الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
على عكس المرات السابقة . يقل اهتمام الشارع الفلسطيني بما يحدث داخل إسرائيل ، والسبب الأول هو اهتمام الجيل الفلسطيني الجديد بقضاياه وبحاضره ومستقبله ومستقبل أولاده ، والبحث عن لقمة عيش كريمة بعيدا عن كذب السياسيين والخذلان الذي تسبب به دعاة المفاوضات والسلام لا سيما من طرف الاحتلال .
وفيما يخص الفلسطينيين بالشأن الإسرائيلي يتركز الاهتمام على محاور واولويات تلقائية :
- الحروب والجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال والمستوطنون ضدهم وضد المسجد الاقصى
- الاقتصاد والعمل وتأثير قرارات الاحتلال على مستوى حياة الفلسطينيين
اما ما يحدث داخل إسرائيل ومن يحكم ومن لا يحكم ، من يتظاهر ومن لا يتظاهر فهذا اخر ما يهم المواطن الفلسطيني . ولذلك يتم تضليل الجمهور الناخب الإسرائيلي من خلال الصحفيين والمحللين الناطقين باللغة العربية والايحاء لهم ان ما يجري داخل تل ابيب يهم اهل مخيم جنين او باقي مدن فلسطين . وهذا عار عن الصحة تماما .
لا فرق الان عند الجيل الفلسطيني الجديد بين الجنرال غانتس وبين السفيه بن غفير . ولا فرق بين العنصرية الحاقدة ماري ريجيف وبين اليهودي القادم من بخارى جدعون ساعر . فجميعهم لا يملكون أي حل سياسي لقضية فلسطين ، وجميعهم توحشوا على السلطة وعلى الفوز بمقعد هنا او هناك دوم مبدأ ودون إنسانية ودون أي فهم للصراع .
قد ينال عدم اهتمام الشارع الفلسطيني بصراع السياسيين الإسرائيليين استحسان البعض ، وقد يزعجهم . ولكن الأهم ان هذا الشعور ينسحب مع الزمن على الشأن الفلسطيني الداخلي . ولولا التثوير الإعلامي والتهييج الدعائي لوجدنا ان اهتمام جيل الشباب الفلسطيني الجديد يقل جدا جدا بصراع القيادات الفلسطينية وتناحر الأحزاب القديمة على السلطة عندنا أيضا .
نحن امام جيل جديد واهتمامات ذكية جديدة . مقابل جيل قديم ومتهالك بمفاهيم قديمة ويتشبث بأدوات فاشلة .
انتبه المراقبون للجيل الفلسطيني الجديد في مخيم جنين . ولكنهم لم ينتبهوا بعد الى اهتمامات الجيل الجديد في رام الله وفي قطاع غزة وفي كل مكان .
من يعتقد ان الجيل الشاب في فلسطين والذي ولد في الالفية الثالثة يحمل نفس مواصفات الأجيال السابقة انما هو منفصل عن الواقع تماما ويعيش في فقاعة كذب كبيرة . ولو ان القادة والمسؤولين يتحدثون مع أولادهم ومع بناتهم ساعة واحدة في الأسبوع لعرفوا هذه الحقيقة البسيطة .
الدعاية الإعلامية السوداء عبر الاعلام القديم أو بواسطة التواصل الاجتماعي والذباب الالكتروني عند كل جماعة . والتثوير والتخوين والشتم والقدح والمديح والتخويف كلها أدوات نجحت سابقا في تخدير الجيل الجديد . ولكن القادم مختلف تماما ، فهذا الجيل قرر ان يحكم نفسه حتى لو توحش السياسيون البلهاء ورغبوا ان يحكموا البلاد والعباد الى الأبد.