الكاتب: السفير حكمت عجوري
هذا المقال هو اضافة لمقالات سابقة حاولت من خلالها وقدر المستطاع ان اضع نقاط على حروف حماس ليس كرها بحماس مع ان قادتها تكرشوا في اوتبلات الخمس نجوم حتى عادوا بل رقاب وانما حبا في شعب ضحى بالغالي والرخيص من اجل ان يعيش حرا كريما على ارضه التي عمرها اجداده على مدار الاف السنين وليس كرها بالمقاومة بكل اشكالها التي هي حق مشروع ومكفول بقوة القانون الدولي لاي شعب تحت الاحتلال.
حماس تمادت كثيرا في استغلالها للحق خدمة للباطل ولعلني بما ازعم اساعد البعض في الخروج من الشرنقة التي حصرت حماس ادمغتهم داخلها بادعائاتها الكاذبة خدمة لمصالحها الحزبية الاخوانية غير الوطنية وذلك قبل ان تتحول هذه الشرنقة الى عمى بصيرة مع انني استدرك وانحنى احتراما واجلالا امام كل من ارتقى شهيدا من اجل فلسطينه وفلسطينيته وبدون تفرقة بين اي منهم فصائليا او ايدولوجيا لانهم كلهم وبدون استثناء تيجان على رؤوس كل الفلسطينيين العاشقين للعيش بكرامة على ارضهم بعد تحريرها من براثن الاحتلال الصهيوني العنصري الذي لا يفرق بين فصيل ولخر كما ولا يفرق بين طفل وكهل او بين امرأة ورجل طالما هم فلسطينيون لان بوصلة القتل للعدو الصهيوني هي اولا الفلسطيني بشكل خاص والاغيار بشكل عام .
الفرق بين حماس كفصيل اسلاموي وباقي الفصائل الفئسطينية هي ان بوصلة حماس ليست فلسطين وانما هي حزب الاحوان المسلمين الذي ساهمت بريطانيا في انشائه سنة 1928 لتتبناه بعد ذلك امريكا وكل ذلك من اجل ضرب الحس القومي العربي قبل ان يتحول الى حركة جماهيرية عربية قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي اصبح كابوس يقض مضاجع كل اعداء العرب والعروبة من الغرب الاستعماري الذي لا هم له سوى تشتيت العرب وسرقة ثرواتهم بينما حزب الاخوان الحالم بالسيطرة على الامة الاسلامية المشتتة ما بين 58دولة سيادية هو حزب يعمل على دغدغة عواطف المسلمين بشكل عام واتباعه بشكل خاص كونه حزب المرشد الحاكم بامر الله واعوانه وحزب ولاء الاتباع بالطاعة وتنفيذ الاوامر دون اي اعتراض وربما كان لنا في هذا السياق مثلا ما زال في الذاكرة وهو صراع حزب الاخوان مع الزعيم القومي العربي الراحل جمال عبد الناصر والتي وصلت الى حد محاولة اغتياله بعد بضع سنوات من سطوع نجمه كزعيم قومي عربي اعاد الكرامة لكل العرب.
الشهيد عرفات انتمى في بداية حياته السياسية الى حزب الاخوان ولكن وطنيته وفلسطينيته وعلى عكس كل زعامات حماس كانت تغلب كثيرا على حزبيته الاخوانيته وكان سبب انتماؤه لحزب الاخوان هو حلمه بتجنيد العالم الاسلامي من اجل تحرير اولى القبلتين مسرى نبينا محمد ومهد سيدنا المسيح عليهما الصلاة والسلام ولكنه سرعان ما خرج من حزب الاخوان بعد ان تيقن بان فلسطين لا تعني لهذا الحزب اكثر من سواك اسنان وهو ما اعترف به لاحقا محمود الزهار احد قيادات حماس الاخوانية.
حماس تاسست باتفاق مع رابين من اجل ان تكون البديل لمنظمة التحرير بعد ان اصبحت المنظمة عصية على كيانه بعد ان نالت هذه المنظمة اعتراف العالم كله بتمثيلها الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولادراك من رابين بان حماس لن تنال اعتراف حتى العرب في حال نجحت في مهمتها كبديل لمنظمة التحرير كاداة اخوانية تهدف لاقامة الخلافة الاسلامية وهو المشروع المستحيل الذي سيتصدى له قبل اسرائيل كل دول الغرب الوازنة وغير الوازنة وكل حكام العرب وحكام المسلمين وهو ما سيسهل على اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من ضرب حماس في اي وقت وبمباركة ومساندة من كل هذه الدول الا اذا انصاعت حماس للمطالب الصهيونية ولا بأس في ان تبقى مجرد اداة اخوانية لخدمة حزب المرشد واعوانه وهذا ما اصبحت تفعله حماس في العلن سواء اكان ذلك من خلال التنسيق مع دولة الاحتلال وحماية حدوده من اجل ضمان دخول شنطة الدولارات القطرية التي اصبحت بمثابة جهاز تنفس اصطناعي لمئات الالاف من اهلنا المغلوب على امرهم في غزة تحت حكم حماس او من خلال الهدنة طويلة الامد التي تسعى لها حماس مع الاحتلال من اجل ضمان استمرار حكمها في غزة كدويلة اخوانية ولكنها في العرف الصهيوني وامام العالم كله هي دولة الشعب الفلسطيني .
ما سبق اسست له حركة حماس منذ بدايتها في تسعينات القرن الماضي وذلك بوأدها لاتفاق اوسلو وقتلها لاي انجاز وطني ممكن ان يحققه الاتفاق وذلك من خلال عملياتها الانتحارية / الاستشهادية والتي ادت الى اغتيال رابين من قبل اليمين الصهيوني المتطرف كون رابين يعتبر الراعي الحصري لاتفاق اوسلو الذي وقعه ربما مرغما بسبب ضغوط من العالم كله بما في ذلك امريكا بعد مؤتمر مدريد سنة 1991 (الارض مقابل السلام) وهو الاتفاق الذي وظفته حماس لاحقا لخدمة مشروعها كبديل للمنظمة بان شاركت في انتخابات 2006 بعد ان ضمنت النجاح الانتخابي بسبب عملياتها التي دغدغت عواطف الفلسطينيين الذين وللاسف غاب عنهم في حينه دوافع كل تلك العمليات كما وغاب عنهم سبب رفض حماس المشاركة في الانتخابات الاولى سنة 1996تحت ذريعة انها انتخابات اقرها اتفاق اوسلو مع ان الانتخابات الثانية التي شاركت فيها حماس هي ايضا قرار اوسلوي وهو الامر الذي لا بد وان يتوقف عنده كل من ادلى بصوته لصالح حماس في تلك الانتخابات خصوصا بعد ان اتضح ايضا بان تلك الانتخابات الثانية اصبحت تعتبر بالعرف الحمساوي ديمقراطية عود الكبريت الاولى والاخيرة وقد ساعدها في كل ذلك قرار الرئيس الفلسطيني بالغاء الانتخابات الثالثة بسبب عدم مشاركة القدس مع ان حماس تعرف بان الرئيس لو فعل ذلك في حينه لكان ذلك اقرار منه بصفقة ترمب الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وبالطبع نجحت حماس في تجسيد مخططها على الارض باختطافها لغزة سنة 2007 وفصلها عن باقي الجسد الفلسطيني وساعدها ايضا بذلك قرار الرئيس برفضه مواجهة الانقلاب الحمساوي بقوة السلاح حقنا للدم الفسطيني .
حماس خلال مسيرتها عملت على ونجحت بركوب موجة اي انتصار يصنعه الشعب الفلسطيني وسرقته لمصالحها الحزبية وعلى سبيل المثال ما حصل في معركة القدس في شهر رمضان المبارك التي توحد تحت لوائها كل ابناء الشعب الفلسطيني بكل اطيافه واماكن تواجده قبل مشاركة حماس فيها الا ان حماس سرعان ما أفرغت هذا الانجازغير المسبوق من محتواه لصالحها بان ذهبت الى اجتماع القاهره بعد تلك المعركة لتطالب وبسبب مشاركتها في تلك المعركة بالغنائم وهي تولي زعامة الشعب الفلسطيني بديلا عن منظمة التحرير لتجسد بذلك الحلم الذي قامت من اجله وفي محاولة اخرى حاولت سرقة النصر الحقيقي الذي حققه ابطال جنين في معركة بإس جنين في الثالث من هذا الشهر وذلك من خلال عملية كدوميم التي كانت محاولة اخرى من حماس لسرقة نصر المخيم تماما كما فعلت في صواريخ معركة القدس وكما كانت تفعل في كل عملياتها الانتحارية .
هذه النوايا الخبيثة لحماس انكشفت بعدم مشاركتها في معارك حركة الجهاد الاخيرة في غزة مع العدو الصهيوني وصمت صواريخ حماس في تلك المعارك وصمتها ايضا حيال كل المجازر التي يرتكبها الاحتلال في كل يوم بحق ابناء شعبنا في جنين ونابلس والقدس ورام الله والخليل وطولكرم وحوارة وترمسعيا والتي ذهب ضحيتها 205 شهيد بمن فيهم ثلاث رفي الداخل المحتل وذلك منذ بداية هذا العام فقط والى ذلك نضيف عملية التهويد المستمرة للقدس واستباحة اقصاها في كل يوم والسبب الحقيقي في صمت حماس هو ابتغاء مرضاة الاحتلال والهدنة طويلة الامد وتحقيق حماس لحلمها في ان تكون البديل لمنظمة التحرير خدمة لاهداف واطماع اخوانية بحتة .
ختاما ولمن من يبتغي مرضاة الله اقول بان ليس هناك اي سند او اي مبرر اخلاقي للمقارنة ما بين حماس والسلطة كونها ولدت من رحم اوسلو لترعى شؤوون الفلسطينيين تحت الاحتلال بالرغم من كل ما عليها وما لها في بناء مؤسسات الدولة وبناء الانسان الفلسطيني بحليب الرواية الفلسطينية بدليل ان من ولدوا في عهد السلطة هم من قادوا معركة بأس جنين وبقية معارك الضفة ولكن بدون صواريخ.