المدعومين من الاحتلال وبعض الأنظمة التي تهدف لإضعاف الجبهة الداخلية واضعاف فتح فالى مزابل التاريخ ، وستبقى فتح بتاريخها الأصيل وعملها الكبير، وستبقى قيادة الحركة صمام أمان للشعب والقضية. ٠ كاتب وسياسي